سيلا الليل الجزء الأول بقلم ميادة مآمون
كده كنت مسافر شرم الشيخ النهارده ولما تفوق الهانم ابقي اديها الظرف داه عشان تعرف الحقيقه كلها
ثم خرج من الجناح ممسك بحقيبه صغيره
زياداستني بس يا ليل سفر ايه اللي انت هاتسافره وانت لسه جاي يابني
تعالي ارتاح وبلاش شدة الاعصاب دي جدك خاېف عليها مايقصدش حاجه
ليل عارف يا عمي بس انا كده كده كنت مسافر عشان اطمن علي القريه السياحيه
ذهب الي المطار وتركها وترك قلبه معها لم يشعر بنفسه الا وهو جالس داخل الطائره
قرر ان يهاتف عمه حتي يطمئن عليها
ليلايوه يا زياد ها فاقت اخبارها ايه
زيادولما انت هاتجنن كده عليها مشيت ليه وسيبتها يا ليل
المهم دلوقتي هي فاقت ولا لاءه
زيادفاقت يا ليل بس سامر بيقول ان ضغطها واطي جدا وهي عماله تصرخ بأسمك ومش عايزه تهدي حتي جدك مش قادر يهديها
ليل عمي سيلا من امبارح ماكلتش حاجه خليها تاكل حتي لو بالعافيه هو ده اللي مخلي ضغطها واطي قولها اني راجع عشان تهدي
زياد وانت بقي يا بن اخويا مين هايهديك
زياد ليل انت پتبكي انت كده قلقتني عليك
ليل اقفل يا زياد اقفل
اغلق الهاتف معه واتجه الي جناحه حيث تملؤه هي بصراختها و نداءها عليه
سيلابصراخ ليل سابني خلاص انا عايزاه قوللوه اني اسفه
عمري ماهقول حاجه وحشه تاني خليه مش يسبني جدو دماغي صداع انا عايزه ليل
الجد يابنتي كفايه ماتعمليش في نفسك كده هارجعهولك والله ما هايقدر يبعد عنك يا سيلا اهدي انتي بس.
سامريا عمي ضغطها واطي اوي لازم
نعلق ليها محلول
زيادسيلا ماكلتش حاجه من امبارح ليل قال لازم تاكل عشان الصداع يروح
صمتت هي عندما تحدث عمها بأسمه انصتت جيدا له ثم قالت
سيلا يعني هو فين اتصل بيه يا عمو قوله اني هاسمع الكلام
مش هاعمل حاجه تزعله تاني بس خليه يجي قوله قوله سيلا هاتكل وهاتعمل كل اللي انت عايزه بس تعالي
مش هاينفع يجي يلاقيكي لسه بټعيطي هو كمان زعلان وانتي كده هاتزعليه زياده
سيلا لاء خلاص مش هاعيط هاتولي اكل انا جعانه
احضرو لها الطعام وبدئت ساره في اطعامها بحنان
وهي عينها علي الباب تنتظر دخوله من وقت الي اخر
سارهعشان خاطري يا حبيتي خدي المعلقه دي كمان
سجيطب عشان خاطري انا يا سيلا اشربي العصير ده
سيلاحاضر بس هو اتأخر اوي كده ليه اتصل بيه يا عمو زياد
زياد حاضر يا حبيبتي هاتصل بيه اهو امسك الهاتف وبالفعل اتصل به لكنه وجده خارج نطاق التغطيه فعلم انه مازل في الطائره
قام سامر بقياس الضغط مره ثانيه لها وجده تحسن عن قبل بكثير
سيلاايه ماردش عليك ليه هو مش هايجي
اخشي سليم ان تأتي لها نوبة الصړاخ مره تانيه فعزم ان يعطيها حقنه مهدئه
زيادلاء يا حبيبتي هو بس تقريبا تليفونه مش فيه signal او فصل شحن
أومئت برأسها ليس لها حيله الا انتظاره
امسك سليم بزراعها واعطاها الحقنه دون ان تتكلم اوتعترض علي اي شيء فقط تنظر اليهم في صمت جميعهم حولها يحتضنوها بحنان ولكنها تريده هو فقط
هتفت لارا ايه رأيك يا سيلا نبات انا وانتي سجي مع بعض االنهارده
سيلا لاءه بعدين ليل يجي يلقيكو هنا مش هايرضي يدخل
سجي كده يا ست سيلا طب هانقعد معاكي شويه كده عشان انتي وحشانا اوي واول ما يجي هانمشي
سيلاوقد بدئت عيناها في النوم ماشي يا سجي
الجد يلا كلكم اخرجو بره وسيبونا انا هاقعد معاها هنا هو البيه سافر بجد يا زياد
زياد كنت عاوزه يقعد بعد ماطردته .
