رواية بني سليمان بقلم زينب سمير
انت في الصفحة 23 من 23 صفحات
واخليها تحس شوية باللي عملته فيا
اصلا مكنتش حاطط في دماغي هروح في مكان بس اول ما طلعت من البيت لقيت نفسي بشتري ورد وشيكولاتة واروحها
ليان ارجوكي سامحيني والله ما كنت اقصد ازعلك
نظرت له بنصف عين قبل ان تبعد عيناها عنه مسك يديها بين يديه جعل وجهها يقابل وجهه مرة اخري و
_مش كنتي عايزة تروحي تركيا اسبوع وبابا رافض انا هقنعه
_بجد!
_انت احسن اخ في الدنيا
ابتعدت عنه فقال وهو يستعد لينهض
_همشي انا بقي علشان عندي زيارة لمريض كدا
قالت بتسأل
_مين دا
توجه نحو باب غرفتها قال قبل أن يغادرها
_سليمان توفيق
توسعت عيونها وهي تسمع الي الأخر همست لنفسها
_بيسان زمانها دلوقتي مڼهارة
مر الصباح بطوله وجاء الليل كانت المستشفي تعج بالورود التي تبعثها رجال الاعمال مع رسائل فيها تماني بالشفاء العاجل وبعض الزائرين المقربين الذي أتوا ليطمئنوا عليه ثم يغادروا فورا
دخل الي غرفة سليمان ف وجد الأخر شاردا في اللا شئ سأله بأهتمام
_انت كويس ياسليمان بية
نظر له و
_عايز اطلع من المستشفي خليهم يكتبولي خروج يازاهر
قال زاهر باعتراض
_بس
سليمان مقاطعا اياه
_من غير بس خليهم يكتبولي خروج انا بقيت كويس
وامام عنده ترك زاهر الغرفة وتوجه الي مكتب الطبيب المشرف علي حالة سليمان ليسأله عن ما هو لازم لفعله
وثم دخول واجد نظر له سليمان نظرات لا روح فيه
واجد
_حمدلله علي السلامة ياابن عمي
نظر له سليمان مطولا قبل ان يقول بصوت متوجع
_باعتهم ېقتلوني ياواجد باعت شوية بلطجية يقتلوا ابن عمك اللي من دمك دا انا اخوك دا انا من لحمك ياخي مصعبتش عليك وانت شايفني بمۏت بين ايديهم
قال كلماته تلك ثم راح يتنفس بعمق في محاولة منه ان يهدي قلبه المټألم من الخزي الذي تعرض له علي يد ابن عمه
بينما واجد كانت ملامح وجهه مازالت باردة لكن في عينيه ارتسمت خيوط من الندم لم يستطيع ان يخفيها عن سليمان الذي بدوره قال
_انا بعترف اني مقدرش لا أدير شركة ولا أدير عيلة ياواجد واول ما اطلع من هنا هفتح الوصية التانية ولسة عند وعدي هعطيك نصيبك ووقتها مش عايز اشوف وشك تاني
_سليمان
سليمان
_اطلع برة لو سمحت انا عايز ارتاح
صمت قبل ان يتابع بسخرية
نظر له واجد نظرة سريعة قبل ان يتركه ويغادر
تصادف خروجه مع دخول بيسان التي لم تستطع ان تنتظر بعد هتف سليمان بأسمها مندهشا
_بيسان
وبعد ان واجد كان سيرحل توقف ليري تلك التي تدعي ب بيسان رمقها بنظرات قاتمة قبل أن يرحل وجد هناك صحفي في طريق خروجه
_ياريت محدش يزعج سليمان باشا دلوقتي لانه مع مراته في اوضته
ومع أفصاحه عن تلك العبارة كان يعرف تماما ان هذا الخبر خلال ساعة سيكون منتشرا أنتشارا واسعا
_الفصل الحادي والعشرون
! صحافة !
عندما تصل الحكاية الي حد المۏت سيعرف الأنسان أنه عليه ان يضحي قليلا
نظرت بيسان ل المكان الذي اختفي منه واجد بتعجب قبل ان تبرم شفتيها بلامبالاة وتكمل سيرها داخل غرفة زوجها
ما ان لمحها سليمان حتي حاول ان يعتدل في جلسته وهو ينطق بدهشة
_بيسان !
