رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
تصديق ليضطر هو لتغير دفة الحديث وعينيه تجول على ملامحها وما ترتديه ليردف بغزل
يا ما شاء الله شايفك رايجة حاطة الاحمر والاصفر ولابسة .....
توقف بنظرة ذات مغزى تزيد من ثقتها لتمرر يديها على الشعر الحريري بدلال تسأله بمكر
وايه رأيك بجى حلو ولا اغير احسن
تبسم بخبث وعيناه ذهب لجيدها يقول
والله انتي في كل الحالات عجباني اشحال بجى وانتي مزغللة عيني بالاحمر لون الليالي الزينة ده
طب جوم تعالى معايا عشان اعشيك وبعدها اتغزل براحتك .
تنهد يزفر بقنوط فعقله المشتت الان لا يعطيه فرصة للإندماج والصلح الذي تبغيه
فهو بالكاد نجح في التجاوب معها الان
روحي دلوك وانا جاي وراك هعمل بس شوية مكالمات .
ردت باعتراض
ليه يا غازي ما تأجلها المكالمات الوقت اصلا متأخر.
تمتم بالاخيرة يقلب ف بعض الاوراق امامه يدعي الانشغال بهم كي لا يرى حزنها والذي شعر به من نبرتها الفاترة وهي تخبره بخيبة امل
ماشي يا غازي انت حر ع العموم انا مستنياك ف اي وقت هتدخل الأوضة...... مش هنام.
اوما بهز رأسه دون ان يرفع ابصاره إليها ليظل على وضعه حتى ذهبت من امامه ينتظر خروجها من الغرفة
تطلع بتساؤل ليجدها تستند بكفها على الحائط بضعف جعله ينتفض ليرى ما بها
مالك فيكي حاجة
امسكت بكفها على جبهتها تجيبه
حاسة نفسي دايخة وكان الدنيا بتلف بيا... اه
في الأخيرة كادت ان تقع لولا ذراعيه التي تلقفتها لترفها محمولة عن الأرض يسألها بقلق
تروحي معايا للدكتورة ولا اتصل اجيببها هنا احسن .
لا ده ولا ده وديني اوضتي عشان توكلني بيدك اصلي حاسة اني جعانة والدوخة بسبب النونو ولا انت ناوي تكسف النونو.
ابتسامة واسعة لاحت على محياه ليرد باستسلام ضاحكا
ويعني بعد اللي حصل ده ليا عين انا اكسف النونو ولا ام النونو.
ضحكت بانتشاء نجاح خطتها ليتمتم هو بمرح وقدميه تتحرك بها
.... يتبع
الفصل الثالث عشر ج٢
كالعادة وفي كل يوم خميس تجهزت على الميعاد لترتدي عباءتها السوداء ثم تناولت سلة المخبوزات التي اعدتها منذ الأمس لتهبط الدرج من الطابق الثاني إلى الأول
ولكن وقبل ان تحط قدميها على الأرض جبدا وصلها الصوت المتحشرج عن قرب لتفاجأ به بجوار والدته في الصالة الداخلية جالسا بجذعه على الأريكة الخشبية يحيط رأسه بكفيه ويغطي نصف جسده بغطاء ثقيل وكأنه.......
صدر منها السؤال بما تفكر به لينتبه لها مع سکينة التي تكفلت هي بالرد
ايوة يا بنتي امبارح كان راسه تعباه جوي وانا اللي دجيت عليه يبيت هنا خۏفت ليمجدرش يكمل للبيت هناك ولا يوقع في الطريق.
كانت الكلمات تخرج منها بنبرة اسفة وكأنها تخشى ڠضبها حتى شعرت سليمة بالحرج لتعقب ملطفة لها
انا مجولتش حاجة يا مرة عمي انا بس اتفاجات انه....
يبيت هنا ويسيب اهل بيته هناك لحالهم....
مش جاعدين لحالهم يا سليمة
قالها فايز لترتفع رأسه اليها مستطردا
خوات شربات لسة بيبتوا معاها ومش سبينها على ما تهدى شوية وترد لعجلها يمكن تبطل عمايلها اطمني يا بت عمي انا مش جاي ارمي بلايا عليكي زي كل مرة
برغم كل ما حدث وما لاقت منه الا ان رؤيته بهذا الانكسار بالفعل يؤلمها ولكنها ايضا لن يفوتها السؤال الملح
طب وبناتك يا فايز هتسيبهم ومرتك بالحالة دي اللي بتجول عليها
ردد خلفها بما يشبه العتاب
دول عرضي يا سليمة اسيبهم كيف اسيبهم كيف وهما الحبل اللي ربطني بامهم دلوك يعني مهما شوفت منيها مجدرش افوتها عشانهم دول هما اللي باجينلي في الدنيا.
تأثرت سليمة بالمرارة التي تنبع مع حرف يخرج منه حتى عبرت له عن تضامنها بالدعاء
ربنا يخليهمولك وتلاجي العوض فيهم.
اومأ يطرق رأسه ويعود لحالته الأولى لتمسك سکينة دفة الحديث معها بسجيتها المعهودة
انا كنت جايمة اعمله كوباية شاي عشان رأسه المصدعة تجعدي تشربي معانا ولا نعمل فطار ونفطر مع بعضينا احسن .
تبسمت سليمة لعفوية المرأة لتتحلى بالزوق ف الرد لها حتى