رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
ماشي هحترم جوزي التافه في أوامر تاني.
لا .
قالها مندمجا في الدور ليأمرها
خلاص انزلي هي ربع ساعة بالكتير هروح اوصل للست سليمة اسلم واطمن وبعدها هاجيلك مش هعوج.
ماشي وسلملي عليها.
قالتها وهي تترجل من السيارة بعدما القى عليها بعض النصائح والتعليمات ثم توقف يطالعها حتى دلفت لداخل المبنى ليتحرك بالسيارة بعد ذلك ذاهبا نحو وجهته غافلا عمن كان يراقبهما منذ قليل داخل المبنى بعدما اوصل زوجته هو الاخر لنفس عيادة الطبيبة الشهيرة ثم انتبه عليهما اثناء مغادرته ليتربص بها من محله حتى ولجت لداخل المصعد ثم تفاجأت به ينضم معها
عمر .
تمتمت بالأسم ثم همت للخروج ولكنه باغتها بأن ضغط على الالواح طالبا الطابق الاخير واعترض طريقها حتى لا تخرج فهتفت به غاضبة
انت اټجننت يا عمر ولا واعي أصلا للي بتعمله دلوك دا تطير في رجاب.
ردد ببساطة غير ابها
وايه اللي هيخلي الرجاب تتطير هو انا هخطفك مثلا
زفرت پغضب حارق تطالعه بحنق تخفي من خلفه
ممكن لو تسمحي بكام دجيجة من فضلك يا هانم دا لو تتكرمي يعني لاني انا مستعد ابوظ الزراير في الانساسير واجعد معاكي لحد الصبح ومش هيهمني.
اديني جدامك اها عايز ايه يا عمر
التف حولها ليقف امامها متمعنا النظر داخلهم وكأنه يريد الغوص بهما يبحث عن فتاته الصغيرة التي كانت هائمة به.
تركها بالسنين وظلت على العهد محافظة ثم انقلبت كغدر الزمان الذي يفاجئ اصحابه لتصبح هذه الشخصية الواقفة امامه الان
طالعته بارتياع وعدم استيعاب لمعرفته بهذا الأمر الخطېر
مين جاب سيرة فتنة مين اللي جالك الكلام ده من الأساس
رد بعدم اكتراث
المهم اني عرفت وعرفت هي عملت ايه عشان تشوه صورتي وصورتك جدامهم هي السبب بت ال......
هتفت بها تقاطعه بعدم احتمال
مفيش داعي نجلب في اللي راح بعد الحكاية ما فضت وكل واحد راح لحاله مكنش لينا نصيب في بعض انت شوفت حالك واتجوزت وانا ربنا رضاني بجوازى وسعيدة والحمد لله
رضاكي وسعيدة كمان!
تمتم بها پحقد ېحرق فؤاده المعذب بعشقها ليقترب بنظرات ازدادت حدة حتى كانت ترتد للخلف خشية منه.
ازداد خۏفها منه تريد الهرب وابصارها تتجه كل دقيقة نحو الدرج او ألمصعد تتمنى ظهور اي شخص ما ولكنها ايضا لم تقوى على الصمت لتفحمه بقولها
اسأل نفسك يا عمر وحاول متعملش فيها دور الضحېة عشان انت اتخطيت واتخطيت من زمان كمان بدليل الثروة اللي كونتها في الغربة وانا هنا زي المغفلة في انتظارك لو كنت حاططني في أولوياتك مكنتش هتستني وتسيبني على دكة الاحتياط بعد ما تحقق كل أهدافك.
تجمد. وقد فاجأته بردها الغير متوقع لتواصل هجومها
لو عايز تلوم حد يبجى تلوم نفسك روح الدهشان يمكن تكون حالمية زيادة عن اللزوم بس هي عمرها ما كانت غبية عشان ما تاخدتش بالها من التفاصيل المهمة دي بس انا كنت بفوت بمزاجي زي ما دلوك هفوت غلطتك واعتبرها محصلتش عشان مزيدتش في تعجيد الأمور لو جوزي عرف...... عن اذنك
تفوهت بالاخيرة وتحركت من أمامه عائدة لنفس المصعد تضغط على اللوح الرقمي حتى وصل اليها وانفتح بابه لتنضم داخله ثم تهبط به امامه وقد تخشب محله فلم يسعفه ذكائه في إيجاد رد مناسب او ان يتجرأ ويجيبها بالحقيقة الصاډمة فتزداد كرها له!
