الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

بهدوء تام. 
وبعد أن تم السلام والتعارف بينهم 
الفصل الثاني والعشرون
جلست غزل بجانبها تحاول أن تهدئ من روعتها وتنسيها ما هي فيه ثم اردفت له
سيبها يا حبيبي متخافش عليها هي هاتقعد وسطنا هنا قصاد عنيك احنا كلنا بنقعد مع بعض زي ما انت شايف كده. 
لكنه رفض واجلسها بجواره حاجزا يديها بين كفيه. 
معلش يا فندم والله انا اسف بس انا كده مرتاح اكتر ومطمن عليها وهي جانبي صدقيني والله انا ما ناقص قلق وتعب أعصاب اكتر من اللي انا فيه. 
تعمدت غمزه التفرقة بينهم حيث انها جلست بجانبها من الجهه الاخريليتنحي لها جانبا ويترك لهم الاريكة مرغما
يا حبيبتي يا بنتي ربنا يطمنكم ويرجع ليكي ابنك بالسلامه. 
زادت من بكائها واحتضنتها غمزه جيدا ليلقي هو عليهم المفاجئة الاولي
يامن ابني انا مش ابن ساره! يامن مامته مټوفية. 
وقف زين مندهشا مما قاله واذا به يتذكر ايام طفولته
نعم يعني هي مش مامته! اه طب يعني هي اللي مربياه وبتحبه عشان كده زعلانه عليه زي انا وانتي يا ماما كده فاكرة ايام زمان 
كان يقصد غمزه والدة زوجته بالحديث لكنهم تفاجؤو للمره الثانيه حين أحبط تفكيرهم. 
الموضوع مش كده خالص سارة مش بقالها كتير متعرفة على يامن اصلا... 
هتف عاصي الصغير بنفاذ صبر ليجتذب مقعدا من علي طاولة الطعام ويجلس عليه ملوحا لهذا البيجاد بأنزعاج
اومال الموضوع ايه لمؤخذه يا متر ما ترمي كل اللي جواك مره واحده وتريحنا بقى احسن الواحد ابتدي خلقه يضيق. 
ليصيح حمزه فيه مجبره على الهدوء. 
عاصي وبعدين اهدي شوية مش كده. 
اومئ عاصي برأسه لأبيه ووضع يده على ثغره مشيرا لهذا البيجاد بعلامة الصمت حتى كمل حديثهليفهم هو نظرة عينه ويجيبه بحزن. 
الموضوع ان احنا شاكين ان مراتي حامل وبدل ما نفرح ونتأكد من خبر حملها في نفس اليوم جالنا خبر خطڤ ابني الكبير اللي كان متعلق بيها جدا ويحبها من وقت ما شافها وقعدت معاه. 
بدئ حديثه يشد انتباه الجميع واقتربو الشباب والفتيات ليشاركوهم الحديث أيضا 
جلس ياسين ويونس وبجوارهم جلس يزن وتحدث ياسين بطريقه عمليه وبحثه الأمني سئل السؤال التقليدي
طب وهما اللي خطڤو ابنك دول يعني ماتصلوش بيك ماطلبوش فديه مثلا الله او قالولك هما عايزين ايه 
ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة و بتلقائية وقف من علي مقعده مجتذبها من وسط النساء پخوف وضمھا تحت ذراعه حين على صوت شهقاتها وكادت ان ټنهار على مرئ الجميع!
طلب طبعا بس عارف عايز فدية لابني ايه
انزعج ياسين من خوفهم هذا وضم حاجبيه بعدم فهم
هيكون عايز كام اظن ملايين الدنيا فدى ضافر ابنك وانت مشاءالله عليك يعني مش فقير وتقدر تدفعله اللي هو يطلبه. 
يا ريتو كان عايز فلوس الله الوكيل لو كان طلب كل مالي لكنت عطيته ليه من غير ما يرمش ليا جفن ولا حتى اتحرك من مكاني وارجع ابني لحضني تاني! 
حيرتنا معاك متر طلاما مش عايز فلوس يبقى دا اكيد واحد ليه تار جامد عندك اترفعت ضده او ضد حد يخصه و جبتله حكم كبير 
لا دا ولا ده الباشا خطڤ ابني عشان عايز مراتي! 
حالة اندهاش جماعية عمت على الجميع الصمت هو سيد الموقف الان 
كل منهم اتجه الي زوجته او ابنته واحتضهم بين زراعيه حتى ذلك العاصي الصغير هذا المشاغب هب واقفا مجتذب زوجته العنيدة دائمة الخصام معه وضممها عنوة اليه هيا وفتاياتها 
واتجه الشباب كل منهم بنظره إلى معشوقته حتى ياسين ذو القلب المتئلم وقف ينظر إلى لينا المتشبثة في قميص ابيها بړعب عليها. 
