الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 24 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

ثلاث ليال في المشفى في انتظار ولو بشرى صغيرة تريح قلبه عن رجله الاول والاخير بسيوني .
عقب يوسف على قوله بانفعال
يا غازي بلاش يأس وانا شايف اننا لحد دلوقتي ماشين صح انت متأخرتش عنه وكله بإيد ربنا لا تقنطوا من رحمة الله.
ونعم بالله 
تمتم بها غازي ممسكا بطرفي اصبعه أعلى انفه في تعبيرا لا ارادي عن الأرهاق الشديد الذي كان يعصف به في هذه اللحظة 
ربت يوسف بكف يده على ركبة الاخر يحادثه
قوم يا غازي ريح نفسك شوية واحلق دقنك مش كدة يا حبيبي كفاية علينا واحد مش ناقصنا انت كمان توقع..
اومأ له بكف يده بحركة يفعلها كي يوقف اي حديث معه في هذا الشأن رأسه اليابس لا يقبل النصح ولا الأرشاد في شيء يراه لابد من فعله.
حينما يأس منه يوسف تركه ليتقدم بخطوات مترددة نحوها يحافظ بصعوبة على رزانة القول في مخاطبتها بعدما القى التحية عليها وعلى روح الواقفة بجوارها
عاملة ايه النهاردة يا وردة يا رب تكوني احسن من امبارح.
اومأت بهز رأسها يخرج صوتها بصعوبة
الحمد لله الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس هو أكيد هيجوم ومش هيسبني هو عمره ما سابني أصلا انا متأكدة منها دي.
قالت الاخيرة بصوت بح من فرط التأثر حتى جعل الأخرى لتزيد من ضمھا اليها تقبل رأسها بدعم امام قلب يتلوى بلوعة الحزن عليها لا يملك الحيلة في التخفيف عنها والتهوين.
انتبه لتصلبها المفاجئ وراسها الذي ارتفع بنظرة متجهمة مسلطة على أحد ما من خلفه حتى جعلته ينظر هو الاخر في نفس الإتجاه نحو احد الرجال يبدوا انه من أهل البلدة من ملابسه والعمامة التي تعلوا رأسه ظن انه ربما يكون قريب لها قبل ان يصدم بما وصل الى اسماعه بعد ذلك .
ودا ايه اللي جابه ده تو
ما افتكر!
معلش يا ورد يمكن سمع متأخر.
والله. 
هو مين يا جماعة اللي سمع متأخر
كان هذا سؤاله الموجه لهما فجاء الرد من روح
دا ابوها والد بسيوني وورد .
نعم! ابوها! 
قالها بعدم تصديق يتابع بعفوية لم يقصدها
انا كنت فاكر........ انهم يعنى.....
يتمى وملهمش غير بعض انت مكدبتش احنا فعلا ملناش غير بعض
قالتها ورد ليلتف اليها مصعوقا لوقع الجملة التي خرجت منها لا يستوعب صحتها
توقف بسيارته في ساحة واسعة قريبة الى حد ما 
ليترجل منها يغلق بابها بإحكام امام النظرات الفضولية من المارة يسير بتخايل حاملا على يده علبة مغلفة للحلوى يعلم انها سوف تثير الأنبهار لدى هذه الصغيرة عله يستعيد لهفتها القديمة نحوه قبل زواجه بها لتنعش داخله هذا الاحساس الذي افتقده منها في ألفترة الأخيرة لقد فترت لهفتها لدرجة تجعلها تردف بالحجج من أجل أن تطيل من فترة بقاءها عند اسرتها بذاك المنزل الطيني الذي اصبح امامه الان بعدما دخل الشارع الضيق الذي كان يوجد بها منزل شقيقته قبل ان تتركه وتسكن في شقة جديدة قام ببناءها زوجها بفضل عمله معه.
تأفف بازدراء وهو يتجنب بخطواته بركة مياه فعلتها احدى النساء بغسيل فراش المنزل في الشارع والتي انتبهت لتخاطبه بما يشبه الاعتذار
معلش يا بيه ما انت عارف بجى الشتا وعمايله لازم عنينا تطلع في كل مرة نغسل فيها على ما تنشف الارض.
اومأ لها بملامح ممتعضة ليكمل السير نحو المنزل الذي وصله اخيرا ليطرق على الخشب مغمغما بقرف
لا والهانم عاجبها الحال في القرف دا وعايزة تطول الجعدة ومش مكفيها اسبوع!
فتحت
له احدى شقيقاتها الصغار مهللة
عمو عمر اختي هدير جاعدة عندينا. 
امال انا عارفها جاعدة عند مين
تمتم بها ضاحكا يحمل الصغيرة ويقبلها قبل ان يسألها
امك ولا وابوك ولا هدير فين جاعدين.
اجابته الطفلة بلهفة 
امي جاعدة جوا في الحوش بتنضف الشرشارة وابويا راح شغله في المصنع وهدير جاعدة في اوضتها مع اصحابها هند وزينب 
تبسم لعفوية الصغيرة فقام بتقبيلها مرة أخرى قبل ان ينزلها امرا
طب ياللا بجى روحي اندهي امك وخدي العلبة دي معاكي .
شهقت بفرحة للتناول العلبة وتطير بها نحو والدتها فتبعها بنظراته ضاحكا قبل ان يتقدم بخطواته داخل المنزل وما هم ان يجلس على احد الارائك حتى وصله صوت الضحكات العالية لزوجته العزيزة ومعها الفتيات صديقاتها 
كانت القهقات عالية لدرجة جعلته يقترب بفضول ليعرف سر المرح الذي ينتابها هنا عكس ما يراه
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 89 صفحات