رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون
لكنه امسكه وأعاده مكانه
استنى بس احنا لسه مش خلصنا كلامنا قولي بقى سارة هي اللي قالتلك ان جدك هو اللي كان في المخزن.
لاء يا بابي هي مس قالت حاجه بس انا كنت فاكله الأول عفليت لما كنت بسمعه وانا بلعب في الجنينه
وبعد كده سمعتك وانت بتسعق ليها في المكتب وتقولها مش تقول ليا انه يبقى جدي
هههههههههههه
ضحك كثيرا وكانت ضحكاته عاليه و برغم هذا كانت تدل على السخرية.
طيب!! مهران الألفي طيب
صمت فجأه حين رأها تترجل من علي الدرج ولكن ما ازعجه انها لم تسمع كلامه وارتدت حجابها على شعرها.
انزل صغيره من علي قدمه وأشار له عليها ليحثه على الذهاب لها.
جري الصغير إليها بفرحه وهو يفتح لها ذراعيه.
سالة حبيبتي.
حملته بين يديها وقبلته في وجنته واحتضنته جيدا.
انت اللي حبيبي والله يا يامن.
اوعي تمسي وتسيبيني تاني احسن اسعل منك اوي.
كانت عيناه تشملها بالكامل وهي ايضا كانت عيناها تلومه علي ما فعله بها ولكنها أجابت الصغير بجمله اراحته هو قبل أن تريح صغيره.
يلا بينااا.
وقبل ان يذهبو كالعاده اوقفها.
تعالي هنا.
أرادت ان لا تخيف الصغير منه فاتنهدت بصبر وانزلت الصغير من بين يديها قائله.
طب بص روح انت قول لداده سعدية تحضر الفطار وانا هاشوف بابي عايز ايه واحصلك علطول.
جري الصغير من امامها واتجهت هي له ووقفت بوجه متهجم.
أي قرصك تعبان! مالك بعدتي عني كده ولا المفروض كل شوية افكرك اني جوزك.
لاء أبدا بس يعني......
كنتي فين امبارح
نظرت اليه بدهشه صمتت خائفه من ردة فعله متذكرة ما حدث بالأمس...
ابتعدت كثيرا عن بيته ومن كثرة الجري جلست بجانب كوخ قديم في هذا الليل البهيم خائڤة
لو كانت فكرت بذلك قبل أن تخرج من بيته لما فعلتها
سندت رأسها على
جدار هذا الكوخ تبكي حالها
الي ان اصبحت الساعه الثانية عشر ظهر من بعيد ضوء سيارة بدأت تقترب فتقدمت منها تشير لها بيدها لتقف امامها ويظهر من بداخلها ومن يكون غيره حسن صديق زوجها والذي كاد ان يعتدي عليها.
انفزعت ورجعت للخلف وحاولت ان تجري بعيدا عنه ولكنها تعركلت وسقطت وهي تصرخ.
ليجري هو عليها وهو يحاول تهدئتها.
اهدي يا سارة اهدي ماتخافيش.
صړخت بړعب منه وهي تنكمش في نفسها.
ابعد عني حرام عليك ابعد عني.
حاضر حاضر انا بعدت اهو بس اهدي وبطلي صړيخ.
ابتعد خطوتان للخلف وانتظر قليلا حتى صمتت وهي تنظر اليه بريبة
ماتخافيش مني والله مش هقرب منك انا بس عايزك تسمعيني وانا هاعرف اهربك من بيجاد صدقيني وماتخفيش مني.
ضمت حاجبيها بعدم فهم كانت تظن انه صديقه فلماذا سيساعدها على الهرب منه
بصي انا عارف انك مظلومه ومش تستاهلي كل الزل اللي انتي فيه ده.
بس كمان لازم تفهمي اني كل اللي انا عملته معاكي ده كان باتفاق بيني وبين بيجاد.
انت كداب اذاي يتفق معاك انك تعمل حاجه زي دي وبعد كده يبعدك عني ويحميني منك.
عمل كده عشان يبقي عمل فيكي جميل وتحسي انه هو اللي بيحميكي ومن غيره مش هتعرفي لاتروحي ولا تيجي
وعلى فكره انتي لا مطلوبه من الحكومه و لافي اي حاجة تدينك من أساسه.
هزت رأسها يمينا ويسارا بقوه تنفي ما يقوله.