الجداومال كنت عايزني اسيبه لحد ما ټموت في ايده
سليمټموت في ايده ايه يا بابا انت مش شايف حالتها من غيره عامله ازاي ولا ايه
ابقي اعرف بقي رجعه تاني بعد ما طردته دا ليل يا بابا وانت عارف طبعه كويس
الجد وهو ممسك بالظرف في يده المهم تهدي هي بس وتفوق والحقيقه كلها هتبان يلا دلوقتي كلكو روحو نامو وانا هنام جنبها هنا
البنات في نفس واحداحنا هنبات معاها يا جدو
الجدقولت لاء خلوني انا ابات معاها عشان لو فاقت
أوميء الجميع له برأسهم وخرجو جميعا
اما عنده خرج من المطار متجه الي القريه وقد ابلغ سامر مدير القريه بأن صاحبها حضر فذهب في استقباله وكانت هذه اول مقابلة بينهم
كان يتوقع ان يري امامه رجل كبير في السن ولكنه رأي العكس تمام فهو شاب في ريعان شبابه في أواخر العشرينات وسيم جدا ولكن ملامحه صارمه جدا
مدير القريه ويدعي مصطفي حمدلله علي السلامه يا ليل باشا انا مصطفي مدير قرية ساعتك
ليلاهلا مصطفي بيه من فضلك انا مش عايز اي كلام في اي حاجه دلوقتي ياريت تسيبني ارتاح وبكره نتكلم في كل حاجه
مصطفي تحت امرك طبعا جناح ساعتك جاهز في استقبالك
ليلمتشكر اوي
دلف ليل الي الجناح و جلس علي اول مقعد قابله بأهمال واضع وجهه بين راحتي يده يهتف بأسم من أسرت قلبه
ليلعملتي في نفسك وفيا كده ليه يا سيلا ياتري عامله ايه دلوقتي من غيري يا حبيبة عمري
رن هاتفه
وانارت شاشته باسم زياد الرويني فتح الهاتف متلهفا لسماع اخبارها
ليل ايوه يا زياد ها قولي عامله ايه كلت ولا لاءه
زياداهدي بس هي بقت كويسه كلت اول ماعرفت انك كلمتني هديت
وفجاءه سمعت كلامنا كلنا دا حتي عمك اداها حقنه مهدءه من غير ماتعترض علي اي حاجه عشان بس عرفت انك راجع ليها
ليلطب الحمدلله يعني هي نايمه دلوقتي
زيادايوه يا ليل نايمه و جدك معاها الخۏف بس لما تصحي الصبح ومش تلاقيك مش عارف هاتعمل ايه
ليلمش هاتعمل حاجه يا عمي بمجرد ماتفتح الظرف اللي سبته ليها مش هاتعمل حاجه
خليكو انتو بس جنبها في اليومين اللي جايين
زيادايه انت مش قولت لي انك هاتيجي بكره
ليللسه مش عارف واضح ان الشغل هنا كتير اوي وانا عايز اعرف كل صغيره وكبيره قبل ماسافر المانيا بس الاكيد اني هارجع قبل الفرح
زيادكنت عارف انك هاتعمل كده يا ريتني ما سمحتلك تمشي
ليلخلاص يا عمي اللي حصل حصل وانا كده مرتاح
زيادطب عشان خاطري خد بالك من نفسك وحاول تيجي بدري عشان خاطر سيلا يا ليل
ليلحاضر ياعمي بس عشان خاطري انا خليك معاها هي وجدي وهي بتفتح الظرف
زيادفيه ايه الظرف ده ياليل
ليلفيه برأتي من قتل هيام وحقيقتها كامله قدام سيلا سلام يا عمي
زيادايه انت بتقول ايه الو الو
قفل السكه ولا ايه.. هتفت بها ساره الواقفه لجوار زوجها
زيادها ايوه يلا يلا ننام
سارهننام ايه مش هاتقولي هو قالك الظرف فيه ايه وجاي بكره ولا لاء
زياد ساره ماتلكيش كتير انا دماغي مش ناقصه سيبيني انام ساعتين شكله بكره هايبقي يوم صعب
سارهياساتر عليك وانت الواحد مايعرفش يتفاهم معاك ابدا تصبح علي خير
زياد وانتي من اهله يا ختي روحي نامي روحي شكلنا داخلين علي ايام مايعلم بيها الا ربنا مع ابن محمد وبنت طارق
اقبل الصباح عليه وهو جالس علي مقعده يبدو انه قد غفي دون ان يشعر
