الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 10 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

عليكم.
كبتت على فمها تكتم وابل من الشتائم والسباب حتى لا ينفذ تهديده فهي الأعلم بحجم عناده وغباءه
انتظرت على اغلق عليه باب الغرفة لتغمغم پقهر في اثره
روح يا فايز ربنا يسخطك قرد ولا تغور في مصېبة ما حد يعرفلك طريج بحق كسرتك لخاطري يا بعيد
دلفت الى الغرفة ممسكة بيدها الجلباب المنشي بعدما قامت بكيه بنفسها تتخذه حجة الان لفتح اي حديث معه يزعجها هذا الهدوء المبالغ فيه من الأمس من جهته وهذا التجاهل المقصود في تعبير واضح لڠضب يخفيه رغم كل ما يقوم به معها من افعال تبدوا طبيعية تعترف الان بخطأها وقد بالغت في صب جام ڠضبها عليه وهو لم يقابل فعلها بالمثل بل ضمھا الى صدره ليخفف من ارتياعها قبل ان يأخذها الى سليمة لتريح قلبها بالأطمئنان عليها
وقفت تراقبه وهو يصفف شعر رأسه بعدما خرج من المرحاض لا يدندن ولا يشاكس بنظرات عبثية نحوها يبدوا عليه الشرود والهم. حتى لم ينتبه لدلوفها فلم يسخر كعادته من خجلها وهو الان عاري الجزع ولا يرتدي سوى بنطال لا تدري متى تمكن من بناء هذا الصدر العضلي البارز حتى تميز عن جميع ابناء العائلة رغم اشتهارهم بالبنيان القوي والبأس
تحمحت تجلي حلقها وتجسر نفسها وهي تخطو لتقترب منه حتى جعلته يستفيق من شروده فينتبه ليطالع انعكاس صورتها في المراة حتى تكلمت تخاطبه 
اا الجلبية انا جهزتها وكويتها 
بفراسة شديدة لم
يخفى عليه محاولاتها الضعيفه في فك جموده معنى هذا انها تنتبه لفعلها وتعلم بخطأها وعتابه المكتوم لتحاول باستحياء كشفه هو بحنكته من أجل ترضيته..... تبدوا اشارة جيدة
!
توقف يلتف ليطالع حيائها الشديد دون ان يكلف نفسه برفع يده ليتناولها منها مما جعلها ترفع ابصارها اليه باستفهام اجاب عنه بمكر
حاسس يديا التنين تجال علي كانهم اتملخوا من شندلتي مع الحصان الحرنان امبارح ممكن يا نادية تلبسهاني انتي .
في البداية شعرت بالشفقة وقد انطلت عليها كذبته مع تذكرها لسيطرته بصعوبة على الحصان الذي غلب جميع الحراس في الركض خلفه بالأمس 
لكن سرعان ما استدركت لمطلبه لتطالعه متوسعة العينان بعدم استيعاب وهي تقيس بنظرها فرق الطول بينها وبينه
البسهالك كيف يعني ايه اللي انت بتجوله دا يا غازي
اقترب منها وعيناه المشاغبة عاد اليها بريقها ليشاكسها برده
ما انا بجول دراعاتي التنين مملوخين يا نادية ومش جادر ارفعهم.
قارعته بالرد لتضحض حجته
بس انا داخلة عليك دلوك وكنت بتسرح شعرك يعني بترفعها يدك اها.
برر سريعا لها
دي كانت يد واحدة واهى كمان وجعتني.... هتلبسيني الجلبية ولا انده بسيوني من برا
يا مري لاه استني.
اعترضت بحرج لتطيعه مزعنة وتعدل الجلباب على وضع الارتداء سريعا ثم ترفع بذراعيها وتشب على اقدامها في محاولة يائسة لتنفيذ مطلبه دنى هو مقربا رأسه لتتمكن من إداخلها داخل محيط الجلباب ثم تنزل بالقماش على باقي الجسد وقبل ان تفعلها جيدا شهقت بفزع وهي تجد نفسها مرفوعة عن الأرض بعدما غافلها وحملها حتى خرج صوتها بدهشة اختلطت بفزعها
يا مراري انت شيلتني كيف مش دراعك واجعك ولا انت بتضحك عليا يا غازي
جلجلت ضحكة مناكفة منه ليفاجأها بقوله
وافرضي انه واجعني دا هيخليني اضعف عن شيل مرتي واهو بدل ما رجلك تشب لفوج عشان تحصلني رفعتك انا عشان اسهل الأمر عليكي.
ماذا يقصد بالاخيرة
وقد اجبرها الان على النظر اليه من علو وانحصرت الرؤية امامها عليه تبتلع في ريقها وتطالبه بضعف
نزلتي يا غازي وبلاش منه شغل العيال ده.
عاندها برفض حاسم
وانا جولتلك ان احب ما عندي هو شغل العيال.
