رواية نسائم الروح الفصل الثالث عشر
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الثالث عشر ج٢
كالعادة وفي كل يوم خميس تجهزت على الميعاد لترتدي عباءتها السوداء ثم تناولت سلة المخبوزات التي اعدتها منذ الأمس لتهبط الدرج من الطابق الثاني إلى الأول
ولكن وقبل ان تحط قدميها على الأرض جبدا وصلها الصوت المتحشرج عن قرب لتفاجأ به بجوار والدته في الصالة الداخلية جالسا بجذعه على الأريكة الخشبية يحيط رأسه بكفيه ويغطي نصف جسده بغطاء ثقيل وكأنه.......
انت نمت هنا يا فايز
صدر منها السؤال بما تفكر به لينتبه لها مع سکينة التي تكفلت هي بالرد
ايوة يا بنتي امبارح كان راسه تعباه جوي وانا اللي دجيت عليه يبيت هنا خۏفت ليمجدرش يكمل للبيت هناك ولا يوقع في الطريق.
انا مجولتش حاجة يا مرة عمي انا بس اتفاجات انه....
يبيت هنا ويسيب اهل بيته هناك لحالهم....
مش جاعدين لحالهم يا سليمة
قالها فايز لترتفع رأسه اليها مستطردا
خوات شربات لسة بيبتوا معاها ومش سبينها على ما تهدى شوية وترد لعجلها يمكن تبطل عمايلها اطمني يا بت عمي انا مش جاي ارمي بلايا عليكي زي كل مرة
برغم كل ما حدث وما لاقت منه الا ان رؤيته بهذا الانكسار بالفعل يؤلمها ولكنها ايضا لن يفوتها السؤال الملح
طب وبناتك يا فايز هتسيبهم ومرتك بالحالة دي اللي بتجول عليها
دول عرضي يا سليمة اسيبهم كيف اسيبهم كيف وهما الحبل اللي ربطني بامهم دلوك يعني مهما شوفت منيها مجدرش افوتها عشانهم دول هما اللي باجينلي في الدنيا.
تأثرت سليمة بالمرارة التي تنبع مع حرف يخرج منه حتى عبرت له عن تضامنها بالدعاء
ربنا يخليهمولك وتلاجي العوض فيهم.
اومأ يطرق رأسه ويعود لحالته الأولى لتمسك سکينة دفة الحديث معها بسجيتها المعهودة
انا كنت جايمة اعمله كوباية شاي عشان رأسه المصدعة تجعدي تشربي معانا ولا نعمل فطار ونفطر مع بعضينا احسن .
تبسمت سليمة لعفوية المرأة لتتحلى بالزوق ف الرد لها حتى تتحاشى ان تخذلها
قالتها لتتحرك على الفور ذاهبة وتتمم سکينة من خلفها بأسى
اذنك معاكي يا بنتي تعيشي وتفتكري يا حبة جلبي.
قالتها ثم انتبهت على ابنها الذي تجمد في متابعتها وهي تذهب وحسرة ارتسمت على ملامحه الجامدة تشطر قلبها المعذب بالحزن عليه وما جناه بفعله
.
هل طالت الايام ولم يشعر هو بها لقربها منه تبا انه لم يمر سوى اسبوعين منذ زواجه الصوري منها ولكن قلبه المعذب يتألم لألمها جزعها على شقيقها الذي طالت غيبوبته لتقارب الشهر تجعلها زهرة ذابلة امامه لولا انه يجبرها بإلحاحه على مشاركته الطعام لما وضعته بفمها ابدا كيف السبيل ليجعلها تفرح
عاملة ايه في كليتك الجديدة قدرتي تندمجي ولا لسة برضوا مش قادرة تسايري الجو الجديد
سألها ليفك جمودها قليلا حتى يسمع صوتها الذي يفتقده برغم وجودها معه في منزل واحد فكانت اجابتها كالعادة باقتضاب تومئ بهز خفيفية من رأسها
حمد لله تمام الزملا هناك محترمين واكيد مع الوجت ان شاء الله هصاحب واندمج.
ان شاء الله أكيد انتي بس اضغطي على نفسك
شوية في مرافقة نانسي على ما تاخدي ع الدنيا هنا وتتعودي وبعدها اقلبيها براحتك ولا تعبريها حتى.
تبسمت بخفة لدعابته المقصودة عن ابنة خالته لتهديه نظرة ممتنة قبل ان تعود لطعامها