انت متأكد من كلامك دا يا بسيوني
سأله غازي بعدما قص عليها جميع ما جمعه من معلومات طوال الساعات الماضية وتقرير مفصل عن تحركات المشتبه بهما داخل دائرة الشك وقد فاجئه بكم من المعلومات
وجاء رده بتأكيد
ما انت عارفني يا غازي بيه انا مجولش كلمة في الهوا العيال دي ما صدقوا ان الولية بعدت عن البيت عاملين زي المجانين عايزين يلحجوا الوجت ويوصلوا للي هما عايزينه.
ردد غازي بتفكير متعمق
انا كنت شاكك فيهم من الاول دور الشهامة اللي كان رسمينوا مكانش لابج عليهم ابدا الطمع في عينهم كان كاشفهم جدامي بكل وضوح.
وافقه بسيوني الرأي
هما دلوك دخلوا في الجد والشيخ اللي شوفته معاهم امبارح دا اسمع ان مفيش اعفش منيه في الفلوس سمعته معبيه الدنيا في كاره الزفت لا يعرف حرام ولا حلال وأكيد معشمينه بحاجة كبيرة تخليه يوافج عشان يتعاون معاهم.
المهم احنا بجى هنعمل ايه
اجابه غازي بحنكة
هسيبلهم الحبل ع الغارب خليهم يبرطعوا ويعملوا كل اللي عايزينه لحد اما نشوف فعلهم دا هيوصل لإيه
انا كمان وصيت الدكتور ما يصرفش سليمة ع البيت على ما اشوفلها صرفة دي مش حمل أذية تاني .
... يتبع
الفصل السادس ج٢
أمام واجهة المحل الشهير وقفت تتأمل الملابس الرائعة موديلات قصيره وخفيفة تصلح للخروج او للسهرة تظهر انوثة المرأة وجمالها تقسم انها ان ارتدت واحدة منهن سوف تصبح حديث المدينة بلفت الانظار اليها هي جميلة وهذه الأشياء صنعت من أجلها ومن اجل مثيلاتها
لكن حظها البائس كتب عليها ان تظل مدفونة اسفل هذه الملابس السوداء القبيحة التي بالكاد تظهر مستواها المادي المرتفع واصلها الحسن وهذا ما يصبرها بعض الشيء ويخفف عنها
هيليق اوي عليكي الفستان البيج
اجفلت تلتف لصاحب العبارة الذي هتف بالقول من خلفها ولكنها تفاجأت به نفس الرجل الذي حاډثها قريبا والذي التف ليقف مقابلا لها مما ساعدها على الرد بحدة
انت تاني يا جدع انت إنت ايه حكايتك بالظبط
تبسم بجاذبية تليق بمظهره الخاطف للأتفاس وهذه الهيئة الراقية يضع كفيه في جيبي بنظاله اسفل السترة في الامام قبل ان يجيبها
اخاڤ اقول ان كنت براقبك صح تطيني عيشتي بجد
برقت عينبها تطالعه بشراسة
انا قصدي ان لما شوفتك مقدرتش اشيل عيتي من عليكي اظن ان دي حاجة ڠصب عني الواحد لما بيشوف ست جميله بيتشد ليها فما بالك لو كانت ملكة جمال كدة زيك
عرف جيدا ان يؤثر بها بتغزله حتى ظهر اضطرابها في الرد عليه وصوتها المهزوز
لاا بجولك ايه انا مش واحدة هاينة ليك ولا لغيرك عشان ارضى بكلامك البارد ده نو متعرقش انا مين ولا مين عيلة مين
رد ببساطة ومراوغة
مش محتاجة تقولي بنات الأصل العالي بيبان عليهم ولا انت شايفاني اعمى ومش هعرف افرق ولا اخد بالي مكنتش اتصور ان مستوى الجمال متقدم كدة هنا
ما اللعنه شديد الوسامة بهيئة تذكرها بنجوم الدراما التركية التي تتابعها يوميا على الشاشات تبا كيف لها الا تتأثر بمدحه
زفرت تظهر امتعاضا زائفا لتشرع في الذهاب وتركه
ماشي يا سيدي متشكرين على زوجك عن اذنك
اوقفها بقوله
استني دقيقة لو سمحتي
عادت لشراستها تحدجه بعسليتيها
افندم عايز ايه
تبسم بهدوء يجيبها