تذمرت بحرج شديد تباعد من خصلات الشعر الناعم للخلف وكحل العينن عن قرب يزيده هياما بها.
اما عنها فبرغم ادعائها التململ والضيق إلا انها لم تقوى على منع نفسها من التطلع اليه ليس بنعومة الراحل ولا برقته في صب كلمات الغزل على اسماعها ليل نهار دول كلل او ملل لكنه يملك وسامة رجولية تميزها الخشونة والقوة يعرف دائما كيف يسرق اهتمامها بأفعاله 
يكتنفها دفء غريب حين يغمرها وحتى في نظرته اليها قادر ان يبث اليها الامان به شيء لا تعرفه ولكنه يربكها مما يجعلها دائما في حاجة للهرب منه
وبعدين هفضل انا معلجة كدة اليوم كله مش ناوي تنزلني
سمع منها وقد ارتخت يداه بالفعل وذهب تماسكه أدراج الرياح ينزلها بتأني وبطء شديد مرافقا لمحاصرته لها وقبل ان تلمس قدميها الارض اعادها اليه بعناق قوي ينهل منها ما حرمه على نفسه بالأمس وقد منعه كبريائه من التقرب اليها بعد هجومها عليه دون مبرر اما الان وقد لمس منها استجابة على استحياء في محاولة غير مباشرة منها للصلح معه ببرائة وعفويه زادته جنونا بها فلا يستطيع التوقف ولا يرتوي ابدا من عزوبتها.
يقف امامه بابتسامة تصل من الاذن الى الأذن الأخرى يستقبله بالتهليل المبالغ فيه
حبيبي يا غازي وحشتني ووحشتني البلد الجميلة قد ايه مشتاقلك يا غالي .
تقدم نحوه باستغراب قارب
الريبة حتى اذا وصل اليه عقب بتساؤل ساخر مضيقا عينيه
ايه يا يوسف المرة دي برضوا جايبلي عجد مهم امضيه ولا ف حاجة تانية أهم
اشرق وجه الأخير ليجيب بمرواغة متصنعا العتاب
هي دي برضوا حمد الله ع السلامة اللي تستقبل بيها صاحبك جرالك ايه يا غازي كنت بايت في حضنك انا عشان تقابلني بقلة الزوق دي ولا كنت بايت في حضنك.....
قطع بشهقة عاليه خرجت منه معبرا عن ارتياعه بعدما باغته غازي بالقبض على تلباب قميصه يخاطبه بتحذير
بلاش اللف والدوران معايا يا يوسف انا فاهمك وعارف زين انت بتطلع من هنا وتروح على فين في البلد انا مش نايم على وداني واخد بالك منها دي
ردد خلفه يوسف بصوت مړتعب
واخد بالي والله بس انا عملت ايه بالظبط عشان ازعلك يا كبير
واصل غازي هزهزته محذر له بشړ
انا محدش يجدر يزعلني وانت بالذات يا يوسف عشان عارف ڠضبي زين هتتقي شړي بأنك تعجل وترسى من جنانك ده تعمل ايه يا يوسف
اعقل وارسى بس انا برضوا مش فاهم انت قصدك ايه بالظبط وانت تحت أمرك يا حبيبي هو انا اقدر اكسرلك كلمة.
ردد بها من خلفه يدعي الطاعة قبل ان يصمت على اثر زمجرة عالية من غازي جعلته يستكين بأدب
يا يوسف بلاش اللوع معايا رجلك اللي استحلت الروحة على شرق البلد مالك انت باخت بسيوني
برقت عيني الأخير يهتف بمظلومية 
يا نهارك اسود يا غازي عيب عليك الكلام ده يا جدع يعني هيكون مالي ومالها بس شالله يارب اطفحها لو كنت بكذب.
يوووسف 
نعم يا نور عيني.
كبت غازي ضحكاته بصعوبة ليتركه فجأة بيأس منه ثم تحولت لهجته للجدية والنصح
بلاش تزعلني يا يوسف انا مش عايز اخسر راجلي الامين بسببك بسيوني دا مش أي حد عندي يعني اللي يمسه يمسني. 
تغضنت ملامح الاخر بتفهم ليرد بصوت خلى من العبث
وانا عمري ما هائذيك ولا ازعلك انت عارف اخلاقي كويس بدليل انك بتكلمني وبتحاول تتفاهم معايا .
اومأ غازي ببعض الرضا ليسأله بفضول 
حلو جوي الكلام بس برضك انا عايز اعرف السبب اللي يخليك تروح كل شوية هناك .
ارتبك الاخر وصمت للحظات بتفكير حتى صدر منه الرد
زينهم يا غازي انا اتعلقت بزينهم أوي من بعد نطحته ليا وانا قلبي اتشعلق بيه ولو سافرت بلاقي نفسي على الفور بشتاقله.