بينما هب العاصي الكبير پغضب يريد أن يعرف اكثر

وصړخ في وجهه مجبره على تكملة حديثه
انت هببت ايه في دنيتك يخليك تقع في الامتحان الصعب ده
تركها من بين يديه ووضع كفيه على وجهه يفركه بقوة وعڼف متذكرا المه. 
انا طول عمري في عڈاب وكل مره بدخل فيها امتحان بيبقى أصعب من اللي قبله
لكن المره دي موتى اهون عليا من اني اشوف أغلى اتنين عندي بيتاذو بسببي
مراتي وابني هما كل عيلتي انا مش ليا غيرهم وهما كمان مش ليهم غيري هاقتله واحافظ عليهم هما الاتنين حتى لوهاموت بعدها بس اكون مطمن عليم. 
لتخرج هي من شرنقة صمتها الباكي وتصرخ
لاء يا بيجاد لاء
كانت صړختها تقطع قلب الجميع هو أيضا دموعه وتنزلق امامهم وهو بشدة 
هذه المره اقتربت منها دانا وتحدثت بلباقتها المعهودة
طب تسمحلي انا اخدها اكشف عليها ماتخافش انا دكتورة نسا وتوليد والمركز الطبي بتاع جوزي ده اللي في وش العماره علي طول. 
لاء معلش مش هتنزل من هنا مش هتروح في حته غير معايا. 
بس هي مش هتنزل ولا حاجه احنا هندخل الاوضه دي اكشف عليها متخافش مننا انا زي مامتها وكل البنات الواقفين دول اخوتها. 
وقفت طمطم وهي تحمل طفليها تمرح وتحاول ان تخفف الوضع وتزيح هذا الجو الحزين جانبا 
طب يا رب تجبلك توؤم قمر زي ولاد بوده صاحبك كده لا تسيبها 
متخافش يا عم دانت في بيت صاحبك حتى قوله يا بوده عشان يطمن ويسيبها. 
علم عبد الرحمن انها تلاطف الجو فقرر هو الاخر المزاح معها و مجارتها في حديثها المبهج. 
ضيعتي هيبة بوده وربنا يا دبدوبتي سيب مراتك يا عم بيجاد يمكن تعمل زيها و تفرحك دلوقتي ودانا تقولك هاتجبلك توؤم وابنك يرجعلك انشاء الله. 
ابتسم له وتركها أخيرا ودعي له بكسرة قلب اب ملكوم
ربنا يخليهم ويحفظهم ليك يا صاحبي. 
اتجهو النساء و الفتيات بها للداخل وقبل ان تتركهم دانا تحدثت مع زوجها 
عدي اتصل بحد من المركز يقول للبنت بتاعت معمل التحاليل تيجي تسحب عينة ډم. 
عدي
تمام يا حبيبتي حاضر ذهبت هي خلفهم وامسك هاتفه وفعل ما طلبته منه. 
ثم جلس مع الرجال يستمع لما يرويه هذا البيجاد الذي على أنه مازال يحتفظ في جوعبته بالكثير من الأسرار. 
عاصي الكبير
احكلنا بقى يا ابني انا عايزك تطاع كل اللي جواك ومين الناس اللي خطڤو ابنك دول لان واضح من كلامك انك عارف عدوك كويس اوي 
وايه الاذى اللي سببته ليه عشان يحاول يأذيك بالطريقة دي. 
بيجاد 
هاتصدقني يا عمي لو قولتلك ان اللي عمل فيا كده هو صاحب عمري كانو بيقولو علينا زمان اخوات 
صاحبي اللي عمري ما اذيته في حاجه بالعكس دا انا خرجته من خمسة وعشرين سنه سجن تأبيدة زي ما بيقولو واتحبس بدالهم خمس سنين بس. 
صاحب عمرك واتحبس! الله انا كده اتلخبط بص يا ابني انا حاسس من كلامك ده انك عايش في لغز كبير 
وانا بصراحه مابحبش احط ايدي او أشرك حد من ولادي في حاجه الا وانا راسي على الحوار كله فا رسينا يا ابني على الحوار بقى الله يرضى عليك. 
حاضر يا عمي انا هاحكي ليك على كل حاجه من زمان قوي من ساعة ما ابويا اټقتل على ايد عمي من وانا عندي عشر سنين لحد ما ابني اتخطف واللي خاطفه صاحبي اللي جاي دلوقتي بيساومني على مراته بداله
ظل يحكي ما بداخله لوقت طويل جدا الي ان اخرج كل مافي جعبته بدموع حاړقة تكسر اي راجل ذو شخصية قوية مثل بيجاد الألفي. 
