رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون

يومين من غير شدة الأعصاب و الخناق دي انا بجد تعبت يا مالك. 
كادت تفتح باب السيارة عندما توقف أمام المنزل الا انها تفاجئت بأمساكه ليدها استدارت له دون أن تتحدث. 
اخذ نفس عميق قبل أن يجيبها ليزفرة براحة مردفا لها 
انا كمان تعبت احنا فعلا لازم ناخد هدنه بس معلش استحمليني يومين الامتحان كمان دول لحد ما يخلصوو بعدها هاترتاحي مني فترة كويسة. 
قصدك ايه
انا قدامي عشر ايام و اسافر عشان المؤتمر الطبي و هاقعد برة حاولي خمسة عشر يوم 
اظن ده وقت كافي عشان تقدري ترتبي أفكارك و تريحي اعصابك و تريحيني معاكي يا شذي.
نفضت يدها من يده رفعت وشاح وجهها ليري سيل دمعها و وجنتاها المكتظتان بالون الأحمر و همست له......
انت فاهم اني كده اعصابي هترتاح يا مالك.
مد يده و انزل وشاحها وضع يده على عجلة القيادة ضاغطا عليها بشدة ناظرا للأمام.
على الاقل هترتاحي من عصبيتي عليكي يلا انزلي وادخلي ناميلك شوية و بعدها ابقى قومي زاكري. 
سحبت حقيبتها وتركته و ذهبت نحو باب المنزل تدقه متذكرة بأنه سيتبعها لكنها تفاجئت بأنه قد أدار محرك السيارة مستعدا للرحيل. 
فتحت والدتها الباب قذفت بيدها حقيبتها و اتجهت نحوه قبل أن يرحل.
شذي سريعا 
استنى يا مالك. 
مالك ملتفتا لها 
نعم عايزة حاجة. 
انحنت شذي أمام نافذة السيارة لتنظر له. 
انت رايح فين.
مالك بعصبية
اتعدلي ماتوطيش كده في الشارع 
اعتدلت بحزن و وقفت بجانب السيارة.
فتح بابه وانزلق من علي مقعده لائما نفسه على تعصبه هذا و ذهب لها سريعا.
ممكن ماتبقيش توطي كده في الشارع تاني. 
الله كنت عايزه اكلمك. 
كنتي عايزة حاجة مني.
هزت رأسها يمينا و يسارا و وقفت متلعثمة تفرك اصابعها في بعضهم.
مالك بهدوء 
طيب انا رايح شغلي و هارجع قبل المغرب بأمر الله يلا ادخلي بقى ولو عوزتي حاجة ابقى كلميني.
اومئت له برأسها و دلفت داخل البيت متخطية والدتها التي مازالت تقف تراقبهم و عندما تخطتها أشارت له بيدها سائلة بمعنى في ايه
رفع كتفاه ومط شفاه السفلى لها بمعنى انه لا يعلم ثم أشار لها بسلام و استقل سيارته و سريعا من رحل. 
اغلقت ماجدة باب المنزل و اتجهت خلف ابنتها التي تصعد الدرج سريعا لتوقفها.
استنى يا شذى مش تقوليلي عملتي ايه في الامتحان 
وقفت على الدرج لترد عليها وتسألها بنفس الوقت 
الحمد لله يا ماما هو مالك مشي
اه مشي يا حبيبتي اطلعي غيري لبسك و انزلي كلي حاجه.
لاء انا هنام شوية هي خالتو فين
في المطبخ انزلي سلمي عليها و اقعدي معانا شوية و بعدين ابقى نامي زي مانتي عايزة. 
اومئت لها برأسها مؤكده 
طيب يا ماما انا هانزل لكم كمان شوية.
صعدت الدرج سريعا و اتجهت والدتها للداخل حيث شقيقتها. 
كانت جالسة كعادتها تحضر الطعام و عندما ولجت عليها شقيقتها سألتها. 
الحاجة مجيدة ها رجعوا
ماجدة نافية
لاء دي شذى بس اللي دخلت وطلعت اوضتهم 
و مالك مشي تاني بالعربية. 
تلاقيه