رواية ساكن الضريح الفصل التاسع والثلاثون
رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون
تاني يا حبيبتي. لاء يا مالك انا صاحيه اهو. طب عاملة ايه دلوقتي طمنيني عليكي. انا كويسة الحمد لله انت بتتصل ليه بالتليفون هو انت خرجت تاني حاول أن يلعب بأعصابها ليفهم اذا كانت تريده ام هي منزعجة من وجوده معها. اه خرجت انا مروح بيتنا يا شذى. كده يا مالك يعني هاتسبني تاني. قالتها متلهفه بسرعه لتجعل قلبه يرقص بين اضلعه ليتحرك سريعا باتجاه بيتهم قبل أن يخفق و يعود اليها. اعملك ايه مش انت اللي مش طايقة ريحتي هاروح اخلص منها عشان اعرف اضمك من غير ماتبعديني عنك بقى. زفرت أنفاسها براحه أثر تصريحه همست له بنعومه تجبر الحديد ان يلين. اه طب ماتتأخرش عليا لو سمحت بقى عشان انا عايزة احط راسي على رجلك و تقرا ليا قرأن. فتح باب البيت بمفتاحه و ولج منه ليهمس لها بحب. عيوني يا روحي قوليلي محتاجة حاجة من هنا اجبها ليكي. لتردف سريعا مغيرة مود الحب و اللهفة الي مود الشهية المفتوحة. ايوه بقولك ايه في كيس مكسرات وكاجو كبير انت كنت جايبه لي عندك انا عايزاه لو سمحت و كمان عايزة رنجة و معلش ممكن تشتري ليا موز من عند الفكهاني و انت جاي. ليتأفف من هذا المود المتقلب المسمى بالوحم و يهمس ساخرا. و أرفانه من ريحتي يا شذى. لتصرخ فيه منزعجة. قصدك ايه خلاص مش عايزة منك حاجة. ضحك من قلبه على تقلبها ليردف لها. انا مش قصدي حاجة يا روحي دانا عيوني ليكي كل اللي تطلبيه أوامر بالنسبة ليا و هاجبلك كل اللي انت عايزاه. تسلملي يا حبيبي ماتتأخرش عليا بقى. حاضر يا ستي اقفلي بقى عشان اجيلك بسرعة. اغلق معها بعد السلام راضيا كل الرضا بهذه الكلمات الرقيقة التي اراحت قلبه ذهب سريعا الي المرحاض. هل يعقل ان ينسى صاحبه و الا يشكر ربه على هذه الهدية التي وهبه اياها. لا و الله لن تحدث له في يوم حتى يفعلها الان. ليترجل من بيته مرتديا جلبابه و عبائته الصوفية مطوية على كتفه متجها نحو ضريح الحسين. صلى فرضه و ركعات لا حصر لها شكرا لربه و جلس بجوار الضريح يهمس لصاحبه. ياه يا حسين انا فرحان جدا لاء مش بس فرحان انا هاطير من فرحتي أخيرا حسيت اني مطمن و بالي مرتاح و انها عمرها ما هتحاول تبعد عني تاني مش كده و بس دي كمان هاتجبلي طفل منها روح تانية هاتربطنا ببعض و تخلينا عمرنا مانفكر نسيب بعض مهما حصل انا حاسس اني كل مدى بحبها اكتر ربنا يخليها ليا و يحفظها هي و اللي في بطنها يا رب. احضر لها ما تريد و بعثه الي البيت مع طفل من أطفال الحي و ظل يبحث عن ابيه فهو لم يراه من وقت حضوره حتى الآن. كان يظن انه سيجده في الضريح لكنه خاب ظنه ثم ذهب إلى التكية ليبحث عنه هناك وأيضا خاب ظنه و حين التم عليه بعض الرجال اضطر ان يقف معهم ليلقي منهم الترحيب و يرد عليهم بمثله بكل محبه و لباقة في الحديث. حتى ظهر والده امامه ممسكا بحقيبة ورقية مغلقه يحملها على ذراعه. و بعد أن احتضن والده ملقيا عليه السلام بدئ يسأل عما بيده. وحشتني اوي يا حاج و الله. يلا يا بكاش بقى انا برضو اللي وحشتك على العموم هاعديها ليك دي بس قولي انت جيت امتى. من بدري بس انت اللي كنت مختفي دانا لفيت عليك الحي كله و انت اللي كنت مختفي انت كنت فين صحيح. فتح تلك الحقيبة بيده مخرجا منها بعض الحلوى مردفا بلمعه عينه و الفرحه تشع منها. شكلك ناسي النهاردة ايه في الأيام يا دكتور انا كنت بزور السيدة زينب رضي الله عنها و كمان يا سيدي كنت بجيب شوية طلبات طلبها مني اعز انسان على قلبي دلوقتي. اومئ له يظن انه مستفهما معني حديثه. اعز انسان على قلبك تبقى امي خير يا ابويا امي طلبت ايه منك و رحت المشوار