بازبهلال شديد وعدم استيعاب سأله غازي
زينهم مين اللي نطحك يا جزين وبتشتاجله كمان!
تسمرت محلها بغيظ يفتك بها تطالع هذه الأجنبية التي احتلت منزلهم وهي تضحك وتلعب مع الأطفال في الحديقة وكأنها واحدة منهم بعدما اجبرتهم على تقبلها بينهم بهذه الورقة التي تمسكها على شقيقها الابله ليرضخ اباها ووالدتها مجبرين خشية الڤضيحة التي قد تتسبب بها لهم ان اعلنت الخبر وانتشر اسم عائلته الشهيرة على افواه البشر ليخلقوا قصة وهمية في الاعلان عن زواجه بها امام افراد العائلة والبلدة.
واجفة بتراجبيها ليه ليكون عايزة تتعركي معاها تاني احنا مش ناجصين نصايب.
قالتها رئيسة وهي تدلف الغرفة خلفها تحمل بيدها بعض الشراشف المطوية بعد تنظيفها وتجفيفها وكان الرد من فتنة بزفرة حاړقة 
ما كله من ولدك بوز الاخص يعني مش مكفيه المشي على كيفه السنين دي كلها عشان يجيبلنا بلوة في الاخر يبلينا بيها هو احنا كنا ناجصين.
ايوة والله كنا ناجصين. 
تمتمت بها رئيسة مبتئسة لما يحدث مع ابناءها دونا عن باقي افراد العائلة نتيجة للتربية
الخطأ من زوجها هو السبب الأول والرئيسي قي الإعوجاج الذي زرعه في نفوس ابناءه بعجرفته ودلاله الدائم لهما وكأنهم مميزين عن باقي البشر بما حباهم الله من مال وجمال وسلطة متوارثة.
مالك ياما سرحتي في ايه
سألتها فتنة تفيقها من شرودها لتعتدل مستقيمة بعد ان اغلقت أحد الأدراج التي وضعت بها عدد الشراشف. 
فردت بضيق
سرحت مطرح ما سرحت انتي مالك على أساس انك هتحسي ولا تفهمي اصلا
غمغمت بالاخيرة تعطيها ظهرها لم تكترث فتنة وهتفت توقفها
طب انا طالعة النهاردة خلي بالك من البنات
استدارت لها بڠضبها
ليه تاني كمان يا برنسيسة هو انتي مبتشبعيش طلوع
رددت خلفها بانفعال
ما انا بجالي يومين مطلعنش ياما والجو في البيت هنا بجى يخنق وانا واحدة دمي حر مبتحملش البت اللي تحت دي ممكن تجيبلي شلل وولدك الأهطل مش عارف يسد معاها ولا يحكمها اكتم في نفسي لحد ما اموت يعني ثم كمان انا خدت موافجة ابويا هو رضي عشان حاسس بحالي.
عقبت رئيسة تجر اقدامها لمغادرة الغرفة بقنوط ويأس يكتسحها
لا يا ختي متكتميش في نفسك ولا تزعلي روحك مدام ابوكي مجدر وحاسس بحالك اكتم واتفلق يكش اۏلع حتى.
امام البناية التي تحتوي على عدد هائل من العيادات المتخصصة توقفت بسيارته ليميل برأسه للأمام متمعنا النظر باليافطات العديدة قائلا
العمارة فيها مية دكتور فينها عيادة فاطمة دي انا مش جادر احدد في اي جيهة
تبسمت بياس تجيبه وهي تلملم اشيائها
الدكتورة في الدور الخامس ويافطتها صغيرة يا عارف لو ركزت كويس ممكن تجيبها.
فينها دي..... اها خدت بالي بس دي على جنب مش في الوش زي البجية 
ضحكت تشاكسه وهي تعدل جلستها للترجل وتذهب
معلش العتب ع اليافطة المشجلبة مش نظرك يا غالي...... اه.
صدر التأوه كرد طبيعي بعدما اوقفها قابضا على رسغها يقول بتهدبد
شامم ريحة تريجة..... كديها انتي دي
كبتت بصعوبة ابتسامتها لتعترض بقولها
في ايه يا عارف الناس في الشارع هتاخد بالها مش وجت تهديداتك التافهة دي خالص على فكرة.
صدر تأوها مرة أخرى مرافقا لضحكاتها بعدما زاد بضغطه ليعقب
پغضب مصطنع
لسانك طول وشكلك عايزة جرص من جديد مدامتي عارفة ان جوزك تافه يبجى تراعي وتاخدي بالك مش تجلي أدبك....... اتعدلي واحترميني حتى لو كنت تافه دا واجب الزوجة ناحية جوزها فاهمة ولا لأ.
أومأت بمهادنة لا تستطيع توقف عن الضحك المكتوم امام جدية مزيفة يصطنعها
حاضر
10  11 

انت في الصفحة 10 من 89 صفحات