رواية بني سليمان بقلم زينب سمير
ايضا تأكد ان واجد هو الحارق لمصنع العائلة لكن الفرق بينهم ان واجد يضرب بالخفي لكن سليمان لا ېخاف يضرب بالعلن ويقول انا الفاعل لكن هل هناك دليل
هناك فرق بين رجلا له من الدهاء ما تنحني له الرؤوس ورجلا تعميه الكراهية عن التفكير والمنطق
الأن بدأت الرؤية توضح له اخيرا أنها حرب داخلية تنشب بينهم بين أفراد عائلة آل سليمان ولا يريدوا أن يتدخل
وقف سليمان وأغلق زر جاكيت بذلته مد يده ليسلم عليه قبل ان يقول مودعا
_استئذن انا ياباشا وطبعا مش هقولك لو في دليل ضدي فأتصل بيا وانا هجيلك بنفسي
اؤما بنعم وقد كان يعلم انه اذا انقلب قردا لن يجد ما يثبت علي سليمان فعلته
دخل لغرفة مكتب عليا التي من خلالها يدخل لمكتبه هو هتف بينما يتوجه نحو باب مكتبه
امسكت مفكرتها وقلم وتابعته بخطوات عاجلة جلس علي مكتبه بأرهاق واغمض عينيه ل اللحظة بآلم قبل ان يعاود فتحها سريعا و
_اول حاجة اعمليلي فنجان قهوة تاني حاجة اكتبلي في ورقة اي طلبات ممكن البيت يحتاجها وابعتيها لزاهر وقوليله يشتريها ويوديها ل المدام و
قاطعته بعيوم متوسعة مصډومة
_مدام مين
صمتت قبل ان تتابع بصړاخ
كان يظهر عليها من الصدمة ما جعله يعتدل في جلسته ويتنهد بضيق قبل أن يشرح
_مش زاهر انا
كانت حدقتي عينيها فقط متسعتين الأن هما يكادا يخرجا من مكانها من الزهول اشار لها بتحذير بأصبعه قبل ان يهتف بشرر
_مش عايز أقولك هيحصل اية لو الموضوع دا طلع برة الاوضة دي محدش يعرف بالجواز غيرك انتي وزاهر لو حد عرفه ھقتلك انتي وهو
_في بضاعة في دي توديها لشركة
قالت باعتراض
_لا يافندم بضاعتهم لسة هتخرج من المصنع كمان تلت ايام
قاطعها
_اعملي اللي بقولك عليه ياعليا والبضاعة البديلة اللي هتخرج كمان تلت ايام هتروح ل
قاطعته بزهول رادفة
_ازاي دي بضاعتهم كانت هتخرج بعد اسبوعين!
_نفذي اللي قولت عليه ياعليا من غير كلام لو سمحتي
اؤمات بحسنا وخرجت علي مضت فكانت تريد ان تتحدث معه عن الكثير ومن أهم ما تريد أن تعرفه من تلك التي تزوجها وكيف وأين هي وو وو والأف الأسئلة التي راحت تدور في رأسها
اعطته الورقة التي دون فيها أسماء المشتريات وقالت بينما تحاول أن تتلاشي النظر لعيناه
اؤما بتفهم وقد أستعد ليغادر ببرود كما المعتاد قبل ان تقاطع ذهابه بصوتها
_زاهر
نظر لها بمعني نعم لكنها لم تجد ما تقوله فتنهدت بيأس وهي تنظر ارضا تحبه بل تهيم به لكنه باردا الي حد الجليد
كانت تظن أنه ربما بارد لتأثره ببرود سيده لكن ها هو سيده يكسر البرود ويتزوج ومازال هو كما هو بارد لا مبالي
دخلت ليان وشيري الي محل العطور الخاص ب بيسان وعلي شفتي كلا منهم بسمة جميلة عندما رأوه مفتوحا اليوم فطوال الايام الفائتة
كان مغلقا لدرجة أثارت الريب في قلوبهم من أن يكون قد أصابها شيئا
لمحتهم فتقدمت بيسان منهم بوجه مبتسم نجحت في رسمه جيدا واخفت خلفه جميع مرارتها من تلك الحياة سلمت علي ليان التي اقتربت وضمتها بشوق لا تعلم متي شعرت به لكنها حقا افتقدت بسمة بيسان الجميلة
ليان بشوق جارف
_وحشتيني اوي اوي كنتي غايبة فين كدا وسايبة محلك
ظهر الحزن في عيونها لكنها حاولت ان تخفيه وهي تجلي صوتها لتقول
_كنت تعبانة شوية بس الحمدلله بقيت أحسن أنتي اخبارك اية
ونظرت لشيري متابعة
_وانتي ياشيري
هتفت شيري بسعادة
_انا تمام اوي
طالعتها بتعجب ونظرت ل ليان بأستفهام من حالة البهجة المسيطرة علي الأخري التي قالت بدورها ضاحكة