ازاي ده وراني محضر الشرطه وكمان شوفت قرار النيابه واسمي مكتوب فيه.
الورق مزور فوقي يا ماما بيجاد محامي شاطر جدا وزي ما بيقولو بيعرف يلعب بالبيضه والحجر عرف يضحك عليكي عشان يجبرك انك تقعدي في بيته ڠصب عنك
بس انتي برافو عليكي انك عرفتي تهربي منه وانا هاساعدك انك تبعدي عنه خالص وماترجعيش ليه تاني.
وليه كل ده! هاتعمل كده في مقابل ايه مع انك عارف اني بقيت مراته مرات صاحبك!
صمت قليلا ثم اكمل وهو يحاول ان يؤكد لها صدق كلماته
مش عارف هاتصدقيني في ده ولا لاء بس انا بحاول انقذ صاحبي من شړ دماغه.
انا مش فاهمه حاجه.
طب ممكن تركبي وانا هاحكيلك على كل حاجه قومي يا ساره انا مش هأذيكي والله.
وقفت من علي الارض وسارت نحو سيارته ببطئ ولكنها توقفت خشت ان يكون كل حديثه عبارة عن كڈبة طويلة يستدرجها بها.
يا بنتي اركبي قولتلك مش هقربلك وربنا.
ركبت بالخلف وبدوره لم يعترض على ذلك وبدء يحكي لها قصة بيجاد من وقت ان تعرف عليه منذ الصغر الي ان اصبح بيجاد الألفي المحامي المعروف
حتى توقف بسيارته عند محطة القطار وعندها اخرج لها ورقه وكتب عليها رقم هاتفه.
بصي دا ميعاد قطر القاهره انتي هاتنزلي دلوقتي وهاتركبيه واول ما يوصل محطة رمسيس هاتنزلي منه هتلقي واحد مستنيكي هناك وهو هايقعدك عند وحده ست معرفه
يلا مستنيه ايه تعالي اركبي القطر قبل ما يمشي.
وافقته وبالفعل ركبت القطار وتركها وذهب بعد أن صورها بهاتفه حتى يرسل صورتها الي ذلك الشاب.
فاقت من شرودها على صوته الغاضب وهو يفزعها بصراخه.
سااااااااره!
هاه نعم.
ها ونعم! بقالي ساعه مستني منك اجابه وانتي سرحانه في ايه.
للدرجه دي سؤالي صعب بقولك روحتي فين امباوح
ها ااانا مش روحت في حته انا بس كنت خاېفه منك يا بيجاد وكنت فاكره اني لما ابعد عن هنا هاسترد حريتي لكن اكتشفت العكس خۏفت اول ما شوفت عسكري ماشي قريب مني.
وقررت اني ارجع ليك تاني.
عايزه تفهميني انك من ساعة ما خرجتي الساعة خمسة المغرب ولحد ما رجعتي الفجر مافيش حد قابلك غير عسكري ماشي في البلد وهو دا اللي خۏفك
طب ما انتي بتعرفي تحوري اهو اومال عامله فيها البنت البريئة ليه
بعين زائغة قررت أن تهرب من أسئلته.
وانا هاحور عليك ليه بص هو ده اللي حصل عايز تصدق صدق مش عايز انت حر بقى ااانا هاروح ليامن.
حاولت الهروب مسرعه من عينه الغائرة
لتجده يقف سريعا مجتذبها داخل غرفة مكتبه مغلقا بابها عليهم.
واذا به يجذب حجابها من علي رأسها محتجزها بين يديه واضعا يده اليسرى على الحائط بجانب وجنتها اما يده اليمني
وهو يعيد نفس سؤاله عليها.
كنتي فين امبارح يا ساره
صړخة اه متألمه صړخت بها أثر ضغط يده على جانبها محاوله ابعاده عنها بوضع
ولكن هيهات هو كالجبل لم يتزحزح من مكانه.
اه اوعي ايدك دي من عليا بتوجعني.
مش قبل ما تتكلمي وتقوليلي الحقيقه انطقي قعدتي عشر ساعات بره الڨيلا كنتي فين
حاضر حاضر هاقول بس سيبني ورحمة زياد عندك سيبني.
لانت قبضة يده عليها وامسك يدها واذا به يدفعها نحو الاريكه الموضعه بغرفة المكتب.
