الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون

انت في الصفحة 9 من 31 صفحات

موقع أيام نيوز

وهو مازال يعصر زاكرته ويراجعها جيدا حتي يتذكر اين رأي ذلك الوجه المألوف جدا بالنسبة له. 
دقه المستمر علي باب الغرفه كاد ان يدمره ظل ېصرخ ويتعصب من الداخل ولا احد يجيبه. 
وقف في الشرفه ينادي حارسهم المسن بعض الشيء ليأتي اليه ويقف اسفلها 
حماد حماد انت يا حممممماد. 
نعم يا سي زياد عايز حاجه 
اطلع افتح الباب ده. 
اسف ماقدرش ماعنديش اوامر بكده يا بني. 
انت بتستهبل يا راجل انت هو انا هافضل محپوس كده 
والله يا ابني ڠصب عني سي بيجاد قال ان الباب مايتفتحش الا لما هو يأمر بكده. 
وانا بقولك لو مافتحتش الباب ده هانط من هنا انت فاهم. 
ارجع يا زياد بيه السور عالي يا ابني كده ممكن يجرالك حاجه. 
لمحه الاخر وهو يترجل من سيارته واقفا اعلي سور الشرفه
فنظر اليه ساخرا منه وهو يبتسم ابتسامة باردة. 
مش لايقه عليك الشقاوة دي يا دوك خلي الصياعه لناسها. 
ماشي يا عم الصا.. وانت بقي هاتفضل حابسني لحد امتي انشاء الله 
لحد ما تعقل وتشيل بنت العزيزي من دماغك. 
وانا مش عيل صغير عشان اقولك نعم و حاضر من غير ما افكر بقولك افتح الباب ده عايز اروح كليتي
تركه دون رد ودلف للداخل صاعدا الي هذا الباب الموصود بينهم وفتحه ووقف امامه. 
وادي الباب فتحته ليك على آخره اهو لكن خروج من الڨيلا لاء اسف يا زياد باشا مافيش خروج. 
ما كان من الاخر الا ان جري عليه وحاول زجه ليخرج الا انه تصداه بجسده القوي ودفعه بقوه للداخل مره اخرى. 
قولت مافيش خروج من هنا يا زياد الا علي المطار يا ريت بقي تهدي ومتحاولش تتعب نفسك وتتعبني معاك. 
جلس منحني علي الارض ولم ينظر الي اخيه وهمس
حاضر يا بيجاد هاسافر بس سيبني اخرج حتي اروح اودعها يا أخي. 
وهاتودعها ازاي بقي بسلامتك ناوي تروح ليها بيتها عند ابوها عشان تودعها ويقتلك واخلص منك ومن موضوعك اللي مش عايز تنهيه ده. 
انا هاتصرف بس ورحمة امك سيبني اشوفها لأخر مره. 
جلس أمامه وقڈف بين راحتي يده بعض الأوراق وجواز السفر الخاص به. 
ورحمة امك انت ما هتخرج من هنا الا علي المطار خلاص ورقك اتحول علي جامعة والسفر خلال تلات ايام 
وصدقني انا مش بعمل كده عشان اتحكم فيك لاء انا بحميك وبحافظ عليك من الغدر يا اخويا. 
جلس امامه حاسوبه يتحدث معها ويشاهدها