مش حاجة وحشة والله انا بس عايز اعرفك اني بقعد في الكافيه اللي هناك دايما وكنت محتاج اوي الاقي شقة هنا في المحافظة عشان اعملها مكتب لشركتي وبما انك هانم ومن اهل البلد ف انا حابب اسئلك لو تعرفي حد يأجرلي
ردت تدعي الضيق
وما تكلم سمسار يشوف طلبك انا مالي
اومأ رأسه بأسف
حاولت وطلعان عيني معاهم مفيش حد فيهم جايب طلبي
وانا يعني اللي هجيبه دا ايه التناحة دي
تهكمت بها وسارت من أمامه تذهب وتدعى عدم الاكتراث غافة عن ابتسامة شقت ثغره من الخلف وهو يتابعها بعينيه
داخل المبنى القديم المتهالك بفعل الرطوبة وعامل الزمن حتى أصبح ايلا للسقوط صعد الدرج الخرساني يمر بالأدوار واحدا تلو الاخر حتى وصل الى السطح ليتابع بخطوته الى الغرفة المنزوية بجهة وحدها
وضع المفتاح في مغلق الباب قبل ان يدفعه للأمام ويدلف داخلها حاملا عدد من الأكياس بما تحتويه من أطعمة وأدويه واحتياجات طبية ومنزلية والتي ما ان رأها المستلقي على الفراش بالدخل علق يبادره الحديث بتهكم
اسم النبي حارسك وصاينك توك ما هليت يا باشا تنورني بطلتك البهية
قابل مالك صيحته بهدوء ليخرج ما بداخل الأكياس ويضعهم على الطاولة الخشبية العتيقة
ليك حق تتريج وتشتكي كمان انا مش هلوم عليك ولا ازعل عشان متأكد انك لما تعرف بجى سبب
تأخيري هتعذرني
قال الأخيرة وهو يلتف اليه ينزع عن احد الأطباق المغلفة غطائها ثم يضع بها ملعقه قبل ان يقترب من صديقه الساخط ويقدمها اليه والذي تناولها منه پغضب مستهزءا
لا ومكلف نفسك وجايب دليفري ولحمة كمان ليكون فايز باشا حن عليك وحل كيسه ولا انفكت عقدة الورث معاك
تبسم مالك يخرج طبقه هو الاخر ويجلس بجواره يتناول من الطعام الساخن ذو الرائحة الشهية التي عبئت المكان الضيق ليرد باسترخاء
لا دي ولا دي يا صاحبي بس تجدر تجول كدة انها هانت او بمعنى أصح احنا جربنا للي أحلى من الورث
للهنا كله لا وايه هيجي كدة من غير تعب ولا ۏجع جلب هي بس فيها لاخفيها وبس كدة!
مش فاهم انت هتتكلم فوازير ولا ايه
قالها صديقه لتبزغ ابتسامته بانتشاء يجيبه
يا صاحبي ما انا بجولك انها هانت يعني اخيرا رسيت على مرسى بدل الحيرة واللف والدوران اللي كانوا واكلين راسي انا وانت هنلعب بالفلوس لعب وبكرة تشوف
تجهم وجه صديقه ليعقب بضجر متعاظم مشيرا بعيناه نحو قدمه المصاپة
والله باينك انت اللي بتلعب بيا بعد ما خيبتني وخدت انا الضړبة عنك رجلي دي اللي مش عارف اروح لدكتور ولا اعالجها زين بسببك مش عارف انا اي تعويض دا اللي هيكفيني
رد مالك بأسى وعتاب
ولزومو ايه بس التجطيم ما انا بجولك اها الڤرج جريب انا لو عفش يعني كنت هاجيلك دلوك عشان ابشرك وانا شايل ومحمل بكافة طلباتك رجلك بكرة تجف عليها وتنطط بيها الواد عنتر التمرجي جايم معاك بالواجب ومجشنطي بالفلوس اللي بيسفها سف مني انا مش مجصر معاك يا صاحبي ومجدر عصبيتك دي وغضبك بس اللي طالبه منك هو انك تتحمل شوية اتحمل يا صاحبي دى انت الوحيد اللي فاهمني ف وسط
العالم دي كلها انت اللي مأمنه على سري
قال الأخيرة باستجداء اثر في الاخر ليزفر باستسلام ثم قال
ادينا صابرين ومستنين أما نشوف أخرتها
سقطت بجسدها المرهق على اقرب اريكة وجدتها امامها وقد عادت مع زوجها الى المنزل بعد زيارة الطبيبة
عقلها يسبح في النقاش الذي دار منذ ساعات وهذا الاتهام المجحف بحقها