هي تقول بحب
_اول ما سمعت باللي حصلك مقدرتش مجيش ياسليمان انا أسفة لو مجيتي هتسببلك مشاكل بس مقدرتش مطمنش عليك ياحبيبي
وكأن ما قالته دخل من اذن وخرج من اخر لم تبقي في مسمعه سوي صدي لكلمة حبيبي التي قالتها في اخر عبارتها
ابتسمت عيناه قبل شفتاه بحب لتلك التي أمامه حب يتوغل داخله مع مرور الايام يزداد ولا ينقص فحسب
رد بينما عيناه تنظر بأسرة لملامحها المحبة لقلبه
_انتي مراتي يابيسان وحقك انك تبقي معايا في كل وقت
نظرت للأرض وهي تجيبه بحرج
_بس احنا ظروفنا
قاطعها بحزم لطيف
_اول ما هبقي كويس هفاتح العيلة في موضوعنا وهعملك فرح متعملش قبل كدا في مصر كلها
نظرت له بزهول وصدمة نظرة تساءل تتمني بأن تكون الاجابة نعم اؤما هو برأسه ايجابا بينما يطالعها بحب
_انا بحبك اوي
همس بعشق جارف
_وانا بمۏت فيك
نظرت له بسعادة بعيناها الفيروزتين اللامعتين التي اوقعته اسيرا لعشقها مع اول نظرة فغرق هو في التطلع بهم
شرد كثيرا حتي مرت عدة دقائق وهو سارح بها وفقط لكن قطع تلك اللحظات السحرية باب الغرفة الذي انفتح پعنف ثم دخول العديد من رجال الصحافة وكاميرات التصوير
توسعت عينا بيسان پصدمة اما هو فحاول ان يتمالك اعصابه وهو ينظر لهم بملامح متحفزة
نظرت له بأسف وهمست بخفوت
_انا اسفة متوقعتش ان
قاطعها ليجعلها تجلس بجواره من جديد
_متعتذريش انتي مراتي وعملتي الصح
نظر الي ذلك التجمع من الصحفيين وهو ينطق بتحفز
_خير
نطق احدهم وهو يتقدم منه
_كنا عايزين نتأكد من خبر جوازك ياسليمان بيه بس اللي قدامنا اكبر دليل علي صحة الخبر
قالها ببسمة سمجة جعلت من سليمان يرمقه بأشمئزاز قبل ان يهتف بينما يجز علي اسنانه
_فعلا الخبر صحيح والهانم
قال بينما ينظر الي بيسان متابعا
_مراتي علي سنة الله ورسوله
تدخل صحفي
اخر وسأل
_حضرتك لية مذعتش خبر جوازكم
سليمان
_كان هيفيدك في حاجة لو عرفته قبل دلوقتي! كان هيغير من خط سير حياتك يعني
تنحنح الصحفي وهو يجيب
_لا اكيد بس حضرتك عارف ان في ناس كتير بتحب تتابع اخبار حياتك
سليمان بنبرة تشوبها بعض الحدة
_انا مش بحب حياتي تبقي مشاع انا اتجوز براحتي وفي الوقت اللي عايزه
_يعني دا تأكيد من حضرتك علي الخبر
كاد سليمان ان يسبه ب سب نابي لكنه
تماسك وهو يؤمي بنعم وتابع
_وفرحنا بأذن الله بالكتير هيكون الشهر الجاي واتمني متجوش
قالها ببرود شديد فتنحنح البعض بحرج بينما بيسان نظرت له مصعوقة من صفاقته تابع هو وهو يتصنع المړض
_ولو ينفع تسيبوني اريح شوية
وخلال لحظات اختفت الجموع وبقيا الاثنان معا قال بضيق
_الصحافة دي اغلس مهنة في مصر اقسم بالله
ضحكت وهي توافقه الرأي
ومر الوقت حيث فاتت علي تلك الليلة ليلتين اخرتين غادرت فيهم سلمي من القصر غير عابئة بمحايلات اي من افراد القصر الذين حاولوا ان يجعلوها تغير من قرارها
عابد يقابل جني تقريبا يوميا باتت تجمع بينهم علاقة اقوي من الاعجاب حيث وصلت الي الحب
اما بيسان وسليمان فهي تاتيه كل يوم بعد مغادرة اهله له ف هو لم يرد ان يعرفها عليهم وهو بتلك الحالة
انتشر الخبر سريعا انتشارا مزهلا وعلم الجميع ان رجل الاعمال سليمان توفيق اخيرا وقع في قفص الحب
قالت شيري وكأنها حصلت علي كنز ثمين
_انا قولت ان الموضوع فيه إن اتاري الراجل اللي كلمها دا يبقي حارس سليمان باشا
قالت ليان مبستمة بعد تصديق
_متطلعتش سهلة خالص
_ولية متقوليش انه هو اللي مش سهل! اللي زيه تلاقيه عمل المستحيل علشان يتجوزها علي كل حال هما مش في بالك صح
سألتها بتسأل مهتم فأؤمات ليان بنعم ببسمة خفيفة شيري
