الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية نسائم الروح الفصل الثالث عشر

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الذي تتناوله بدون شهية كالعادة.
وتطلع هو اليها بنظرة حانية على قدر ما تحمل داخلها من عشق مدفون لم يتمكن حتى الان من البوح به على قدر ما تحمل من شفقة تؤلمه لهذه الحالة التي هي مازالت بها ولا تمكنها من التعايش او المضي قدما في 
طريقها أو العودة لشخصيتها الأولى التي عرفها بها المشاكسة المرحة يشتاق بشدة لهذه الايام وهذه المواقف التي جمعهتما قبل ذلك في احب الأماكن على قلبه ولكن ما عليه الان سوى الصبر
امتدت كفه فجأة لتعانق كف يدها الصغيرة ليخطف انتباهها نحوه مخاطبا لها
انا عايزك تتأكدى اننا مش ساكتين غازي كل يوم معايا لحظة بلحظة يتابع الجديد عمرنا ما هنسكت عن حق اخوكي..
رمقته بنظرة لن ينساها ابدا وكأنها تعبت ولم تعد بها طاقة للتحمل
انا مش عايزة حق انا عايزاه هو نفسه هو يجوم ويجيب كل حاجة حتى لو مجابش كفاية يجوم وياخذني فى حضنه .
هتفت بالاخيرة تبغي نزع يدها من قبضته كي تهرب بدموعها بعيدا عنه ولكنه كان الأسرع ليجذبها فجأة بقوة فيضمها اليه مشددا بذراعيه عليها يتلقى نشيج بكائها على صدره وسيل الدموع اڠرق قميص حلته ظلت على هذه الحالة لمدة من الزمن
يربت على ظهرها بحنو وكفه الأخرى تمسح على حجاب رأسها الذي لم تخلعه ابدا في حضرته وهو لم ينبهها او ينهرها على ذلك رغم عڈابه لكل شيء يشتاق اليه منها ولكنه لن يضعط او يذكرها بصفته كزوج يكفيها ما تعانيه وهي صغيرة وبريئة لا تعي لأي شيء مما يدور برأسه المنحرف.
حينما هدأت اخيرا رفعت وجهها اليه فتقابلت عسليتها بخاصتيه تحدث يمسح بإبهامه اثر الدموع على وجنتيها
الجميل هدي خلاص ولا لسة بقى هتشغلي حنفية الدموع من تاني بالمرة ياللا قبل ما اغير القميص اللي غرفتيه.
قال الأخيرة يجذبها بلطف اليه مرة أخرى حتى ضحكت لطرافته تلهب قلبه بروعة الملامح الباكية حينما تحولت للضحك فجأة حتى لم يقوى على كبت شعوره ليقربها إليه دون سابق إنذار طابعا قبلة متطلبة على جبهتها جعلتها تطالعه مبهوته لتركض بعد ذلك من امامه دون استئذان
ليغمغم ناظرا في أثرها محدثا نفسه بلوم وبؤس
دي بوسة بريئة ع القورة! امال لو نزلت ودوقت العسل من الشفايف كنتي عملتي إيه...... طب يمكن طولت شوية!
وصلت بما تحمله على الصنية الفضية الكبيرة لتهتف بالاطفال بمرح
الحلو وصل يا ولاد 
والله دا انتي اللي ما في احلى منك.
تمتم بها غازي قبل ان يعود لمتابعة مكالمته الهاتفية من داخل الشرفة الواقف بها وعيناه تتابعها بعشق وهي توزع الحلوى على اطفاله بحنانها ورقتها ف التعامل معهن تسر القلب والعين بحق.
الووو يا غازي بيه انت سامعني ولا لأ
انتفض من شروده على صوت من يحدثه عبر الاثير في الناحية الأخرى ليتحمحم مجليا حلقه يستعيد اتزانه في الرد عليه
ايوة سامعك متجلجش كمل...
صمت غازي يسمع لبقية الحديث من الرجل حتى اذا انتهى اصدر امره
برافو عليك كمل واياك عنيك تغفل..... وبلغني كل
لحظة بالجديد
امرك يا غازي بيه 
ختم بها الرجل قبل ان ينهي معه المكالمة ليعود الى الداخل ويتخذ مقعده وسط الأطفال يخاطبهم وابصاره اتجهت نحوها وقد جلست أمامه تشاهد التلفاز بعدما انتهت من توزيع الأطباق عليهم.
ايه يا ولاد عجبتكم المهلبية 
هللت ايه بلهفة كعادتها
فظيعة يا بابا فظيعة تجنن تسلم ايدك يا خالتي نادية
قهقه غازي للهفة صغيرته ومبالغتها التي تثير الطرافة لديه احيانا لتعقب هي بابتسامة متوسعة في الرد

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات