رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
متزايد شاعرة بخزي امام المراة التي اشفقت عليها لتلطف بابتسامة حانية تجيبها
يا خايبة انا بنكشك بس عشان اغلس عليكي واضحك معاكي غازي دي مش اول مرة يعملها هو كدة معود لما يكون مضايق ولا شايل الهم او عايز يختلي بنفسه تلاجيه يسهر في الحوش الوراني تحت عرش العنب يبص ع الخيل وياما غلبه النوم ع الكنبة هناك روحي شوفيه يمكن صحي ولا تلاجيه لساتوا نايم .
طب وانتي عرفتي ازاي انه نايم هناك شوفتيه يا جدة
لا ما شوفتوش بس عرفت لوحدي من شكل وشك انتي دلوك وشكله هو امبارح
اهتزت رأسها لها تدعي التفهم لتبرق عينيها فجأة مع انتباهها للكلمات
جصدك ايه بشكله وشكلي انتي فهمتي ايه بالظبط يا جدة
اطلقت فاطمة ضحكة رنانة تتميز بها رغم تقدمها في العمر لتردف بمشاكسة
اضطرت نادية لتزعن ذاهبة من امام المرأة المحنكة بكشفها وكشف ما تمر به مع زوجها هذا عيب السكن مع نساء كبيرات في العمر وخبيتثات في الفكر
غازي انت بيت هنا صح وسيبتني ليلة امبارح
غلبني النوم بعد ما سهرت هنا يا نادية عادي يعني.
اقتربت بتحفزها تردد باستهجان
هو ايه اللي عادي يا غازي ما تجول انك زعلان ولا مش طايج تنام ع الفرشة جمبي احسن .
تمتم بها مبتأسا ليترك ما بيده ويقابلها في الوقفة مردفا
وايه اللي هيخليني مش طايقك يعني شوفتيني واخد جمب منك مثلا ما انا جدامك اها وبتكلم معاكي ولا هنعمل زي العيال الصغيرين ونتنفخ ونزعل من بعض على اي حاجة تافهه.
بجرأة ادهشته وجدها تقرب نفسها منه تواجهه بشجاعة وانفعال
لا هي مش حاجة تافهه يا غازي بدليل ان نفسك مجبلتهاش ولا اتخطتها بس انا والله ما كنت اجصد كنت سرحانة ساعتها وغلفت انك.......
قاطعها بسؤاله بحدة انتبهت لها وقد اشتدت ملامحه واشتعلت عينيه بنيران استعرت من داخله بفراسة انبأتها لما توصل اليه بذكائه الحاد.
ابتلعت تحاول التصليح من خطأها
يا غازي انا جاية عشان نتفاهم مش نوسعها مع بعض.
ظل صامتا عاقد ما بين حاجبيه ولكنها لم تستسلم لتزيد من قربها واضعه عينيها ڼصب عينيه
خرجت كلماتها الأخيرة بهمس اطفئ بعضا من وهيج النيران بداخله لا ينكر انه سعيد بما يلمسه من تقدم منها ولكن قلبه المكتوي بعشقها لا يتحمل حتى التخيل انها تفكر في غيره في أشد أوقاتهم حميمية حتى وهو يعلم ان الأمر ليس هينا عليها ايضا.
سألته برقة ونعومة تستجدي رضاءه
هتفضل ساكت كدة كتير مش ناوي ترد عليا يا غازي
زفر يطرد دفعة كبيرة من الهواء المشحون بصدره وما هم ان يجيبها حتى اوقفه الصوت الصغير
هتلكبني الحصان يا عم خازي
ارتبكت تبتعد عنه سريعا لتلتف نحو صغيرها الذي هرول فور ان اشار اليه الاخر ليقترب وقد تمالك زمام امره سريعا ليتلقفه بين ذراعيه طابعا على خده عدة قبلات بحنو قبل ان يضعه فوق الحصان لينتبه اليها بعد ذلك وقد اعوجت ثغرها للأسفل بطريقة فكاهية كادت أن تضحكه قبل ان يطالبها
خلاص انتي روحي دلوك ونأجل كلامنا احنا بعدين.
مطت شفتيها بضيق قائلة قبل ان تذهب
ماشي يا غازي اجل على كيفك كمان.
نظر في أثرها وهي تذهب رافعا حاجبا واحد بتفكير جلي لا يدري ان كان يفرح بفعلها ام يحزن لاستمرار تعلقها بالماضي وهذا الشيء المهين لرجولي.
بمشاعر متضاربة جمعت ما بين الفرح لارتداء الملابس العصرية الجديدة والتي اعجبتها بحق وما بين حنق شديد
لقد ثبت اليها بالدليل القاطع الان