_عرفتي ان خطوبتي انا ويأمن كمان اسبوعين انا متحمسة اوي
_يابنتي اتقلي دا انتي واقعة اوي
_هو اللي يحب اخوكي يعرف يتقل برضوا
ليان بغرور مصطنع
_هي عيلة المنشاوي كدا مش سهلة أبدا
بالمشفي
طرقت بيسان علي باب غرفة سليمان ثم دخلت كانت علي غير عادتها جاءت مبكرا كما طلب عندما انفتح الباب تفاجأت
بأنه قد نزع ملابس المشفي ويرتدي ملابسه العادية ويقف في شرفة الغرفة يبدو انه ينتظر مجيئها وهي تقول بقلق
_انت كويس طلبت اجيلك بدري لية في حاجة
التف لها وابتسم بسمة خفيلة ارتسمت علي شفتيه
_توء انا كويس وهطلع من المستشفي كمان انهاردة وحبيت ندخل القصر سوا
بيسان بتردد
_بس
_من انهاردة مفيش حاجة هخليها تقف بينا اول حاجة هعملها اول ما اروح اني هصلح كل خلافاتي مع واجد
بيسان انا شوفت المۏت بعيني ومعنديش استعداد اشوفه تاني او اخليكي تشوفيه ان كانت الفلوس هي حل الخلاف اللي بيني وبين واجد فياخدها كلها
ابتسمت وهي تقول
_يعني من انهاردة هبقي مراتك رسمي
_انتي كدا من اول يوم كتبت عليكي فيه يلا بقي علشان هما مستنيينا في البيت
بالقصر
كانت هناك حالة من النشاط تسيطر علي ارجاء القصر حيث وجيدة رئيسة الخدم كانت تشرف علي الوليمة التي تقام لأجل استقبال سليمان وزوجته
كان الجميع متحمس ليري من تلك التي خطفت قلب سيدهم وجعلته يقع أسير حبها من تلك التي جعلته يضحي بعزوبيته لأجلها
سعادة سوزان كان اضعاف سعادة الجميع كانت تشعر انها من الفرحة بلا شك سيحدث لقلبها شيئا ما
قالت لوجيدة الواقفة بجوارها
_كدا عملت كل اللي عليا لسليمان ياوجيدة واديت رسالتي في حقه لاكمل وجه صح
ربتت وجيدة علي كتف سيدتها و
_صح ياسوزان هانم وصلتيه ل البر اللي كنتي ھتموتي وتشوفيه فيه
قالت سوزان بحماس شديد
_عايزة اشوف مراته مبقيتش مستحملة استني اكتر من كدا
ومع نطقها لعبارتها تعالي صوت بوق سيارة تعلن عن وصول سليمان وزوجته توجهت الي الخارج سريعا ومعها عابد وواجد المغرم علي مقابلته
توقف الجميع امام باب القصر حيث وقفت السيارة علي بعد متر من مكان وقوفهم فتح زاهر باب السيارة لبيسان التي توجهت بدورها ناحية باب سيارة سليمان وسعادته علي الهبوط من السيارة بخفة
همست سوزان بعدما رأت بيسان
_ما شاء الله تبارك الله قمر بينور في ليلة تمامه ما شاء الله
_عشت وشوفتك عريس ياحبيبي متجوز قمر ما شاء الله
_مرات الغالي من انهاردة مقامك غالي في قلبي زيه بالظبط
ابتسمت بيسان وهي تستشعر بالحنان بين احضان تلك السيدة
ابتعدت
سوزان عنها اخيرا بعد لحظات معدودة مد عابد يده ل بيسان وهو يقول مبتسما
_عابد ابن عم جوزك
سلمت عليه وهي تبتسم له مرحبة
بالقرب منهم
كانت تقف عليا التي جاءت معهم بجوار زاهروقال هامسا
_ما تيجي نستغل المناسبة السعيدة دي واعترف اعتراف
نظرت له بفضول وتمني ان يكون الأعتراف علي هواها
حيث هتف بنبرة خاڤتة بينما عيناه تنظر لعيناه بحب كم حاول ان يخفيه لكنه لم يستطيع ان يفعل ذلك اكثر هو يعترف انه حقا يحبها ويريدها
تنهد قبل ان يقول
_بحبك ياعليا تتجوزيني
ابتسمت وهي تؤمي بنعم وكادت تصرخ من فرط سعادتها
لكن قطع تلك اللحظات صوت واجد الذي وصل لجميع الواقفين بحديقة القصر
_طاللاما بقيت كويس اهو يبقي نفتح الوصية التانية وتعطيني حقي وخلينا نخلص
رمقه جميع الواقفين بأستنكار واشمئزاز لكن رغم هذا قال سليمان وهو يتوجه بخطواته نحو الداخل
_كنت عارف ان صبرك قليل علشان كدا كلمت المحامي وهو زمانه علي وصول لحظات بس وهنرتاح كلنا متقلقش
_الفصل الثاني والعشرون الأخير
! الوصية الثانية !
