رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
على شفتيه تخلو من المرح وقد تأكد ظنه اخيرا بهذا الرجل والذي تروج عنه الاشاعات كضلع اساسي في تصريف ما تحمله المقاپر الفرعونية التي يستخرجها الأهالي في الخفاء بما يملكه من علاقات قوية مع مسؤلين في الداخل والخارج تمكنه من فعل الكثير دون محاسبة من أحد وفي الظاهر تجارة مشروعة في بيع الأجهزة الكهربائية وبعض الأشياء الأخرى.
ايوة يا ورد عايزة ايه يا خيتي
عايزة سلامتك يا شجيجي الساعة داخلة على اتنين دلوك وانت لسة مجيتش ناوي تبيت برا اياك
قالتها بتلهف اجبره على طمأنتها
مين دي اللي تخاف يا باشا دا انا تربيتك عاد جلجانة عليك بس يا واد ابوي .
لا يا حبيبتي متجلجيش واجفلي دلوك عاد عشان اللحج اخلص اللي في يدي واجيلك ماشي يا بت بسيوني.
وصله صوت ضحكتها فور اخبارها باللقب المحبب لتجيبه بلقبها له هي الأخرى
انهي معها ليتلقى الأتصال الاخر فبجيب منشغلا في المراقبة من خلف العمود الخرساني
ايوة يا غازي ييه صدقي ابو سليم حضر كدة وضحت الرؤية والاكيد انه جاي عشان يخلص يبجى احنا لازم نلحج
رد غازي بموافقة
تمام يا بسيوني اثبت انت مكانك على ما اخلص
انا واجيلك مع القوة الأمنية.
ماشي يا بيه انا جاعد ع السطح دلوك شايف يدوب حركة خفيفة مش عارف منها حاجة انا بجول اجرب او ادخل من الضهر اشوف اكتر .
لاه يا بسيوني ما تسيبش مكانك راجب من محلك وبس عشان امانك احنا هنشوف ونعرف كل حاجة مع الحكومة متخليش الحماسة تاخدك صدقي دا مش هين ومحدش يضمن رد فعله.
ماشي يا غازي بيه اللي تؤمر بيه.
انهى بها ليغلق الهاتف مزعنا بطاعة لأمر رئيسه في المراقبة من محله في هذا الوقت يمشط المنزل من كل النواحي حتى اصطدمت عينيه بهذا الجسد الضئيل الملتصق في نصف الحائط الصغير ليفتر فاهه على اخره بدهشة وقد علم بهوية الشخص
الى ورد التي انهت مكاملتها مع شقيقها تعود لتصفح
وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا تلهي نفسها بها حتى يأتي شقيقها وتطمئن عليه وقد قامت بنشر احدى المنشورات على الجروب الشهيرة لطائفة الحقوقين في الجامعة تمزح فيه عن احدى المواد الخاصة بدارستها والعصيبة في مذاكرتها
لتقطب عاقدة حاجييها بحيرة جعلتها تضغط على الحساب ربما تكتشفت هوية المرسل وكانت المفاجأة حينما عرفته من ذهب اليه التخمين من البداية ليصدق الان حدسها برؤية الاسم الكامل له والمعلومات المعروفة عنه والصور العديدة التي يلتقطها لنفسه بعدة اوضاع يبدوا انه نشط من عدد المنشورات التي ينشرها في اليوم لدرجة ان يخترق الجروب الخاص بالجامعة.
تبسمت بعد قرائتها بإحدى المنشورات الفكاهية التي نشرها مؤخرا فقررت الرد له لتعلق بكلمة واحدة مبهمة
زينهم
على الفور جاءها الرد سريعا بترحيب
يا هلا يا هلا بزينهم واللي يجي من ريحة زينهم حبيبي....... نورت صفحتي
ضحكت مقهقهة وهي تقرأ رده والذي لم يخلو ابدا من خفة ظله المعتادة لتعقب بمرح
يا مچنون طب والنعمة مچنون
مازال على نفس وضعه داخل الشرفة وهي على الفراش تهزهز قدميها بعصبية ابصارها على الباب الملغق وغيظ يفتك بها من فعله .
يدعي العشق ويفعل العكس حتى بعدما واجهته بظنونها ما كان منه سوي الخداع واتهامها بالغيرة عليه قبل يعصرها بين ذراعيه ويقبلها ليشعرها انها ملكة على عرش قلبه ثم يتركها بعدم اكتراث ويعود للهمهمة والأحاديث الخفيضة عبر الهاتف مع احدهم أو إحداهم لا تستبعد.
تجزم داخلها