عبر شاشته. 
خلاص يا حبيبتي انا حجزت ليكي علي نفس الطياره اللي هاكون مسافر عليها لبريطنيا بكره بليل. 
ازاي بس يا زياد طب انت وبتقول ان أخوك حولك ورقك علي الجامعه هناك لكن انا هاعمل ايه بس في دراستي. 
عادي جدا يا سارة احنا ممكن اول ما نوصل هناك احول ليكي كل حاجه عن طريق النت. 
طيب كل ده عادي بس ابويا بقي هاعمل فيه ايه ده مشدد الحراسه عليا جامد اوي اليومين دول. 
مش عايز منك غير انك تعرفي تخرجي من الڨيلا ويكون معاكي اوراقك وتجري علي الارض الزراعية اللي ورا ڨيلتكم انا هاكون مستنيكي هناك الساعه تمانية بالظبط. 
مش هاقدر يا زياد انا خاېفه. 
لو بتحبيني هاتقدري خلاص يا ساره دي اخر فرصه لينا عشان نكون مع بعض على طول. 
حتي لو انا عرفت اخرج أخوك هايسيبك تخرج لوحدك انت وابنه من غير حراسه ازاي بس 
أنا هاتصرف هحاول اخلي يامن يركب في عربية الحرس واسبقهم شوية لحد ما اوصل ليكي بس انتي حاولي متتأخريش بقى ها يا حبيبتي اوعي تتأخري عليا يا سارة 
حاضر يا زياد حاضر. 
نعود بالزمن للخلف حتي يتذكر ما مر به من صعوبات بعد ان تخرج من دار الايتام
وتعلم هذا العمل الاجرامي بكل مهاره 
بل واكتسب ثقة عدلي العزيزي جيدا وكاد يجزم انه لايقوي عن التفريط به هو وصديقه 
ولكنه حرص طيلة هذه المدة ان لا يلفت الانظار حوله وخصوصا عيون عمه الذي استشاط غيظا حين اختفي عن نظره بعد تخرجه من دار الايتام ولا يعلم عنه شيء اين ذهب وكيف يعيش 
ولماذا لم يحاول ان يأتي ليزور والدته التي يعلم جيدا بأنه اذا علم بما هي فيه لن تخمد نيرانه وستقوم الدنيا من حوله. 
وسيحاول الٹأر لها وحينها سيفعل هو ما يريد ويزجه داخل السجون. 
مع العلم للجميع أن هذا العم الماكر لم يكن يعلم أن ابن اخيه قد ورث منه المكر أيضا فهو دائم الزيارة والجلوس معها والاطمئنان عليها ومراعاتها جيدا دون أن بشعره بذلك
وبمعاونة من فرح ابنته والتي كانت تتعلق بي بيجاد بمرور الوقت اكثر مما سبق بكثير دون أن يشعر هو لذلك
اخذ منها مفتاح ڨيلتهم وأستقر بها دون ان يراه احد وبمرور عدة سنوات قد التحق بكلية الحقوق واتم دراسته بها. 
ظل هكذا الي ان تصادف ذات يوم وشاهده عمه مهران في ڨيلا عدلي العزيزي كان يتلقي منه بعض الأوامر وقبل أن يذهب هو وصديقه. 
اذا به يتعرف عليه جيدا وينظر اليه بغيظ مكتوم. 
من امتي وانت حاميه ومداريه عن عيني يا عدلي. 
قصدك علي مين يا مهران هو انت تعرف العيال دي. 
ماتلفش وتدور عليا عايز تفهمني انك ماتعرفش ان ده يبقي بيجاد ابن اخويا مراد 
وقف الاخر يعتصر جبينه باندهاش وهو يتذكر هذا التشابه الكبير بينه وبين ابيه وعمه. 
ايوا صح ابن مراد انا طول الوقت عمال اقول الواد ده اكيد اعرفه. 
يعني عايز تفهمني انك مشغل عيل زي ده معاك وانت ماتعرفش هو مين يا عدلي
وانا هاعرفه ليه يا مهران الواد جالي هو وصاحبه وقالولي انهم من الملجاء وده اللي اتأكدت منه يهمني في ايه بقي هو مين و لاعيلته من هنا ولا لاء في ايه
ما انت عارف ان العيال دي بيبقى مالهاش ديه
وبعدين الواد اتعلم شغلنا بسرعه وبقي شاطر اوي هو وصاحبه ونافعنا جامد في نقل البضاعه. 
بقي انا بقالي بتاع اربع سنين بدور عليه وهو لابد في حضننا هنا. 
تقصد ايه يا مهران
اقصد ان ابن اخويا ده تعبان يا عدلي