وإذا جاء يوم حق وتوزع الحب فيعاود نشر الحب بين الطيور من جديد متساويا
تكرار لما حدث قديما نفس الجلسة بنفس المشاعر مشاعر التحفز والأنتظار كان التحفز من نصيب واجد
وفقط
اما الأنتظار فكان من نصيب الأخرون المنتظرون انتهاء تلك الفوضي حتي يعم الهدوء علي حياتهم من جديد
فلقد اكتفي الجميع من ما حدث معهم اكتفوا من الكراهية الواضحة والمعارك التي تحدث وإن كانت دون صوت
عن طريق النظرات فقط تريد سوزان ان تحيا اخر ايامها براحة وان تري مشاعر الحب منتشرة بين احفادها لا الكراهية يريد عابد ان يعيش بطبيعية ويريد سليمان أن لا يعكر صفو حياته اي شئ مهما كان
تنحنح المحامي رفعت ليلفت انتباههم وعندما نجح في ذلك بدأ بالتحدث
_بما ان الوصية الاولي خلت بشروطها وكلكم مجتمعين علي فتح التانية ف بسم الله
بدأ بالقراءة
_ بسم الله الرحمن الرحيم أقر انا السيد عبد الحميد سليمان وانا بكامل قواي العقلية وبدون تدخل وضغط من حد علي صدق نصوص وصيتي الثانية والتي تحوي علي
_اعادة تقسيم ورثي بين احفادي كما يقول الشرع والقانون علي ان يقوم كل حفيد من احفادي بأمضاء إقرار يقر فيه بأنه لن يبيع اي من ممتلكاته الخاصة ب آل سليمان ل اي أحد خارج حدود العائلة
وانه اذا أراد الخروج من حصون آل سليمان يبيع ورثه ل اي من افرادها ليس إلا
ابتسم واجد وهو يقول براحة
_أهو هو دا الكلام
همست سوزان داخل نفسها
_عبد الحميد غير الوصية معقول!
تنهدت قبل ان تتابع
_بس دي احسن حاجة عملها لو كان نفذ اللي في دماغه كان زمان الدنيا قامت حريقة اكتر ما هي قايمة
نظر واجد لسليمان و
_انا عايز أبيع نصيبي ليكم
سليمان
_عايز تطلع من وسطينا
_مش انت اللي قولت أبعد!
تنهد سليمان قبل ان يردف
_تقعد بس توعدني متضربنيش في ضهري
وتقف تسندي مش العكس نحافظ سوا علي كيان العيلة مش نهدمه
نظر له واجد مفكرا فأستغل عابد الفرصة وتدخل هاتفا
_انت دلوقتي نسبتك زي نسبتي زي نسبته يعني مفروض كلنا نبقي سوا نحاول نكبر سوا مش نوقع بعض
زمان كانت الخسارة لسليمان بس دلوقتي هتبقي لينا كلنا
نظر لهم واجد مفكرا وتذكر شركته التي أراد ان يديرها بنفسه وراحت مع الثراب تذكر انه بالفعل لا يميل الي العمل وحيدا يحتاج الي شريك الي ذراع يميل عليه
نظر لهم بعد ان تنهد و
_هبقي معاكم بس مش هقعد في القصر
أبتسمت سوزان وهي تراهم لأول مرة منذ زمن الثلاث يجلسون ويتحدثون
بهدوء دون خلاف كما كان يحدث بالماضي نظرت لبيسان الجالسة بجوارها و
_شكلك داخلة وفي ايدك السعد كله يامرات الغالي
ابتسمت لها بيسان بخجل ولم ترد
استأذن رفعت وغادرهم فقال سليمان سائلا لواجد
_انت مش هترجع سلمي
واجد بسخرية
_غريبة مش كنت انت اللي عايز تطلقها مني!