_اصلها كانت واقعة في واحد مكنش حاسس بيها واخيرا الايام دي عرفت تلفت انتباهه وتجننه فھتموت من الفرح
عندما جائت سيرة الحب غص حلقها فجأة وقد شعرت انها أوشكت علي البكاء تتمني من داخل قلبها لو أنها تستطيع ان تقول لها لا تحبي لكن فلربما يكون حظ شيري أوفر من حظها
فلربما يكون الذي تحبه رجلا ذو مبادئ ولا تكون لديه نفوذ يستطيع بها أن يكسر وېحطم أي شئ في طريق وصله إلي ما يريد
لاحظت ليان شرودها والحزن الذي بدي عليها فقالت عارضة عليها
_رايحين انا وشيري نتغدي برة ونشم شوية هوا تحبي تيجي معانا
تطلعت لهم بتردد وتفكير فهي تريد حقا أن تتحدث معهم لتتعرف عليهم أكثر فهي تشعر بالراحة معهم كما أنها لا تريد أن تبقي وحيدة ف تفكيرها لا يتركها بحالها وهي تكاد تجن منه
لذا نظرت ل ساعة الهاتف وجدت أنها وصلت ل الرابعة عصرا أي ما زال علي المغرب الكثير ولم يحن وقت عودتها ل المنزل بعد حسنا ستذهب معهم ل التسكع قليلا ثم ستعود لن يحدث شيئا
نظرت لها واؤمات بموافقة وهي تبتسم بأشراق طري عليها فجأة لفكرة خروجها خارج سجن الافكار الذي لا يتركها في حالها منذ ما حدث لحتي الأن
فتح الباب ودخل أحدهم فقال سليمان بضيق وهو يريح رأسه ل الخلف بتعب
_يووه ياعليا مش قولتلك آجلي كل حاجة لوقت تاني وسيبني لوحدي شوية
جاءه صوت رجولي
_بس انا مش عليا ياسليمان انا حسان صاحبك
فتح سليمان عيناه واعتدل في جلسته سريعا ينظر لحسان الذي راح يقترب منه بنظرات متسألة عن سبب مجيئه جلس حسان علي المقعد المقابل لمقعد سليمان نظر له مطولا قبل ان يقول ببسمة حانية
_تصدق وحشتني ياصاحبي
قال بصوت حاول ان يجعله صارم بارد
_عايز اية ياحسان باشا
حسان بسخرية مريرة ف الماثل امامه كان في يوما ما اخا له لا يتردد في ان يناديه ب ياض او يلقنه ب سب ما والأن يعامله بكل رسمية! يالسخرية القدر
قدم حسان مجلد ورقي له وهو يقول موضحا سبب زيارته
_عايز أرجع اللي بينا ياسليمان دا دليل علي
خېانة ولاد عمك ل المرة التاسعة التمن مرات الأولين كنت ببعت الورق في ظرف من غير اسم بعد ما يسرقوه ويجيبوه ليا او يودوه ل غيري وانا أتصرف وأجيبه
لكن المرة دي مختلفة المرة دي قولت لازم أدافع عن حقي في حياتك ياسليمان انا اللي أستاهل تسيبهم علشاني مش هما
انا اللي أصيل ياسليمان وفاكر العشرة والعيش والملح اللي بينا مش هما انا اللي كل ما يحاولوا يوقعوك كنت بساعدك تقوم من غير ما تعرف وانت علشانهم سبتني علشان غلطة واحدة بس رغم أنك سمحتهم علي ألف غلطة عملوها في حقك
نظر له سليمان بهدوء هدوء طال الي بعض الوقت قبل أن يتنهد عاليا ويقول بتعب وأفصاح
_انا أتجوزت أمبارح ياحسان أتجوزت اللي خلتني قبل ما أفكر في اي حاجة ضدهم أفتكرها هي الاول
خاېف لتروح مني ياحسان لو راحت لا هسامح نفسي ولا هسامحهم طول عمري لو فكروا يأذوها يمكن وقتها فعلا أنسي الډم وأخلص عليهم ولو فيها نهايتي
انا بحاول أبقي متماسك وأبين ليها أنها بس مجرد واحدة حبيتها واتجوزتها علشان تبقي ملكي بس انا مړعوپ
انا حبيتها كل الحب اللي كنت كاتمة في قلبي كل مشاعري دلوقتي وجهتها ليها وبس كل الخۏف والقلق اللي ماحسيتش بيه قبل كدا دلوقتي خاېفه عليها هي انا خاېف ليأذوها ياحسان
قال اخر عبارة وقد أدمعت عيناه بقوة لا يعلم حسان ماذا يفعل ايفرح لان صديقه وجد الحب الحقيقي أم يحزن علي حاله!
ترك كل أفكاره تلك جانبا وتوجه نحوه ربت علي كتفه بحنان اخوي صادق و
_متقلقش ربنا هيعوضك عن كل حزنك بيها ان شاء الله وهيحفظها ليك
سليمان بتمني
_بتمني ياحسان بتمني
حسان ببعض المرح
_مين هي دي بقي اللي قدرت علي الراهب سليمان باشا ووقعته في حبها ل الدرجة دي
أبتسم سليمان وشرد بعيدا فيها كأنه انتقل الي عالم أخر لا يوجد به إلا صورتها ببسمتها الجميلة ونطق بصوت هائم
_بيسان
توسعت عينا حسان بزهول وعدم تصديق لقد تمني لسليمان ان يقع بعشق فتاة لا مثيل لها ولقد فعل ف بيسان تلك يكن لها في قلبه مساحة ليست بصغيرة
فمنذ ان تعرف عليها وعلي محل عطرها المميز بعطره المميز الذي بات لا يضع ألا من سواه وهي أصبحت واحدة من المهمين في حياته
ربت علي كتف صديقه وقد خرج من شروده و
_المهم صافي يالبن!
_حليب ياقشطة ياسيدي
ونهض عن مقعده ليحتضنه بشوق اخوي واخيرا عادت المياة لمجاريها وعاد رابط الصداقة والاخوة بينهم من جديد
الساعة الثامنة مساءا بأحدي الكافيهات وجدت بيسان زاهر يأتي فجأة ويقترب منها ويهمس لها بصوت خاڤت
_بيسان هانم سليمان باشا بيقول لحضرتك اتأخرتي ياحبيبتي
نظرت لساعتها ثم انتفضت بفزع عن مقعدها فات الوقت بدون شعور منها نظرت لزاهر الذي كان يبدو علي ملامحه التوتر مما أكد لها أن سليمان غاضب
وهو تؤمي بنعم بارتعاش و
_قايمة حالا
ليان وقد لاحظت توترها
_في حاجة يابيسان ومين دا تعرفيه
بيسان
_لا مفيش ياليان بس لازم أمشي علشان اتأخرت
وأسرعت بالمغادرة دون أن تتحدث تابعت ليان رحيلها بتعجب بينما قالت شيري وعينيها معلقة علي زاهر السائر خلف بيسان
_الراجل دا انا حاسة أن وشه مألوف عليا اوي ياتري مين وقالها أية خلاها أتفزعت كدا
ليان بحيرة وهي تهز كتفيها بجهل
_معرفش
شيري بأصرار وقد تمكن منها الفضول كالعادة
_بس انا هعرف ومش هسكت لحد ما أعرف كمان بيسان اختفت فين الكام يوم اللي فاتوا دول أصل حكاية تعبها دي مدخلتش دماغي خالص
_الفصل الخامس عشر
! أعتراف !
إلي ما لا نهاية إلي حتي الفناء وحتي إختفاء البشر سأظل أحبك
فتحت باب المنزل ودخلت فتفاجئت بسليمان جالس علي أول مقعد يقابل وجهها كان يريح رأسه علي مقدمة المقعد يغمض عينيه بأرهاق ظاهر جليا عليه
من مظهره هذا شعرت وكأنه غافي في نوم عميق فأقتربت منه قليلا وبقيت علي مقربة خطوتين منه نظرت لملامحه بشرود متأملة أياه
سليمان رجل وسيم لا يستطيع احدا ان ينكر هذا ملامحه جذاب منحوتة عند التدقق في تفاصيله ستغرق فيها بلا شك ما يزيد من وسامته ربما شخصيته التي تفرد نفسها دوما
شخصية مسيطرة حكيمة قوية رجل ثابت الخطوات مدرك ل ألاعيب من حوله يعرف كيف يتصرف ومتي لا تشغله التفاهات ولا يحب ان يخسر امام احد حتي هي أصر ان يكسبها مهما كان الثمن
فاقت علي صوته الذي خرج فجأة ومازال كما هو مغمض العينين
_اتأخرتي
بوسط بحره الذي غرق فيه هذا خرج صوته المتحشرج
_خرجتي من غير ما تقوليلي