كان الشباب متعاطفين معه جدا حتي صديقه
حاول

أن يهدئه ويشد من اذره 
وجلس عاصي الصغير وعدي وزين وحمزه ينظرون لبعضهم ويترقبون ردة فعل كبير العائله 
الذي هب وقف من علي مقعده بانفعال تبدل نظرت عينه من التعاطف معه الي الۏحشية واجتذبه ليوقفه أمامه پعنف 
واذا به يفاجئه بصفعه مدويه على وجهه جعلته يترنح في وقفته وسط نظرات الرجال المندهشة 
ابعده حمزه عنه ووقف عدي أمام بيجاد يثبته ويحاول تهدئة الموقف. 
واذا بالعاصي ېصرخ فيه معنفا اياه
وجاي بعد كل اللي انت عملته ده بتسأل نفسك انت في امتحان على طول ليهما هي واضحة زي الشمس اهيه يا متر بتتعاقب من ربنا على كل الذنوب اللي عملتها دي ولسه عايش في غفله لسه مش مستوعب اللي بيحصلك وبتسأل ليه دايما في امتحان
اتسببت في قتل مراتك الاولي واخوك ومۏت عمك بدم بارد وجاي تسأل عملت ايه في دنيتكظ
حتى مراتك التانية اللي انت ھتموت من الخۏف عليها ديظ انت اللي طمعت صاحبك فيها 
كشفت عرضك قصاد عنيه ورميتها ليه وجاي دلوقتي تقول خاېف عليها 
هاتولو مراته وخلوه يطلع بره بيتي اللي زي ده يشيل شيلته بنفسه ماحدش فيكم يتدخل في موضوعه سيبوه يروح يواجه مصيره بنفسه. 
ترجل من الغرفه مسرعا ومن خلفه زين يحاول إيقافه وهو يشير للأخر بالصمت والانتظار. 
بينما حاول حمزه ان يجلسه وتحدث معه بهدوء مطمئنا له. 
اقعد يا بيجاد ماتزعلش من عمك يا بني بس اعذرنا يعني انت كل اللي حاكيته في حكمكم انتو كامحامين يدينك مش يبرئك قصاد اي حد يسمع حكايتك.
بوجهه متهجم تشنج جسده في وقفته وكعادته هتف متعصبا. 
انا عارف الكلام ده كويس اوي ومتشكر ليكم جدا على ضيافتك لو سمحتم بس حد يناديلي مراتي من جوه عشان نمشي وكفاية لحد كده. 
لاء مش هاتمشي يا متر
قالها زين الذي عاد إليهم سريعا وهو يقف أمام الباب وهتف لبودا 
هاتو يا عبد الرحمن بابا لسه عايز يتكلم معاه بس المره دي لوحدهم فوق. 
اتجه اليه عبدالرحمن يحاول جذبه من ذراعه لكنه صاح وهو ثابتا في مكانه. 
بيجاد
لاء معلش كفايه اوي لحد كده انا خلصت الكلام اللي عندي ولازم امشي عشان أدبر اموري واقدر ارجع ابني بسرعة لحضني تاني. 
هتف يزن من وسط الشباب. 
اطلع معاه يا متر متخافش جدي أدام ندالك تاني يبقى هيساعدك وماتقلقش يابا كلنا معاك وفي ضهرك وايداينا هتبقى في ايديك لحد ما ابنك يرجع ليك تاني. 
ابتسم على كلامه واومئ له برأسه ثم صعد مع زين للأعلى ولكن هذه المره وقف منحني الرأس كاطفل صغير اذنب ويقف الان أمام ابيه ينتظر عقابه. 
عاصي 
واقف ليه اقعد! 
جلس أمامه متقبلا اي سؤال أو تعصب منه في صمت. 
عاصي 
انت شايفني غلطان لما ضربتك القلم ده 
بيجاد
يا ريت ابويا كان عايش وهو اللي ضړبني القلم ده من زمان يمكن مش كنت وصلت للي انا فيه ده دلوقتي. 
عاصي
انا كمان لما مديت ايدي عليك كانت ضربةاب بيحاول يفوق ابنه ويلحقه من الدوام اللي بيغرق نفسه فيها
تقدر تقولي انت فرقت ايه عن عمك او حتى عن المجرمين اللي بتتعامل معاهم. 
بيجاد
عمي!! انا اتظلمت كتير اوي منه كل اللي عملته معاه داه كان عشان ارجع حقي وحق اخويا منه. 
عاصي
بالتزوير وبسجنه ورميته في مرضه لحد ممات مش كده.
بيجاد
انت بتسألني وتحسبني على اللي عملته فيه! ماحدش بيشوف ليه اللي هو عمله فيا طب وقټله لابويا وغدره بأمي وبعدها غدره بيا دا كان عايز ېقتلني وبنته اللي اخدت الطلقه بدالي وماټت على أيدي دي الله الوكيل انا لولا انه وقع والمړض هده
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 31 صفحات