_انا كنت بقول كدا علشان تحس علي دمك وتعتذر
هتف واجد بصدق
_علي فكرة انا والله ما خنتهاش
تدخلت بيسان في الحديث
_انا ممكن اتدخل واحاول معاها
نظر لها واجد ل لحظات قبل ان يهتف
_طيب بس مش دلوقتي سيبها تروق واظبط انا افكاري
كان واجد غريبا بحق هذا ما جال في عقل الجميع منذ حاډثة سليمان وهو صامت كان يريد ان يبتعد عن كل شئ بأسرع وقت دون سبب ما لا يعلمه احدا انه ظل الليلة التي اڼضرب فيها سليمان ساهرا
لا تخفو عن ذاكرته صورة سليمان وهو علي الارض يتألم وكذلك لم تخفو الأف المشاهد التي جمعتهم صغارا تذكر ما كان يحدث بينهم بالماضي كيف كانوا يتشاركون الحلوي والالعاب كيف كان يتحامي كل منهم للاخر كم تلقي سليمان ضربات لأجله والعكس
تذكر وتذكر ما جعله يحزن علي ما آلت له الأمور لم يعلم متي هو بدأ يحقد عليه لكنه الان يعلم ان هناك مئات من قطع الجليد الفاصلة بينهم التي ذابت ولم يبقي لها آثرا ينوي الأن العيش بسلام
بسلام وفقط لانه يعلم تمام العلم انه اذا جري لأحدهم شيئا لن تهدي نيرانه بل ستزداد ووققتها لن تكون اي نيران بل نيران الحزن والندم وفقط
غادر واجد من المنزل وتوجه سليمان الي غرفته ومعه زوجته دخلت الي غرفته وهو خلفها تطلعت الي الغرفة بعيون متفحصة محبة قبل ان تنظر له و
_زوقك حلو اوي
اقترب منها واحتضنها بقوة وهو يهمس
_طبعا حلو ودليل علي كدا اني اخترتك انتي واتجوزتك
ابتسمت بخجل وهي تهرب من عيناه التي تحاصرها تنهد عاليا قبل ان يردف
_كلنا كنا في غفلة يابيسان مكنتش استبعد اني كنت ممكن احاول اقتل واحد زي ما عمل لو فضلت معمي سبحان من يزرع في قلوبنا الكرة فجأة ويخفيه من قلوبنا فجأة انا مش مصدق ان كابوس حياتي انتهي وكمان انتي معايا وفي بيتي
انا بحبك اوي
ردت ببسمتها الجميلة
_وانا كمان بحبك اوي
وكانت تلك نقطة من اول السطر انتهي موسم العجاف وجاء موسم اخر مزدهر بورود الحب النقاء الصفاء والراحة وفقط
فات شهر مر سريعا وسط تجهيزات من الجميع ل الزفاف المنتظر ترجلت بيسان من السيارة واخذت تسير بخطوات سريعة لتلاحق خطوات زوجها المتعجلة وهي تقول
_جاررني يوم فرحي علشان ازور موقع قيد البناء ياسليمان
اوقفها امام الموقع الذي كما قالت قيد البناء وهو يردف
_ما هو دا مش أي موقع ياحبيبتي
نظرت له بأستفسار فتابع مبتسما
_دي هدية جوازك شركة بيسان ل العطور اول ما الشركة تجهز وتجهزي عينات من عطرك
هنطلق
ماركة جديدة بأسمك يابيسان وانا هعمل المستحيل علشان اخليها ماركة عالمية
نظرت له بزهول وعدم تصديق همست بخفوت
_انت بتتكلم جد
_وفوق الجد كمان مستحيل كنت اضيع ابداعك دا في التراب
احتضنته ولفت ذراعيها حول عنقه وهي تردد
_انت احسن حاجة حصلت ليا في حياتي ياسليمان
شدد من احتضانها و
_وانا من قبلك حياتي مكنش ليها روح ياعمر سليمان
بالمساء
_متوقعتش انك تيجي
_مبروووك
هتف وهو ينظر لها بأستعطاف
_سليمان رغم انه كان هيخسر حياته علي ايدي سامحني انتي مش ناوية تسامحيني
_انا مش سليمان
_عايز فرصة واحدة فرصة واحدة وبس لو فشلت فيها انا هبعد عنك وللأبد ياسلمي والله ارجوكي بس اعطيني الفرصة دي
نظرت له بتفكير طال إلي عدة دقائق قبل ان تتنهد وهي تؤمي بحسنا فمهما فعل ومهما حدث هي عاشقة له ولا تستطيع ان تنكر هذا للأسف
_جني
نادي بها عابد جني وهو يتقدم منها نظرت له بخجل قبل ان تنظر الي الارض وصل لها اخيرا
عابد
_مبسوط انك جيتي
ابتسمت وهي ترد
_الف مبروك
عابد بأبتسامة هادئة
_الله يبارك فيكي عقبالنا
_انا بحبك وانتي عارفة تتجوزيني بقي
تطلعت له بعيون متسعة من الصدمة فضحك عليها وهو يكرر
_هاا مستني اسمع الرد
ابتلعت ريقها قبل ان تجيب بخفوت
_وانا كمان بحبك
_مجنونة
ابتسمت سوزان وهي تنظر لمنال و
_مبسوطة انك جيتي
منال
_مصدقتش نفسي لما سليمان جالي وعزمني بنفسه
تنهدت سوزان قبل أن تقول
_نوي يبدأ صفحة جديدة وعلشان يبدأها كان لازم يصلح كل الماضي هترجعي القصر صح
_انتي عارفة اني قاعدة مع سلمي يوم ما تقرر ترجع هرجع
هتفت شيري ليأمن الذي بات خطيبها منذ اسبوعين تقريبا
_تعرف اني كنت عارفة اني هقف الوقفة دي من شهور تقريبا
قال ساخرا
_ياشيخة!
ردت بصدق
_والله انا كنت اول الشاهدين علي حب سليمان باشا لمراته
مالت نحوه متابعة بدلال
_بيحبها پجنون زي ما انا بحبك
_مجنونة
قالها وهو يضحك بخفوت ليان التي كانت ترمق الوضع من علي بعد همست ساخرة لنفسها
_طيب وجوز الكناري دول اقنعهم ازاي ان شكلهم اهبل وهما فاتحين بقهم اربعة متر كدا!
_بعد الجواز ياعليا مفيش شغل
قالها زاهر بحزم وهو ينظر لعليا التي باتت خطيبته منذ ثلاثة ايام تقريبا قالت هي بعند
_لا هكمل شغلي انا مستحيل اسيبه سليمان بيه ميقدرش يعيش من غيري
زاهر بسخرية
_اية الثقة دي الباشا يقدر يجيب بدل السكرتيرة الف
عليا بثقة
_مش هيلاقي في كفائتي
زاهر
_برضوا مفيش شغل
مالت عليه
بغنج و
_ولو قولت علشان خاطري
نظر لها بتفكير عميق قبل ان يهتف
_لو وافقتي نتجوز الشهر الجاي هسيبك تشتغلي
عليا
_وعد
_وعد
_خلاص موافقة ياسيدي انا اصلا ھموت واتجوزك
اما عند العروسين
_عندي ليك خبر صاډم
تطلع لها بفضول فتنحنحت قبل ان تهمس له بخجل سافر
_انا حامل
_اشش انت عايز تفضحنا
_انا مش مصدق نفسي دا احلي خبر في حياتي
مال نحو اذنها هامسا
شهقت وهي تردد
_علي فكرة انا مراتك
لاعب حاجبيه و
_عارف ما دا فرحنا
نظرت له بغيظ وهي تردد
_انت بارد
_عارف ياحبيبي عارف وعارف كمان انك بټموتي فيا
_سبحان مغير الاحوال امبارح كانوا اعداء وانهاردة كلهم زي السمنة علي العسل فعلا بني سليمان دول ملهموش مثيل
المهم ياجميل انت انا عازمك علي حتة اكلة كوارع بعد الفرح هتنسيكي اسمك
نظرت له بغيظ من حديثه الذي فهمت محتواه وقبل أن ترد هتف وهو يسحبها من ذراعها ويتوجه بها نحو سليمان الذي تجمعت العائلة حوله
_بس تعالي الاول ناخد معاهم الصورة التذكارية دي
ابتسم المصور وهو يلتقط لهم الصورة وبعدما انتهي
نظر فيها فوجد ان كل ثنائي ينظر الي بعضه البعض بحب متناسي ان هناك من يصورهم
وبالحقيقة الصورة هكذا كانت اجمل
وأنتهت رحلتنا في بحور بني سليمان نراكم في رحلة قريبة اكثر تشويقا واستمتاعا بأذن الله