رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون
يخفف من عليا شويه يا ابني سامح وانسى بقى.
صمت طويل عم المكان بينهم حتى من جهة من قرأت تلك الورقه المصوره وهبت واقفه بعين كالجمر مشتعله تحاول أن تفهم ما يدور حولها.
لكنها تصنمت مكانها أثر تلك الكلمات
بالله هل يطلب منه المغفرة والسماح كيف بذلك الكهل الذليل ان يتغاضي عن رؤية حفيده الذي لم يراه
قطع تفكيرها للمره الثانيه وجذب انتباهها اليه حين وقف بطوله اليافع وزج المقعد بقدمه وهتف
عمري ما هسامحك يا عمي عمري ما هانسي
انا حياتي كلها اټدمرت بسببك انت.
واذا به يتجه للخارج دون أن ينظر اليها ولكنها اوقفته وهي خائفه من تقلبه العڼيف هذا.
وقف معطيها ظهره وهتف
عايزه ايه انتي كمان
ااانا بس كنت عايزه افهم معني الورقه دي
الټفت اليها ومد قدمه خطوه نحوها ليرتعش جسدها حين جذب الورقه من يدها على غره وفردها أمام وجهها
شكلك الكام يوم اللي قعدتيهم هنا في المخزن نسوكي القرايه يا دكتوره
ده امر ضبط وأحضار ليكي صدر من النيابه العامه على زمة قضية المخډرات المتحرزه في ڨيلا ابوكي انتي نسيتي اللي قولته ليكي قبل كده ولا ايه
ونفسي اخد روحك بأيدي اللي منعني عنك بس انك بنت وانا ماتعودتش اخد حقي من حريم
ويلا لو عايزه تمشي اتفضلي صدقيني هافرح جدا اول ما تخرجي من هنا ويتقبض عليكي.
اړتعبت من داخلها وجلست مكانها على الفراش وهي تهمس.
صړخ فيها بشده
والله بقى دي حاجه مش تخصني ويلا بره بيتي قبل الحكومه ما تعرف انك عندي ويعتبروني متستر عليكي وتشبهيني معاكي انا بردو محامي معروف وليا سمعتي.
انت ظالم قلبك حجر لا يمكن تكون اخو زياد لا يمكن.
اوعي تجيبي سيرته على لسانك
جايه تفتكري زياد دلوقتي
صړخة مكتومه أطلقتها عندما مد كفه ضاغطا على ثغرها بقوها
كان طيب وطيبته ضيعته فضلت احزره يبعد عنك لحد بادلتي حبه ليكي بغدرك ليه مش كده.
نفض يده من عليها بشده مع آخر كلمه تخرج من فمه ليقذفها على الأرض وهي تبكي بشده وتنظر اليه نظرة كره شديدة
لاء مش كده انت فاهم غلط انا مش غدرت بيه والله ما حصل.
تفتكري اني ممكن اصدقك انسى اذا كان زياد
زي ما بتقولي طيب فالازم تفهمي اني عكسه تماما انا مابحبش اسيب حقي ابدا
اقولك صحيح انا ايه اللي يخليني اسيبك تمشي من هنا واستني لما يتقبض عليكي ما انا أبلغ عنك بنفسي على الاقل اشمت فيكي
كانت ابتسامته الساخره بالنسبه لها كسهام تخترق قلبها
ولاا خارجا تاركا الباب مفتوح من خلفه
سمعت هي صوت العجوز المجاور لها وهو يقول
روحي وراه اوعي تصدقي انه ظالم اعملي اي حاجه يطلبها منك بيجاد طيب هو الوحيد اللي هيقدر يساعدك ويخرجك من القضيه روحي روحي اوعي تسبيه غير لما يوافق.
اندهشت من كلماته ولكن عليها ان تخرج نفسها من ذلك المأزق.
ترجلت سريعا خلفه تبحث عنه بالخارج.
وأخيرا ما رأته يدلف داخل الڨيلا.
جرت اليه وولجت هي الأخرى حتى توقفه وتترجاه بألا يفعل ويسلمها بيده للشرطه.
تلفتت حولها لترى أين ذهب وجدته قد دلف الي غرفه بابها مفتوح ويمسك بيده سماعة الهاتف الأرضي وباليد الأخرى يضغط على ازراره
انتفض في وقفته أثر لمستها ليده حين تمسكت بسماعه الهاتف وأخذتها منه لتغلقه وتنظر له بعينها الكحيله والحزينه في نفس الوقت.