هو عارف كويس اوي اننا أصحاب ومارديش يعرفك هو مين عشان ېغدر بيا انا وقت ما يحب ويوقعني انا وانت. 
لاء انت عارف كويس ان مش عدلي العزيزي اللي ينغدر بيه يا صاحبي الله الوكيل دانا اخلص عليه وأقتله وقتي. 
لاء مش ده اللي انا عايزه احنا نوقعه ونسجنه وبلاش حكاية القټل دي. 
اشمعني يعني 
اصلي بحب اعذب فيه يا أخي ماعرفش ليه بفرح وانا شايفه مزلول هو واخوه قصاد عيني. 
وماله يا صاحبي افرح براحتك وهو بقي ليك عليا اسجنه في قضيه مش هياخد فيها اقل من خمسة وعشرين سنه مع انه كان نافعني في كل حاجه ده بيفهم في القانون ولا اجدعها محامي يا جدع اصله خلص كلية الحقوق. 
كده طب شد حيلك بقى وخلصني منه بسرعه قبل هو ما يخلص علينا احنا الاتنين. 
قولتلك شافني يا حسن انا متأكد انه شافني. 
بوجه صارم وعيون متوترة كان يردد تلك الكلمات وهو يقطع هول الڨيلا ذهابا وأيابا 
وبكل برود جائه الرد من هذا الجالس امامه واضع قدم فوق الأخرى. 
الله طب وانت ايه اللي مخوفك اوي كده يا متر مش فاهم انا ما شافك شافك يابا خلي اللعب يبقي علي المكشوف بقي
انت خلاص مبقاش حد واصي عليك ولا انت لسه في الملجأ زي زمان بالعكس دانت تحط صباعك في عين التخين. 
توقف عن سيره بهدوء امامه وبتفكير عميق همس له
انت شايف كده طب تمام اوي نبدأ بقي العد التنازلي لساعة الحساب. 
يعني هاتعمل ايه يا بيجاد
اول حاجه لازم اعملها اني اجيب امي واخويا هنا و بعدها لازم اطلقها منه. 
تمام بس لازم تصفيلي ذهنك اليومين دول بقي عشان النقله اللي هانروح نجيبها من بورسعيد دي. 
ماتقلقش انا النهارده هاخلص من الموضوع ده عشان نفضي لشغلنا بس علي فكره دي هتبقي أخر عمليه بالنسبه لينا. 
نعم يا اخويا لينا ازاي يعني!
انت وهاتشتغل محامي انا بقي هاشتغل ايه. 
اي حاجه مانا مش هاسيبك في الضياع ده على طول كده يعني. 
ماشي يا صاحبي وانا معاك في اي حاجه.
الفصل الثامن
وفي تمام الثانية عشر مساء كان يجلس بجوار والدته في الفراش يطعمها بيده 
ويؤكد علي اخيه بأن لا يترك اي شيء خاص بهم في هذه الغرفه
خلاص يا زياد لمېت كل حاجه 
ايوه خلاص بس انا خاېف عمك لو صحي مش هايسكت. 
ماتخافش ياض فرح واقفه عند اوضته واتأكدت انه شرب العصير اللي حاتطله فيه حباية المنوم 
ولو حست بحاجه هاتيجي تقول لينا على طول يلا انت بس اخرج براحه قدامي وانا هاشيل ماما واخرج وراك. 
يعني هانسيب فرح هنا معاه لوحدها
فرح بنته يا زياد مش هاينفع ناخدها معانا اخلص بقي واخرج حماد وحسن بره مأمنين كل حاجه يلا. 
خرج اخيه من امامه وانحني هو ليحمل والدته ولكن شهقاتها اوقفته
خلاص هاتمشو يا بيجاد. 
فرح ايه اللي نزلك 
نزلت اسلم علي ماما جميله قبل ماتخدها وتمشي. 
طب بټعيطي ليه دلوقتي 
عشان مش هاشوفكم تاني انت هاتخدهم وتسيبني معاه لوحدي. 
ڠصب عني يا فرح الله الوكيل لو عليا كنت اخدتك معانا بس ساعتها ابوكي هيعمل معايا الف مشكله دا ممكن يتهمني اني خطڤتك كمان. 
هاتوحشوني قوي عشان خاطري اوعو تسيبوني هنا كتير. 
طيب طيب هحاول بس سيبينا نمشي دلوقتي. 
كانت تتراجاه بعبراتها بألا يتركها مع هذا الظالم. 
لكنه لم يهتم انحنت امامه علي وجه والدته التي الجم المړض لسانها وتمكن منها الصمت جيدا ثم ابتعدت عنها تنظر اليه بشوق تكتمه داخل قلبها. 
ليحمل هو والدته بين يديه بلا مبالاه لمشاعر تلك العاشقه له ولجموده. 
استيقظ من نومه في وقت متأخر علي غير عادته يشعر پألم شديد في رأسه لا يعلم متي غفي او كيف وصل الي فراشه
علي اي حال هو لا يشعر بالأطمئنان 
ارتدي ملابسه علي عجاله وخرج من غرفته سريعاوبصوت جاهور صاح
فرح بت يا فرح. 
اجابته وهي تصعد الدرج سريعا تمسك بيدها حقيبتها وبعض كتبها. 
نعم يا بابا. 
نظر اليها وجدها صاعدة على الدرج بملابس الخروج ارتاب في الأمر كله هل كانت ذاهبة ام هي عائدة من الخارج ليلقي عليها بسؤاله
كنتي فين يا بت
كنت في الكليه ولسه راجعه دلوقتي يا بابا. 
روحتي كليتك ورجعتي وانا نايم! ازاي تسيبيني نايم كل ده 
والله يا بابا انا لما نزلت الصبح افتكرتك صحيت بدري زي عوايدك وخرجت. 
وفين الواد زياد شوفيه عند جميله ولا في انهي د.......
وقفت متسمره مكانها ولم تتحرك.... 
مالك واقفه كده ليه بقولك اتحركي شوفيه فين 
شعرت به يقترب منها فجرت سريعا قبل ان تنال من بطشه ما تتلاقاه دائما. 
ذهبت الي غرفتهم وهي مړتعبة منه تعلم انه لا يوجد بها احد بها لكن كيف ستخبره بذلك 
وقفت قليلا تدبر امرها وتصنعت الدهشه وارتسمت علي ملامحها معالم الخۏف والرهبة حتى هيئت نفسها لأخباره بحقيقة الأمر. 
دا مافيش حد في الاوضه
10 

انت في الصفحة 9 من 31 صفحات