احس بتعب يسري في جسده من كثرة الارهاق اعتدل في جلسته ونظر في ساعته وجدها الثامنه صباحا
قرر ان يطلب فطار له في الجناح الخاص به حتي يستطيع ان يباشر اعماله
اتجه الي الهاتف وطلب فطاره ثم اتجه الي المرحاض لأخذ حمامه الدافيء ليستعيد نشاطه مره ثانيه
خرج من المرحاض بعد فتره ليست بقصيره ودق الباب فتح ليجده النادل وقد احضر له الطعام
ادخله الي الغرفه ثم اتجهه الي الخارج مره ثانيه
رن هاتفه واضأت شاشته بصورتها
هي من اقټحمت قلبه بكل قوتها وډمرت جميع حصونه منذ نعومة اظافرها
الم تكتفي حبيبتي من ۏجعي الم تتركي لي سبيل للبعد عنكي
الم يكفيكي عذابي ام انكي اشتقتي الي عناقي
لم يقوي علي الرد عليها فقط ينظر الي صورتها
فابمجرد سماع صوتها ستنهار كل حصونه وسيهرول اليها
صمت الهاتف اخيرا وهو ممسك به اختفت صورتها من امامه وتنهد الصعداء بعدها حتي يكمل ما بدئه
اما عندها بعد ان صمت هاتفها دون رد منه بدأت بكائها في صمت حتي شعر بها جدها النائم بجانبها
الجد انتي صحيتي يا حبيبة جدك عامله ايه يا حبيبتي انتي بټعيطي ليه بس
سيلاعشان ليل مش هايجي هو قالي هايسبني وفعلا سابني انا مش هاعرف اعمل حاجه من غيره هو كان بيعمل ليا كل حاجه
الجدطب ولما انتي بتحبيه اوي كده ليه اتهمتيه اتهام فظيع زي ده مش كنتي كلمتيه الاول وعرفتي كل حاجه
سيلاانا شوفت امي لما كانت عندي الصدمه الكلاميه قدام الڤيلا
هي كانت جايه عشاني بس هو طردها ومش ردي يخليني اتكلم معاها وكمان شوفت الشرطه لما جم عندنا الڤيلا قالو انه هو اللي قټلها
الجدبس ده
مش دليل علي ان يكون قټلها يا سيلا هوخرج في نفس اليوم ومسكو القاټل الحقيقي
سيلامش عارفه حاجه وهوغضب مني لما قولتله عايزه افهم بس
ومش اداني اي فرصه اني اتكلم انا طول عمري عايشه معاه هو وبابي
وطول عمري نفسي ابقي زي كل البنات عندي ام تحتويني وتكون حنينه عليا زي سجي ولارا هو رفض وحرمني منها
زياد بعد ان دلف الي داخل الجناح مش يمكن هو عمل كده عشان كان عايز يحميكي يا حبيبة عمك
سيلا مش عارفه مش عارفه انا تعبانه ومش عارفه افكر
الجد بس هو سابلك الظرف ده وقال انك لازم تشوفيه عشان تعرفي الحقيقه
سيلا في ايه الظرف ده
زياد هو قال ان فيه برأته من قتل هيام افتحيه عشان تعرفي
لتبدأ هي في فتحه لتجد فيه بعض الاوراق والصور تركت الصور بداخل الظرف وبدأت في فتح الاوراق مع عمها.
زيادالورق كله مكتوب بالتركي خدي يا سيلا اقري وفهمينا فيه ايه
بدءت هي في فتح الاوراق
دا شيك بنصف مليون دولار من ليل بأسمها هي
لتشهق من الورقه الثانيه ودي ورقة تنازل موثقه منها لبابا عني
ودي كمان ورقه موثقه بردو بالتنازل عني لليل
ودي صوره من محضر الشرطه اللي بيعترف فيه القاټل انه كان بيبتز ليل هو وهي عشان ياخدو منه فلوس
ودي صوره من محضر شرطه تاني بس ايه مش ممكن
زيادفي ايه يا سيلا محضر ايه ده
سيلادي كانت مسجونه في قضية خېانه قبل بابي مايموت
لتمسك الظرف وتطلع علي الصور الموجوده بها
الجد بس كفايه احړق الصور دي يا زياد حالا دلوقتي ابني ماټ من قهرته
ازاي هايستحمل يشيل الهم ده كله اخوك اتقهر يا زياد
امسك زياد قداحة الخاصه وبدء في اشعال الصور والقائها في المنفضة الموضوعه علي الطاولة التي توجد امامه
زياد لاء يا بابا طارق