ابوس ايدك بلاش تعمل كده انا والله مش عملت حاجه ورحمة زياد لو بتحبه بجد بلاش
انا هاسمع كلامك هاعمل كل اللي تقولي عليه اعتبرني خدامه في البيت وانا مش هحاول اهرب تاني بس بلاش السچن بلاش والله هاعمل كل اللي تقولي عليه.
ابتعد عنها خطوه واحده للخلف وهو منجذب بشده لسحر عيناها الغريب يحاول ان يشتت تفكيره عنها الا انها سلبت نظرته اليها.
الفصل الرتبع عشر
احنى رأسه واستند بكفيه على حافة مكتبه يحاول ان يلملم فتات عقله الذي شتته بلمستها ونظرتها له ثم هتف بصرامه
وهاتقعدي في البيت ده بصفتك ايه حتى لو زي ما بتقولي هتبقى خدامه هنا
احنا في قريه ريفيه وكلام الناس كتير كفايه عليكي السيره الحلوه اللي ابوكي سابها ليكي
وانا مش هافضل مخبيكي هنا طول عمري يعني.
على اساس انك كنت جايبني هنا بمزاجي انت ناسي انك خطفتني وضربتني وخليت صاحبك يحاول يغ..
اخرررررسي
اوعي تنطقها لازم تفهمي ان انا ممكن اعمل اي حاجه الا اني أشارك في حاجه قذره زي دي.
جلست على الاريكه تبكي وقد تملك منها الوهن.
خلاص لو سجني هيرضيك وهتاخد حقك مني كده انا مش هامنعك اتفضل اتصل بالبوليس وخليهم يجو ياخدوني.
بطلي عياط حاجه واحده بس هي اللي ممكن تخليكي تقعدي هنا من غير ما اي حد يتكلم
وماتفتكريش اني هاعمل كده عشانك لاء انا بس مش عايز اي حاجه تسوء سمعتي في البلد.
رفعت رأسها له وبدئت تكفف عبراتها بيديها بحركه طفوليه
حاجة ايه دي
ابني يامن! انتي هاتقعدي معاه في اوضته هتبقى داده ليه واياكي تجيبي سيرة جده على لسانك تاني
اظن انك سمعتي بنفسك كلام جده وانه هو بنفسه مش عايز يعرف الولد بوجوده.
حرام عليك انت ليه بتعامله كده ده راجل مريض و...
للمره الثانيه يقاطعها بصراخه عليها
شوفتي انك مش هاتسمعي الكلام..
لاء لاء خلاص حاضر والله مش هاقول حاجه بس ابقى سيبني ادخل لعمي مهران انضف ليه چروحه.
طيب.
ظنت انه هكذا قد أتم حديثه فقررت ان تذهب من امامه.
انا لسه ماخلصتش كلامي!
وقفت مكانها تنتظره ان يكمل.
عشان تقعدي في بيتي يبقى لازم تبقى على زمتي!
ايههههه.
رفع حاجبه الأيمن مستنكرا اندهاشها هذا ليسخر منها قائلا
والله لو مش عايزه بلاش بس تاخدي بعضك بقى يا حلوه وعلى بره.
وكأنه كابوس ولم تفيق منه عقد قرانها على سجانها وباتت اسيرة في بيته الي الابد.
وعليها ان ترضى بالأمر الواقع وعلى كل حال هي لن تكون الا خادمه لصغيره فقط
ولن يقترب منها مثلما قال لها عندما اعترضت على مطلبه هذا كما اشعرها بكرهه وبداية زله لها كما قال
ماتفكريش اني عاوز اتجوزك عشان جمالك الفتاك ولا اصلك المشرف.
ولما هو اصلي مش عاجبك وقولت انك مش هاتسلمني للبوليس متمسك بطلبك ده ليه صمتت قليلا ثم اكملت
انت قولت اني هاشتغل هنا داده لأبنك وانا موافقه وراضيه يبقى ليه مصمم علي طلبك ده
بس ده مش طلب! دا أمر يا ماما فوقي لنفسك بيجاد الألفي مش بيطلب بيجاد الألفي بيأمر والكل بينفذ كلامه
وانتي كنتي هتبقى مرات اخويا اللي كان بيحبك پجنون واخويا اټقتل بسببك يبقى انتي كمان عمرك ما هاتكوني لغيره طول ما انتي عايشه
وكفايه اني خيرتك واديتك حلين يا الجواز يا تخرجي بره للشارع وبعديه السچن.
وما كان
منها غير الموافقه على الجواز حتى تتفادي الحبس الذي أقنعها انه ينتظرها ولا مفر منه أن ترجلت خارج منزل هذا البيجاد.
انفتح الباب عنوه وهي جالسه علي الفراش بجوار الصغيره الغافي تتذكر حديثه فاحملته بين يديها محتميه به.
