رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
انجبته
لتخرجه من صمته وهي تشير الي ذلك الكوب الذي يمسكه بيده.
في حد بردو يسيب كل الفطار الجميل ده ويشرب كوباية قهوة كبيرة بالحجم الله دا بحالها كده
لم يزجرها او يغضب عليها كعادته واكتفي بأبتسامه خفيفه وهو يجيب على سؤالها
معلش انا متعود على كده مش بحب افطر وبكتفي بالقهوه بس.
طب عشان خاطري اكسر العاده دي وافطر معانا.
اومئ لها برأسه ومد يده واخذها من بين اصابعها.
شهق الصغير الذي كان يراقب نظراتهم ووضع كفيه على فمه يداري أبتسامته.
ارتاب الاخر في أمره وأغلق عينه اليمني نصف غلقه مستنكرا ضحكة الصغير ومجبره على التوقف وكأنه يتوعد له
بكل براءه اجابه.
انت اخدت السندوتش من سأله وسمعت كلامها يا بابي!
ضم حاجبيه اكثر بعدم فهم متعجبا مما تلفظ به الصغير!
طب ودي فيها ايه يعني
انزلق الصغير من علي مقعده قاصد الاختباء خلف مقعدها وهو يعبث في اصابعه.
لاء مس فيها حاجه بس يعني انت كنت مش بتحب تفطل ودلوقتي سمعت كلامها وفطلت يعني انت كده بقيت تأمن ليها يا بابي
ليه هو باباك كان بيحذرك مني يا يامن
أظهر الصغير عينه من خلفها ووجه لها الحديث.
اه وقالي لازم نطمن انك مش غداله الأول مش هي كده طلعت حلوه ومش غداله يا بابي زي ما قولت
اتكأ بظهره مستندا على ظهر مقعده ووضع قدم فوق الاخري بكل راحه.
لحد دلوقتي ايوه بس لازم هي كمان تثبت انها قد ثقتنا فيها وتحبنا عشان احنا كمان نحبها اكتر واكتر.
الله هي زعلت مننا ولا ايه
طبعا لازم تزعل يا فالح انا مش هعاملك زي الرجاله تاني واتكلم معاك انت عيل ومش بتحفظ السر على فكره.
ها لاء خلاص مس تزعل مني يا بابي انا اسف.
مش مهم تتأسف ليا انا المهم دلوقتي انك تصالحها عشان انا مش فاضي دلوقتي.
لو كنت انت مش قولت الكلام ده
مش كانت هي عرفت حاجه وزعلت يبقى مين بقى اللى زعلها انا ولا انت
عندك حق يا بابي.
طيب انا بقى هاروح شغلي دلوقتي وانت بقي هتطلع تصالحها زي ما اتفقنا تمام يا استاذ.
تمام يا بابي يا حبيبي وعلى فكله انا بحبك اوي عشان مش بقيت تزعلي.
ابتسم له وهو يجذب حقيبة عمله ويتجه للخارج
سلام يا بابي يا حبيبي.
سلام يا حبيب قلب بابي ثم اغلق الباب من خلفه وجرى الصغير ليصعد إليها ليفعل ما
طلبه ابيه منه.
ساله يا ساله الله ليه طلعتي قعدتي هنا وسيبتينا
اعتدلت من علي فراشها وجلست تمد له يدها ليأتي إليها سريعا.
تعالي يا حبيبي مافيش حاجه انا بس شبعت قولت اطلع استريح هنا شويه.
بس انتي بټعيطي هو انتي زعلتي من كلامي زي بابي ما قال ولا ايه
ضحكة ساخرة خرجت من ثغرها رغما عنها.
باباك قالك انك انت اللي زعلتني
ايوه انا اسف لو مس قولت الكلام ده مس كنتي علفتي حاجه وزعلتي مننا احنا الاتنين.
انا مش زعلانه منك يا يامن انا زعلانه من نفسي!
ليه انتي حلوه.
الحكايه مش ليها دعوه اذا كنت حلوه أو وحشه الحكايه حكاية ثقة بس.
مس فاهم حاجه.
بكره لما تكبر هتفهم كل
حاجه هو باباك في مكتبه
لاء بابي راح السغل بتاعه.
اندهشت مما قاله هذا الملاك الصغير وهمست لنفسها.
يعني حتى مافكرش انو يطلع يراضيني بكلمه واحده قبل ما يمشي.
بتقولي ايه انا مس سمعتك.
هاه بقولك بما انه راح شغله وانا وانت بس لوحدنا في البيت تعالي بقى نلعب سوى في الجنينه ونقضي وقت حلو لحد ما هو يرجع ايه رأيك في الفكره دي بقي.
يا سلام فكله حلوه جدا يلا بينا بسلعه.