الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 20 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

على شفتيه تخلو من المرح وقد تأكد ظنه اخيرا بهذا الرجل والذي تروج عنه الاشاعات كضلع اساسي في تصريف ما تحمله المقاپر الفرعونية التي يستخرجها الأهالي في الخفاء بما يملكه من علاقات قوية مع مسؤلين في الداخل والخارج تمكنه من فعل الكثير دون محاسبة من أحد وفي الظاهر تجارة مشروعة في بيع الأجهزة الكهربائية وبعض الأشياء الأخرى.
انتفض من شروده على هزة الهاتف بورود اتصال اعتقد في البداية أنه من غازي ولكنه كان من شقيقته ليرد يجيبها على الفور وهو يتحرك ليصعد الدرج الاسمتني الى السطح الخرساني حتى يرى الصورة أوضح
ايوة يا ورد عايزة ايه يا خيتي
عايزة سلامتك يا شجيجي الساعة داخلة على اتنين دلوك وانت لسة مجيتش ناوي تبيت برا اياك
قالتها بتلهف اجبره على طمأنتها 
لا يا غالية مش هبيت ولا هعوج اكتر من كدة هي نص ساعة بإذن الله اكون مخلص اللي في يدي نامي انتي ولا تكونيش خاېفة
مين دي اللي تخاف يا باشا دا انا تربيتك عاد جلجانة عليك بس يا واد ابوي .
لا يا حبيبتي متجلجيش واجفلي دلوك عاد عشان اللحج اخلص اللي في يدي واجيلك ماشي يا بت بسيوني.
وصله صوت ضحكتها فور اخبارها باللقب المحبب لتجيبه بلقبها له هي الأخرى
ماشي يا جلب ورد ربنا يجف معاك يا حبيبي .
انهي معها ليتلقى الأتصال الاخر فبجيب منشغلا في المراقبة من خلف العمود الخرساني
ايوة يا غازي ييه صدقي ابو سليم حضر كدة وضحت الرؤية والاكيد انه جاي عشان يخلص يبجى احنا لازم نلحج
رد غازي بموافقة
تمام يا بسيوني اثبت انت مكانك على ما اخلص
انا واجيلك مع القوة الأمنية.
ماشي يا بيه انا جاعد ع السطح دلوك شايف يدوب حركة خفيفة مش عارف منها حاجة انا بجول اجرب او ادخل من الضهر اشوف اكتر .
رد غازي برفض قاطع
لاه يا بسيوني ما تسيبش مكانك راجب من محلك وبس عشان امانك احنا هنشوف ونعرف كل حاجة مع الحكومة متخليش الحماسة تاخدك صدقي دا مش هين ومحدش يضمن رد فعله.
ماشي يا غازي بيه اللي تؤمر بيه.
انهى بها ليغلق الهاتف مزعنا بطاعة لأمر رئيسه في المراقبة من محله في هذا الوقت يمشط المنزل من كل النواحي حتى اصطدمت عينيه بهذا الجسد الضئيل الملتصق في نصف الحائط الصغير ليفتر فاهه على اخره بدهشة وقد علم بهوية الشخص
وه ېخرب مطنك جاعد بتراجب مكانك انت كمان طب انا ليا هدفي وانت هدفك ايه يا جزين
الى ورد التي انهت مكاملتها مع شقيقها تعود لتصفح 
وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا تلهي نفسها بها حتى يأتي شقيقها وتطمئن عليه وقد قامت بنشر احدى المنشورات على الجروب الشهيرة لطائفة الحقوقين في الجامعة تمزح فيه عن احدى المواد الخاصة بدارستها والعصيبة في مذاكرتها 
لتنهال تعليقات العديد من الطلبة مثلها يشاركنها الرأي والمزاح وهي تندمج في الضحك على الطريف والرد على المنتقدين حتى انتبهت لبعض التعليقات المميزة كملصق متكرر خروف صغير ووديع ثم اخر يحمل قلوبا والعديد منها بأشكال طريفة
لتقطب عاقدة حاجييها بحيرة جعلتها تضغط على الحساب ربما تكتشفت هوية المرسل وكانت المفاجأة حينما عرفته من ذهب اليه التخمين من البداية ليصدق الان حدسها برؤية الاسم الكامل له والمعلومات المعروفة عنه والصور العديدة التي يلتقطها لنفسه بعدة اوضاع يبدوا انه نشط من عدد المنشورات التي ينشرها في اليوم لدرجة ان يخترق الجروب الخاص بالجامعة.
تبسمت بعد قرائتها بإحدى المنشورات الفكاهية التي نشرها مؤخرا فقررت الرد له لتعلق بكلمة واحدة مبهمة
زينهم
على الفور جاءها الرد سريعا بترحيب
يا هلا يا هلا بزينهم واللي يجي من ريحة زينهم حبيبي....... نورت صفحتي 
ضحكت مقهقهة وهي تقرأ رده والذي لم يخلو ابدا من خفة ظله المعتادة لتعقب بمرح 
يا مچنون طب والنعمة مچنون
مازال على نفس وضعه داخل الشرفة وهي على الفراش تهزهز قدميها بعصبية ابصارها على الباب الملغق وغيظ يفتك بها من فعله .
يدعي العشق ويفعل العكس حتى بعدما واجهته بظنونها ما كان منه سوي الخداع واتهامها بالغيرة عليه قبل يعصرها بين ذراعيه ويقبلها ليشعرها انها ملكة على عرش قلبه ثم يتركها بعدم اكتراث ويعود للهمهمة والأحاديث الخفيضة عبر الهاتف مع احدهم أو إحداهم لا تستبعد.
تجزم داخلها
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 89 صفحات