لترتمي عليها وهي تبكي بكاء حار
انطقي بقى مش عايز اتعصب عليكي اكتر من كده.
حاضر هاقول بس لازم تفهم انك انت اللي وصلتني للتفكير ده
انا كنت عايزه اهرب واخلص من زلك ليا وجبروتك ده خرجت من الڨيلا وفضلت امشي كنت عارفه انك هاتدور عليا في كل حته
قولت لنفسي احسن حاجه اعملها اني اروح محطة القطر و اسافر اي حته بعيد عنك.
امممم وروحتى بقى من هنا لحد المحطه ازاي اظن دا مشوار كبير اوي عليكي.
هو فعلا مشوار كبير عشان كده لما وصلت هنا اغمى عليا لأني روحت ورجعت مشي.
طب وليه ضيعتي الفرصه دي من ايديكي ورجعتي ليا تاني
أنزلت كفيه من علي وجهها بيديها ووارت عيناها متحاشيه النظر اليه.
مش كان معايا فلوس عشان اقطع تذكره لأي قطر ولما قعدت في المحطه كان في عسكري قريب مني لما لقاني طولت في القاعده قرب مني
بجد خۏفت وجريت بره المحطه ومش لاقيت اي مكان تاني اروحه غير اني ارجع.
جذب شعرايتها ضاممها الي صدره مره اخري ضاغطا بذقنه بقوه على رأسها.
ومش هاتمشي تاني مش هتعمليها تاني يا سارة مفهوم.
اه ه ه
حاضر والله مش هعملها تاني بس حرام عليك كفايه ضغط عليا بقى.
تركها من
وبحركه ماهره من يداه لفها اليه لتجد عينها اسيرة لتلك السهام التي يطلقها عليها وسط وحشة ليله المظلم وكأنه كان ينومها مغنطيسيا بين يديه.
لتهمس له بها صريحه و يسمعها منها جيدا.
اطمن مش هاعرف اسيبك تاني انا مش ليا مكان تاني غير هنا.
بنظرة حائرة تركها من بين يديه مبتعدا خطوتان للخلف
مخفضا رأسه مغلقا عيناه حتي يحررها من اسرها
بالأصل كان يريد أن يظل هو سجانها وتكون هي اسيرته ليصبح هو في لحظة أسير عينيها.
اعطي لها ظهره ظنا انه بذلك هاربا منها وخرج صوته متحشرجا من حنجرته.
اخرجي بره دلوقتي حالا روحي فطري يامن يلاا.
تملكت القشعريرة من جسده عندما وضعت كفها على كتفه وهمست له
حاضر هاخرج افطر يامن واللي انت هاتقولي عليه هاعمله عارف ليه يا بيجاد.
الټفت بوجهه فقط لها واجاب بكلمه واحده.
ليه.
عشان انا واثقه فيك وعارفه انك طيب زي زياد الله يرحمه بالظبط.
ما كان منه إلا أنه ابتسم ساخرا مما تلفظت به وابتسم على حديثها.
انتي يا اما هبله زي زياد يا اما زكيه اوي وفي حاجه في رأسك بتفكري فيها وعايزه تنفذيها.
احسب اللي تحسبه مسير الايام تثبتلك اني مش زي مانت فاكر.
موافق بس من هنا لحد ما ده يحصل مش عايز منك غلطه واحده كل اللي اقوله يتنفذ مفهوم.
مفهوم طبعا عن اذنك بقى.
ترجلت للخارج وهي سعيده يبدو أنها قد وضعت قدميها على اولي درجات القرب من قلبه قبل أن تصل إلى عقله.
علي عكسه تماما كان الوضع أقرب للجنون ظل ثابتا مستندا على مكتبه يحاول لملمة شتات عقله الذي بدئ يميل نحوها
في الأساس كان يريد أن يروضها يقسو عليها لا يريد أن يرضخ لها ليخرجه من شروده صوت الهاتف.
الو وعليكم السلام مين معايا
مستشفى مستشفى اي
اه عمي مهران خير حصله حاجه
امتى
حصل الكلام ده
تمام انا هاحضر كل حاجه واجي استلم .
أغلق الهاتف متذكرا حديث صغيره.
يا ترى لما تكبر هاتفهمني وتسامحني ولا هاتكرهني.
كانت جالسه تطعمه وتمرح معه على طاولة الطعام إلى أن وجدو ابيه يخرج مندفعا من