الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 46 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

تتحاشى ان تخذلها
افطروا انتوا بالهنا يا مرة عمي انا ماشية اصلا دا ميعادي في زيارة المرحوم عن اذنكم.
قالتها لتتحرك على الفور ذاهبة وتتمم سکينة من خلفها بأسى
اذنك معاكي يا بنتي تعيشي وتفتكري يا حبة جلبي.
قالتها ثم انتبهت على ابنها الذي تجمد في متابعتها وهي تذهب وحسرة ارتسمت على ملامحه الجامدة تشطر قلبها المعذب بالحزن عليه وما جناه بفعله
.
هل طالت الايام ولم يشعر هو بها لقربها منه تبا انه لم يمر سوى اسبوعين منذ زواجه الصوري منها ولكن قلبه المعذب يتألم لألمها جزعها على شقيقها الذي طالت غيبوبته لتقارب الشهر تجعلها زهرة ذابلة امامه لولا انه يجبرها بإلحاحه على مشاركته الطعام لما وضعته بفمها ابدا كيف السبيل ليجعلها تفرح
زفر قانطا في محاولة منه لمخاطبتها
عاملة ايه في كليتك الجديدة قدرتي تندمجي ولا لسة برضوا مش قادرة تسايري الجو الجديد
سألها ليفك جمودها قليلا حتى يسمع صوتها الذي يفتقده برغم وجودها معه في منزل واحد فكانت اجابتها كالعادة باقتضاب تومئ بهز خفيفية من رأسها
حمد لله تمام الزملا هناك محترمين واكيد مع الوجت ان شاء الله هصاحب واندمج.
ان شاء الله أكيد انتي بس اضغطي على نفسك
شوية في مرافقة نانسي على ما تاخدي ع الدنيا هنا وتتعودي وبعدها اقلبيها براحتك ولا تعبريها حتى.
تبسمت بخفة لدعابته المقصودة عن ابنة خالته لتهديه نظرة ممتنة قبل ان تعود لطعامها

الذي تتناوله بدون شهية كالعادة.
وتطلع هو اليها بنظرة حانية على قدر ما تحمل داخلها من عشق مدفون لم يتمكن حتى الان من البوح به على قدر ما تحمل من شفقة تؤلمه لهذه الحالة التي هي مازالت بها ولا تمكنها من التعايش او المضي قدما في 
طريقها أو العودة لشخصيتها الأولى التي عرفها بها المشاكسة المرحة يشتاق بشدة لهذه الايام وهذه المواقف التي جمعهتما قبل ذلك في احب الأماكن على قلبه ولكن ما عليه الان سوى الصبر
امتدت كفه فجأة لتعانق كف يدها الصغيرة ليخطف انتباهها نحوه مخاطبا لها
انا عايزك تتأكدى اننا مش ساكتين غازي كل يوم معايا لحظة بلحظة يتابع الجديد عمرنا ما هنسكت عن حق اخوكي..
رمقته بنظرة لن ينساها ابدا وكأنها تعبت ولم تعد بها طاقة للتحمل
انا مش عايزة حق انا عايزاه هو نفسه هو يجوم ويجيب كل حاجة حتى لو مجابش كفاية يجوم وياخذني فى حضنه .
هتفت بالاخيرة تبغي نزع يدها من قبضته كي تهرب بدموعها بعيدا عنه ولكنه كان الأسرع ليجذبها فجأة بقوة فيضمها اليه مشددا بذراعيه عليها يتلقى نشيج بكائها على صدره وسيل الدموع اڠرق قميص حلته ظلت على هذه الحالة لمدة من الزمن
يربت على ظهرها بحنو وكفه الأخرى تمسح على حجاب رأسها الذي لم تخلعه ابدا في حضرته وهو لم ينبهها او ينهرها على ذلك رغم عڈابه لكل شيء يشتاق اليه منها ولكنه لن يضعط او يذكرها بصفته كزوج يكفيها ما تعانيه وهي صغيرة وبريئة لا تعي لأي شيء مما يدور برأسه المنحرف.
حينما هدأت اخيرا رفعت وجهها اليه فتقابلت عسليتها بخاصتيه تحدث يمسح بإبهامه اثر الدموع على وجنتيها
الجميل هدي خلاص ولا لسة بقى هتشغلي حنفية الدموع من تاني بالمرة ياللا قبل ما اغير القميص اللي غرفتيه.
قال الأخيرة يجذبها بلطف اليه مرة أخرى حتى ضحكت لطرافته تلهب قلبه بروعة الملامح الباكية حينما تحولت للضحك فجأة حتى لم يقوى على كبت شعوره ليقربها إليه دون سابق إنذار طابعا قبلة متطلبة على جبهتها جعلتها تطالعه مبهوته لتركض بعد ذلك من امامه دون استئذان
ليغمغم ناظرا في أثرها محدثا نفسه بلوم وبؤس
دي بوسة بريئة ع القورة! امال لو نزلت ودوقت العسل من الشفايف كنتي عملتي إيه...... طب يمكن طولت شوية!
وصلت بما تحمله على الصنية الفضية الكبيرة لتهتف بالاطفال بمرح
الحلو وصل يا ولاد 
والله دا انتي اللي ما في احلى منك.
تمتم بها غازي قبل ان يعود لمتابعة مكالمته الهاتفية من داخل الشرفة الواقف بها وعيناه تتابعها بعشق وهي توزع الحلوى على اطفاله بحنانها ورقتها ف التعامل معهن تسر القلب والعين بحق.
الووو يا غازي بيه انت سامعني ولا لأ
انتفض من شروده على صوت من يحدثه عبر الاثير في الناحية الأخرى ليتحمحم مجليا حلقه يستعيد اتزانه
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 89 صفحات