مالك خۏفتي كده انا جاي اطمن على ابني على فكره.
انت خضتني على فكره مافيش حد بيدخل على بنت بالطريقه دي.
و هي فين البنت دي!!
انتي نسيتي نفسك يا بت انتي هنا مجرد شغاله مش اكتر وانا ادخل أوضة ابني وقت ما احب والباب ده مش هيتقفل عشان خاطر حد
حطي الكلام ده في دماغك كويس عشان مش هاعيده تاني.
علمت جيدا انه يتعمد ازلالها وتجلس
برغم ذلك تتحمله.
حاضر يا بيجاد بيه ابنك نايم اهو في حاجه تاني
ابتسم لها ساخرا من ردها
اه في اصلي متعود ابوس ابني حبيبي قبل ما ينام بس للأسف النهارده مالحقتش فاهبوسه بقى وهو نايم وخلاص.
ارتابت في أمره حين اقترب منهم وانحني بجزعه عليها واقترب بشده من وجهها و تركزت عيناه في عيناها لترتجف أثر هذا الضغط وتغمض جفنيها بقوه.
ابتسم هو على خۏفها منه وقبل صغيره في وجنته واعتدل واقفا
فتحي عنيكي انا قولتلك انك هنا مجرد داده لابني مش اكتر واصلا اللي انتي بتفكري فيه ده مستحيل يحصل بينا
عارفه ليه لأنك اقل بكتير من اني انزل بمستويا وافكر ان واحده زيك انتي تكون مراتي شرعا ده ابعد ما يكون عن تخيلك يا حلوة.
پسكين حاد مزق قلبها وبدفعة الباب خلفه اندفعت سيول الدمع من عيناها كيف ستتحمل كل هذا الألم
كيف ستقوي على هذا الزل طيلة حياتها ظلت تبكي وتشعر بأختناق الي ان غفيت بجوار الصغير.
وبعد مرور عدة ايام كان يجلس مع صديقه وسط رجاله في المزرعة
صديقه الذي علم بعقد زواجه عليها والذي لا يعلم لماذا ڠضب هكذا.
اتجوزتها يعني ايه وليه اصلا عملت كده
كده يا حسن اتجوزتها وخلاص انت بقى زعلان اوي كده ليه
يا بيجاد حرام عليك البنت دي غلبانه مش زي ابوها.
هو انا بقولك قټلتها انا بقولك اني اتجوزتها يا بني آدم انت وبعدين بقى يا ريت تبطل تكلمني في الموضوع ده
عشان البنت اللي بتتكلم عنها دي بقت مراتي وانا ماحبش حد يجيب سيرة مراتي على لسانه سواء بالحلو او بالۏحش حتى لو كان اعز اصحابي فاهمني يا حسن طبعا.
فاهمك طبعا بس الكلام دا لو ماكنتش خدعتها بموضوع القضيه!
لازم تفهم انها عمرها ما كانت هاتقبل بيك لولا خۏفها من السچن زي ما انت مفهمها.
مايخصكش بقى اخدعها او اصارحها دي حاجه بتاعتي انا طلع نفسك من الموضوع ده وخلينا اخوات احسن بدل ما نخسر بعض.
بس احنا كده فعلا قربنا نخسر بعض يا بيجاد.
بقضة يده ضغط على كتف صديقه واجبره على النظر داخل عينه الغائرة.
الراجل اللي يخسر صاحب
عمره عشان واحده ست تبقى خسارته مكسب يا صاحبي.
كانت هي تعد الطعام مع تلك المرأه والصغير يلهو حولهم واذا بحماد زوجها يأتي سريعا اليهم
يا سعديه يا ست ساره انتو فين
احنا هنا يا حماد مالك يا راجل مسروع كده ليه
تعالي معايا يا ست ساره الحقي ال..
بتر كلامه حين لمح الصغير يجري نحوها ويقف منتبه له.
تفهمت هي عليه واومئت له برأسها طيب طيب يا عم حماد انا جايه معاك.
هاتلوحي فين يا ساله خليكي هنا.
انحنت عليه مبتسمه له.
مش هاروح في حته انا معاك اهو بس عم حماد عايزني اروح اخد حاجاتي اللي في المخزن مش كده يا عم حماد.
ايوه بالظبط هو كده.
طيب تمام اقعد انت يا يامن بقى هنا كل طبقك ده كله وانا هاجيب الحاجه ومش هتأخر.
رحلت من أمامه ووقف الصغير صامتا يعي انه هناك شئ يحدث وهم لا يريدو اخباره به.
حملته السيده