رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون

اخر درجة ناظرا للأعلي. 
تعمل ايه لو نزلت ليك من غير النقاب 
لمحت بعينها عروق يده النافرة أثر تكويرة قبضته بقوه لكنه اجابها ببرود.
هاكسرلك رجلك اللي اتجرئت و خرجتك ليا من غيرو يا شذى. 
دبت بقدميها ارضا معلنه عن غيظها لتختفي من أمام نظره و يبتسم هو على دبدبتها كالاطفال بكل سهوله.
و في تمام الحادية عشر ظهرا ترجلت خارج لجنة امتحانها و وقفت أمام بابها حائرة خائڤة
هي لا تعرف احد هنا و ليست عندها الشجاعة بأن تتعرف على احد. 
و في ظل تفكيرها هذا وجدت رنين هاتفها يصدح معلنا عن اتصال منه. 
فتحت الهاتف متلهفه على الرد عليه لتهمس بصوت رقيق.
مالك
لكم تمنى ان يقولها لها لا يوجد سواك في قلب مالك تراجع لسانه في آخر لحظة ليقول بهدوء. 
عملتي ايه. 
مش عارفة انا حليت و خلاص. 
طب و خاېفة كده ليه. 
تلفتت حولها بحثا عنه لتجده يقف بأخر الرواق يضع الهاتف جانب اذنه وعينه عليها. 
كأنه اول يوم تقضيه طفلة بالروضة بعيدا عن ابيها جرت نعم جرت وسط زهول الطلاب من حولها 
لتقف امامه قبل أن تصتدم بصدره و تلقي بنفسها بين ذراعيه. 
شذي بتلهف و عين دامعه
مالك انا كنت هاموت من الړعب و انا لوحدي. 
مالك ساحبها من يدها مبتعدا عن الانظار 
اعمل في جنانك ده ايه شوفتي عمرك واحده منتقبه بتجري زي الأطفال كده. 
شذي وفاض الكيل بها و طفح
يا مالك حرام عليك بقولك كنت هاموت من الړعب و خاېفة انا اصلا افتكرتك مشيت و سيبتني لوحدي و ماكنتش عارفه اعمل ايه. 
فتح لها باب السيارة ادخلها بها والتف ليجلس بمكانه و يقود بسرعه قبل أن تتلف اعصابه بالكامل. واردف لها پعنف
انا مامشتش اصلا وفضلت مستنيكي لحد ماتخرجي. 
شذي بحب 
مش كنت بتقول انك عايز تلحق شغلك قعدت ليه. 
مالك ساخرا 
اصلي خۏفت خۏفت تخرجي من اللجنه و توقفي خاېفة و ماتعرفيش تتصرفي زي ما عملتي كده بالظبط خۏفت عليك يا شذى. 
كفاية بقى يا مالك صړخت بها واضعة راحتي يداها على وجهها.
حرام عليك بقى انا اعصابي تعبت من كل اللي انا فيه ده. 
مالك ملفتا نظرها
و مين اللي بيخلق الخناق مين اللي بيهين التاني كل شويه مين اللي كل تصرفاتها زي الأطفال و مخلياني عيني عليها في كل حاجه و في الاخر بتتهمنى اني جبان. 
انا اسفه و الله اسفه اعمل اللي انت عايزه بس لو سمحت خلينا ناخد هدنه من العصبية و الخناق عشان حتى اقدر اركز في باقي الامتحانات بتاعتي. 
اردف مالك بضجر 
و بالنسبة لأمتحان النهاردة. 
شذي بحزن 
ماعرفش بقى انا حليت و خلاص.
مالك بتحذير 
انا مش هاقبل بأنك تطلعي بمادة يا شذى. 
صمتت و اشاحت وجهها للجهه الاخري بحزن ليكمل هو محاولا تهدئة نفسه قبلها و تحفيزها على المذاكرة.
و لو نجحتي في الترم ده من غير مواد ليكي عندي هدية حلوة.
مازلت على جلستها و لم تلتفت اليه ولكنها همست 
مابقتش عايزة حاجة غير اني اعيش