الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 23 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا حتى يخبرك انت صاحبه مش انت صاحبه بردك
طبعا صاحبه يا مچنونة انت كمان .
هتفت بها ردا لها قبل ان يعاود الاتصال مرة اخرى مرددا بقلق تسرب اليه هو الاخر
جيب العواقب سليمة يارب يا ترى هببت ايه يا غازي الزفت
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. 
صړخت بها وهي تنهض بجزعها عن الفراش واضعة يدها فوق موضع قلبها وكأنها كانت في سباق عدو ولسان فمها لا يتوقف عن التمتمة بالأدعية الحافظة رغم لهاثها
فعلها جعل سکينة هي الأخرى تستقيظ جوارها على التخت المجاور لها لتخاطبها بحنان
بسم الله عليكي يا بتي دا اكيد كابوس اللي كتم على نفسك 
قالتها سکينة وتقدمت نحوها بالكوب الزجاجي الممتلئ بالمياه لتلتقطه الأخرى وترتشف منه المياه دفعة واحدة وكأنها كانت في صحراء جرداء لتمسد المرأة على ذراعها بحنو قائلة
بالهنا يا بنتي ليكون نمتي من غير ما تقري قرآن مش بعادتك يعني
مسحت سليمة بكفها على جبهتها وباقي وجهها تمسح عنهما العرق الذي اڠرق بشرتها لتعقب ردا لها
والله ما انا عارفة دا كان كابوس ولا حقيقة اللهم اجعله خير .
سألتها سکينة بفضول
ليه يا بتي هو انتي حلمتي بإيه
كانت على وشك ان تجيبها قبل ان تنتبه على خلو الغرفة الا منهما لتسالها بفضول 
امال هويدا راحت فين دي نامت جبل اما انام .
اجابتها سکينة بعدم اكتراث وهي تعود لفراشها بخطواتها البطيئة بفضل التقدم بالعمر
جالها اتصال من شوية وبعدها رجعت تلبس عبايتها السودة بتاعة الطلوع واما سألتها راحة فين جالت جوز بتي جاعد تحت مستنيني عايزني اروحلها دلوك واشوفها ليكون اللي عندها دلوك طلق ولادة.
طلق ولادة. 
رددت بها سليمة من خلفها لتغمغم بتساؤل واستغراب
طلق ولادة ع التامن يمكن..... الله اعلم .
وصلت القوة الأمنية لتدفع باب المنزل المفتوح على مصراعيه ليدلف مقدم الحملة اولا ثم خلفه عدد من الرجال الأشداء يرافقهم غازي والذي دلهم على طريق الغرفة المقصودة من وصف رجله الذي اتقطع به الاتصال منذ دقائق حتى شعر بانقباض قلبه في القلق عليه.
يخشى ان يكون قد تهور بفعل من نفسه رغم التحذير والتشديد من جانبه الا يفعل شيء من دون مشورته
شكلهم هربوا يا باشا مفيش اي صوت في البيت 
قالها احد رجال الأمن قبل ان ېصرخ الاخر
يا نهار اسود دا في واحد هنا باين دماغه مفتوحة ومغمى عليه .
اندفع غازي مع الرجال نحو الجهة التي جاء منها الصوت وكانت المفاجأة حينما رأه كالچثة امامه مستلقي لبقع على ركبتيه جواره ېصرخ عليه بجزع
بسيوني ايه اللي حصلك يا بسيوني
لم يكد ينهيها
حتى صدر صوت إجش من جهة قريبة
دا في قتيل تاني هنا كمان!
.... ينبع
الفصل التاسع ج٢
بخطواته السريعة كان يخترق الرواق الطويل ثم يصعد الدرجات الرخامية للسلم اللولبي على اقدامه فلم يأتيه صبر لانتظار المصعد الكهربائي 
واصل ركضه حتى وصل الى القسم المقصود وقعت ابصاره عليها قبل الجميع منزوية بأحد الاركان وكأنها طفلة ضائعة تنتظر والدها ان يعثر عليها رغم امتلاء الردهة بعدد الأفراد من البلدة ومؤازرة شقيقة غازي لها وهي واقفة الان جوارها إلا انها كانت وحيدة.
هي وحيدة دون شقيقها وحيدة دون معلمها وحيدة وسط الجميع كم يؤلمه الأمر هو يراها هكذا ولا يملك المقدرة على احتوئها ان يراها ضعيفة وردته البرية الجميلة.
تحمحم يجلي حلقه ليملك زمام امره متوجها نحو غاازي اولا وقد كان هو الاقرب اليه حيث كان جالسا على احد مقاعد الانتظار وبجواره عدد من الاشخاص لا يعلمهم من أهل البلدة.
ايه الاخبار
كان هذا هو السؤال الاول منه فور ان صافحه على عجالة يتخذ مقعده بجواره فجاء رد الاخر بقنوط زافرا دفعة كبيرة من الهواء من انفه
لا جديد الدكتور بيقول كله بأمر ربنا وشكلها كدة مطولة والله اعلم بجى ان كان فيها نجاة ولا.....
ولا ايه لا طبعا فيها نجاة. 
قالها بلهفة يتابع بأمل
المستشفى دي من احسن المستشفيات في الجمهورية والمنطقة كلها انا بحثت عنها رغم ان سامع من زمان عن سمعتها كل التقارير عنها بتأكد كلامي وانت ربنا يجازيك خير مستنتش عليه وجيبته فورا ع القاهرة في طيارة خاصة ومجهزة
ويعني كنت لحجته
قالها بما يشبه السخرية بمرارة ضاربا بكف يده على عصاه يسند رأسه المتعب عليه وقد بلغ منه الاجهاد مبلغه بعد قضاءه
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 89 صفحات