الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 19 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

عن التخت ترتدي مئزرها وتتبع هذه المرة غريزتها متخلية عن تحفظها الدائم وتذهب اليه كي تسأله او تستكشف الأمر بنفسها لربما.....
نفضت رأسها فجأة عن هذه الفكرة الغبية فهذا غريب عن طبعه و..... ولكنه رجل!
همت أن تطرق على خشب النافذة في البداية وتتصرف بطبيعتها كالعادة لكن مع سماعها لنفس الهمهمة التي لم تفسرها بعد تقدمت لتفعل ما لم مالم يخطر على بالها ان تفعله قبل ذلك لتدفع شراعي النافذة پعنف وټقتحم عليه خلوته
حتى اجفل ليلتف اليها وهو يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم ويقطب حاجبيه بدهشة لفعلها متمتما لمحدثه من الجهة الأخرى
ثواني دجيجة طيب هجفل وراجعلك تاني
اغلق الهاتف ليرمقها بتساؤل وقد تفاجا بهذا التجهم الذي ارتسم جليا على ملامحها 
ايه يا نادية في حاجة
والله السؤال ده تسأله لنفسك بجالك ساعتين جافل على نفسك وشغال ود ود في التلفون كل دا بتكلم مين يا غازي
كانت منفعلة تسترسل في توجيه الأسئلة له بحدة وكأنها ظبطته بجرم ما حتى صدر منه الرد بدفاعية وعدم تركيز
وه يا نادية يعني هكون بكلم مين كمان دا بسيوني كان عايزني في أمر هام
جاء ردها بتشكك مرددة بما يشبه السخرية
بسيوني برضوا تلت ساعات وانا جاعدة ملطوعة على فرشتي مستنياك تطلع من البلكونة اللي حابس نفسك فيها بعيد عني عشان تيجي في الاخر تجولي بكلم بسيوني بالذمة دا كلام يخش عقل عيل صغير يا غازي.
تلت ساعات كمان ما هو من شوية كانوا ساعتين يا بوي خبر ايه يا نادية. مالك كدة بتزودي على كيفك مع كل جملة........
قطع فجأة صيحته ليستدرك بأعين برقت في النظر إليها يتمعن بهذه الملامح المحتقنة واهتزاز جسدها 
امامه من فرط ڠضبها وتحفزها في تكذيبه وكأنها.....
ابتلع يتمالك بصعوبة الصخب الدائر داخله ليسأل على تردد منتقيا كلماته
جصدك ايه يا نادية بكلامك ده هو انتي شاكة اني بكدب عليني لما بجولك اني كنت بكلم بسيوني.
انت نفسك مصدج كلامك دا يا غازي هو بسيوني دا كان حبيبتك يعني عشان ترغي معاه بالودودة والهمهمة ولا هو بيسيبك اصلا طول اليوم عشان ياجي يكمل معاك السهرة ع التلفون 
خرج ردها بعفوية وعدم انتباه غافلة عن قلب محب كان يتراقص بالفرح لڠضبها هذا حتى لم يقوى على كبت ابتسامة لاحت على محياه ليعلق مواجها لها
نادية هو انتي بتغيري
صعقها بسؤاله حتى ارتدت بفزع للخلف تبتلع وقع الجملة عليها أتكون بالفعل غاضبة من أجل ذلك ولكن كيف لها ان
تغير عليه وهي في الأصل لم تفتح قلبها لأحد اخر بعد الراحل زوجها 
ف الغيرة هي النتاج الطبيعي للعشق وهي لم تعشق سوى الراحل.
سكتي ليه ما تجاوبي
سألها بمكر وما تقرأه من عينيه زاد من سخطها نحوه
لتنفي وكأنها تنفي عنها تهمة
لا طبعا إيه اللي انت بتجولوا ده انا كنت بتكلم من الخۏف لتكون قي حاجة حصلت دا غير جعدتك في البرد لوحدك وفي البلكونة المتلجة يعني مش اللي في بالك.
مش اللي في بالي اه .
قالها بمشاكسة واضحة مظهرا عدم تصديقه ف استشاطت من الڠضب لټضرب الأرض بقدمها قائلة بغيظ وهي تلتف عنه
براحتك يا غازي انا راحة انام وسيبهالك خالص اعمل اللي يلد عليك.
قالتها وتحركت بڠضبها للداخل ولكنه كان الأسرع ليوقفها في وسط الغرفة جاذبا لها من ذراعها ليباغتها بضمھا اليه تمتم لاهثا لها بتوعد
والله لو ما كنتش النهاردة ورايا اللي يجبرني اسيبك ما كنت اخليكي ابدا تفلتي من تحت يدي دلوك بعد ما
بردتي جلبي بكلمتينك دول حتى لو مكنتيش جصداهم ولا معترفة بيهم.
وفي الجهة الأخرى اعتدل ليسلط ابصاره على السيارة التي توقفت قرب البناية القابع هو داخلها ليقترب بخطواته على أطراف اصابعه في الظلام الدامس حتى وصل لمدخل البناية التي لا يوجد بها باب بعد ليراقب بحرص شديد ذاك الذي كان يترجل منها حذاء شديد السواد حط ع الارض وجلباب فاخر يرتديه رجل ضخم الجسد يغطي على كتفيه العريضين بعباءة سوداء ليتيبن وجهه امامه الان بوضوح صاحب البشرة شديدة البياض والمعروف لدى الجميع بشاربه الكبير ينثر بأصابعه الغليظة رماد السېجارة المحترقة قبل ان يصفق باب السيارة ويذهب نحو وجهته داخل المنزل المقصود
صدقي ابو سليم وه يا ولاد .
تمتم بها بسيوني باستدراك اثار ابتسامة
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 89 صفحات