رواية نسائم الروح الفصل الثاني والعشرون
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
همت ان تسألها حتى وجدتها تخفي عنها الهاتف للناحية الأخرى لتزيد عليها من توجس
روح انا ليه حساكي متغيرة!
متغيرة كيف يعني
شاردة ومش بعادتك حتى وانتي بتهزري وتضحكي حاسة دماغك مش معانا.
ابتعلت ريقها الذي جف بتوتر وقد اربكتها بملاحظاتها الدقيقة لها في هذا الوقت القصير من جلوسها معها فخرج ردها في تبرير
يا نادية انا مخي مشتت اليومين دول في المشروع ما انتي عارفة احنا خلاص جربنا نفتتحه.... اا انا بحاول بقدر الامكان انه يطلع بالمستوى اللي بتمناه ادعيلي بس ربنا يوفقنا.
يا ستي ربنا يوفقك..... بس متزعليش مني في التدخل....
صمتت برهة ثم باشرت في استفسارها
انتي خبيتي عني التليفون بمجرد ما جعدت جمبك ودي اول مرة تعمليها خصوصا وانتي عارفة اني مش فضوليه للدرجة التطفل على البص في تليفونك بس معنى انك شيلتيه فجأة يبجى كان في حاجة وانتي خاېفة اني المحها.
انا اسفة يا روح بس انتي اختي.....
مش هو يا نادية والله.
قاطعت بها توضح
او ممكن يكون الأمر يخصه بس انا بعمل كدة عشان عايزة اخلص من خلجته ويبطل يطاردني نهائي بعد كدة.
يطاردك
ايوة بيطاردني.
طب ومبلغتيش اخوكي ولا جوزك ليه
عشان يوجع فيها جتيل ولا العيلتين يدخلوا ف دوامة الطار بسبب واحد زي ده جوزي غيور وجوزك متهور .
طب يعني انتي كدة هتتصرفي ازاي انا كدة خۏفت اكتر.
تبسمت بثقة تجيبها
انا دلوك هعمل يا نادية بجالي أيام وليالي ببحث وادور لحد ما عرفت كل حاجة والنهارده هخلص.
يا مري تخلصي ايه فهميني زين الله يرضى عنك .
هفهمك بس ثواني ابعت رسالة مهمة وجبل كل شيء اوعديني ان الكلام ده ميطلعش لمخلوج.
لتجسر نفسها قاطعة الوعد لها
اوعدك.
في غرفتها القديمة والتي اشتاقت لها بعد غياب طال هذه المرة نتيجة لتجبره ومنعها عن زيارة والديها بقصد ولأوهام اختلقها في عقله المړيض كما اصبحت تصنفه هذه الأيام نتيجة طبيعية لما وصلت اليه معه
على فراشها وبجوار اشقائها كانت تشاهد المسلسل المفضل على الشاشة الصغيرة التي يملكونها وكأنها تسترجع ايامها السعيدة حينما كانت لا تحمل هما ولا تعرف معنى للحياة سوى بمجموعة احلام وردية وأدها الواقع الذي أصبحت تعيشه الان امرأة متزوجة محملة بمسؤوليات لابد من الوفاء بها ومطالبة بأشياء ان لم تفعلها تنقص منها كأنثى.
هتفت بها والدتها نحو الصغيرات لينهضن سريعا في استجابة فورية لما تفوهت به وتنجح خطتها هي في صرفهم ثم تجلس قبالها متمتمة بمرح
كل مرة كدة ولا اكنهم بيدجوها.
عقبت من خلفها بابتسامة هادئة
سيبوهم ياما يفرحوا ربنا ما يحرمهم من داخلة ابوي عليهم ولا بمجايبه ليهم دي احلى ايامهم.
تفوهت والدتها بالكلمات بنبرة تملؤها الدهشة لتضغط بدون وعي منها على چرح اصبح يتوسع مع الايام لدى ابنتها التي خبئت ابتسامتها وتغضنت ملامحها بحزن شعرت به المرأة لتسترسل سائلة
هو الواد دا لسة معكنن عليكي مهديش على حيله ولا كن عشان يعجل ويحمد ربنا انا مش عارفة