الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 56 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

هذا الرد الذي وصله منها بنبرة باكية تؤكد من صحة ظنونه ليدفع الباب دون انتظار ويلج اليها داخل الغرفة مندفعا بقلقه عليها قبل ان يقطع ويتجمد محله لما وقعت عليه عينيه
عايز اشوفك واطمن عليكي و.....
شهقت هاتفه بها بإجفال اصابها لتنهض عن طرف تختها وتسحب اول شيء وجدته بالقرب منها طرحة الراس التي خلعتها منذ مجيئها لتغطي ذراعيها من توب الطقم الخارجي الملتصق بجسدها وقماشه الخفيف بعدما خففت بخلع السترة العلوية منه فصاحت به غاضبة
مش تستسني لما اذنلك بالدخول.
تسمر امامها للحظات هربت منه الكلمات يبتلع ريقه بصعوبة قبل ان يتمالك اخيرا امام حنقها وتوترها وشعرها الذي تشعثت خصلاته حول وجهها بصورة زادت من فتنتها فرد بصوت لا يشعر به
ما انا كنت اجي اطمن عليكي...... 
مسبلة اهدابها عنه بحياء ېقتلها هتفت تنهره بكلمات غير مترابطة
برضوا كان لازم تستنى........ انا كنت براحتي زي ما شوفت..... مينفعش كدة انا ليه خصوصية.
إلا هنا وانفرط العقد وذهبت السكرة لتأتي الصحوة ويزفر مخاطبا لها بتجهم
بس انا مش حد غريب يا ورد انا جوزك على فكرة يعني من حقي ادخل من غير استئذان وانتي لو قاعدة بشعرك ولا بحاجة خفيفة مينفعش تجري وتستخبي كدة بل بالعكس.
قال الأخيرة بانفعال جعلها تطالعه مبهوته بعدم استعياب وكأنها لا تعي ليعود زافرا مرة أخرى ثم اقترب بخطواته حتى وقف قبالها قائلا بنبرة يتخللها الحزم ممتزجا بحنوه
لما تبقي حابسة نفسك عني من ساعة ما رجعنا من مشوار المستشفى وانا عارف ومتأكد باللي قالبك يبقى انا يحقلي اكسر الباب عليكي عشان اطمن مش بس ادخل
رفع كفه يزيح بعض الشعيرات الملتصقة بوجهها ثم نزل بها ېلمس نعومة الوجنتين ليتابع غير عابئا بصډمتها وجحوظ عينيها التي على وشك ان تخرج من محجريها حتى امسك بذقنها يرفع وجهها إليه
عارف ان الكلام دلوقتي اكبر من ان برائتك تستوعبه بس احنا خلاص على وشك وهندخل في الجد قريب بعد اللي انتي خاېفة منه ما يحصل.
اومأ برأسه يؤكد لها

بصوت كالهمس
ايوة يا ورد بعد اخوكي ما يعرف مش هيبقى في حجة عشان تباتي في اوضة غير اوضتي لأن اللي ما بينا جواز رسمي يا روح قلبي مش عقد إيجار سكن لاتنين اغراب... فاهماني
الصبر طيب يا وردتي وانا مستعد امشي معاكي من اول أ ب تعليم.
دلف لداخل المنزل بخطوات حائرة عينيه تجول في الأنحاء بشرود يكتنفه عقله متحفز للبحث والتفكير واشياء أخرى تجعل الډماء تضخ بعقله كسريان الوقود قبل الإڼفجار ولكن ينقصه الوسيلة للمعرفة بعد علمه بهذه الاخبار الجديدة من زوجته وابنة عمه حب عمره الأوحد سليمة. 
كيف يعرف واين يجد الدليل وهو في الأصل لم يهتم برفقة الراحل ولا يعرف من اصداقاءه سوى المعروفين من الأقارب او الجيران.......
توقف فجأة عن تساؤلاته وقد وقعت عينيه على صغيرته رغد اصغر ابناءه تلعب وتتحدث مع دميتها القماشية داخل الغرفة التي تتشاركها مع شقيقتها الكبرى 
دلف اليها يلقي التحية قبل ان يجلس جوارها ع الأرض.
عاملة ايه يا ست رغودة 
طالعته الطفلة بابتسامة عذبة
حلوة يا بابا ودودو حلوة كمان خد سلم عليها .
قالت الأخيرة بالاشارة نحو دميتها فضحك يرفع كفه يصافح الدمية ويجاريها في لعبتها 
اهلا اهلا يا ست دودو يا ترى انتي مأدبة ولا شجية ومشجلبة زي صاحبتك
سمعت منه الصغيرة لتصدح بضحكات طفولية صاخبة ادخلت اليه البهجة فقد اشتاق قلبه لسماعها في هذا المنزل الذي عشعش به الحزن منذ رحيل ابنه الاخر تحمحم يجلي حلقه كي يستعيد تركيزه في مخاطبتها
بجولك يا رغودة هي امك واختك اسراء راحو فين مش شايفهم يعني.
ماما نايمة واسراء راحت الدرس مع صحباتها.
ردت بسجيتها ليزوم هو بفمه ويردد بكلمات مقصودة
اممم.... صاحباتها معرفهومش انا صاحباتها دول انتي تعرفيهم
اجابته بلهفة تعدد على اصابعها
ايوة يا بابا سمر بت عم يسرى وغادة ودعاء ومريم.
ما شاء عليكي يا بابا شطورة طب على كدة كنتي تعرفي اصحاب المرحوم اخوكي ولا العيال اللي كان بيمشي معاهم
ايوة عبده واد خالي وعبد المنعم وصاحبه بتاع الورشة.
مين صاحبه بتاع الورشة
سألها باهتمام وردت الصغيرة
دا صاحبه اللي شغال في المدينة الصناعية كذا مرة كانت امي تزعج لمالك عشان ميمشيش معاه بس هو مكنش بيسمع كلامها.
سهم بنظره اليها
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 89 صفحات