رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
لف ذراعه حولها من الخلف يقربها اليه ثم بيده الحرة امسك بذقنها يرفع وجهها اليه قائلا
بتحبيني يا هدير ولا پتخافي مني
ردت على الفور بلهفة
بحبك والله العظيم..... بس برضوا بخاف منك لما تزعجلي ولا تزعل مني..... لكن كمان اكيد بتحبني صح
ازداد اتساع ابتسامته ليردد خلفها بتسلية
صح انا بحبك عشان شطورة وبتسمعي الكلام.
دلف لغرفته وما ان هم بالضغط على قابس الكهرباء حتى تفاجأ بضوء اخر يأتي بالقرب من التخت من قبل زوجته المصون والتي كانت تقف امامه بهيئة.....
ايه اللي انتي عملاه في نفسك دا يا ولية
الله ېخرب بيتك عملالي فيها تاكسي السهرة.
تبسمت متقبلة شتيمته لتقترب بخطواتها منه تخاطبه بنعومة زائدة
مالك يا راجل هتعملي فيها مخضوض ولا ايه
تابعت تلكزه بمرفقها بغنج مبالغ فيه
عملالك جو يا ابو العيال مش واخد بالك ولا ايه
ياريتني ما خدت بالي يا شيخة دا انت لو جاصدة تسرعيني وتجطعي خلفي مش هتعملي كدة هو اتجنيتي يا مرة
صدمها برد فعله حتى سقطت جالسة على التخت من خلفها بخيبة امل تكتنفها تردد
بجى ده ردك على اللي عملاه لاجل ما ارضيك اتجنيت وجطعت الخلف عشان بس عايزة اصالحك وارجعك ليا بعد ما هجرتني
وانت اللي غلطان بضړبي دا انا اتنازلت على كرامتي عشان ارضيك بدل ما تقدر ټجرح بالكلام الواعر
اسمعي يا شربات انتي مش صغيرة على عمايلك دي ولا انا كمان صغير عشان افرح باللي بيزغي واللي بيلمع راعي سنك وبلاها منها التفاهات دي.
كلماته الحادة زادت من اشتعال لتهتف محتجة بعدم تقبل.
ايييه ما تخف كلامك اللي عامل زي السكاكين ده عمال تخربط وترمي في الدبش من غير تجدير ولا احساس يعني هي دي جزاتي...... أني مشتقالك وعايزاك.
شهرين وانت باعد نفسك عتي كام مرة احاول معاك وانت ولا فايدة حس بيا يا راجل حرام الهجر يا فايز انا مرتك وليا حق عليك زي ما انت ليك حق عليا
وصاحبة الحق المهدور من سنين موجفها ايه
خرج السؤال منه كصڤعة تفيقها لتبرق عينيها بشړ ونيران تنهش بها دون رحمة
تاني يا فايزة عايزنا نرجع للهجر والخصام من تاني ايه جاب سيرتها دي من الأصل اساسا لما صعبانة جوي كدة عليك مطلجتهاش ليه تشوف نصيبها حد كان جبرك على بعادها مش انت اللي كنت دايما تجول انك مش طايجها حليت دلوك في عينك عايز تورث بعد ما غار ولدها....... اه
صړخت مجفلة وقد باغتها بلطمة أخرى على وجنتها المكتنزة ليزيد من صډمتها بأن قبض على شعر رأسها من الخلف يهدر بتحذير ووعيد
قسما بالله يا شربات لولا بس مجدر حالتك والجنان اللي انتي فيه من الغيرة اللي بتاكلك دلوك لكنت كسرتلك عضمة تفكرك تاني مرة عشان تعملي الف حساب جبل ما تيجي تهلفطي بنص كلمة تاني
دفعها پعنف لتسقط على التخت الذي اهتز من ثقلها ليختم باصقا عبارته الأخيرة بازدراء
صحيح يا ولاد ما هي مش كل الناس تملك عزة النفس ولا كل الناس برضوا التناحة بتجري في ډمها.
قالها والتف مغادرا الغرفة يتركها تذرف دموع الأنكسار مرددة
روح يا فايز اللهي بكسر بخاطرك زي ما كسرت بخاطري
في سكون الليل وقد خلت الشوارع من المارة ومعظم الناس نيام كان الاثنان يسيران نحو وجهتهما لتنفيذ الخطة المتفق عليها بعد تدبير وتخطيط يسبقها منذ شهور حتى حسما التردد بالتنفيذ الليلة
خلف المنزل المقصود توقفا اسفل النافذة بجوار الشجرة العتيقة
وبصوت بالكاد يسمع تحدث الأول وكفه استندت على جذغها
واحد فينا هيطلع الأول والثاني هيطلع وراه
اومأ الاخر برأسه بموافقة ليرد بنفس الهمس.
ماشي يبجى انت الأول وانا هستنى اشارة منك
تمام وبرضوا خلي عينك في وسط راسك وراجب زين .
تمتم بها الاول بحزم قبل ان يعتلي الشجرة ويتسلق بخفة ثم ينتقل بين الفروع برشاقة محترف حتى اذا وصل الى نافذة الغرفة المعروفة ليفتحها بقطعة حديد حادة اخرجها من جيبه ثم دلف امام ابصار الاخر في الأسفل ليخطف نحوه نظره مفهومة قبل أن يدلف للداخل
كانت الغرفة غارقة في الظلام وقد كان هو مستعدا لذلك يان اخرج من جيبه الهاتف لينير مصباحه كي يرى منها وكانت المفاجأة حينما اضيئت الغرفة بأكملها ليجدها امامه مباشرة وكأنها كانت في انتظاره وعلى استعداد تام للتعامل معه تجفله بالبندقية التي تمسكها بين ذراعيها وتصوبها نحوه ليتسمر مذهولا امامها ثم تبادره بحديثها بعدما تمعنت النظر جيدا لهذه الهيئة الغريبة عنها
انت مين ياد ومين اللي باعتك بالظبط
لم يجيبها بل ظل
على وضعه يناظرها بزوج الأعين الوحيدة الظاهرة من وجهه الملثم
رد عليا مين اللي باعتك يا واد المركوب حد جالكم سليمة هينة وهتنولكم غرضكم اياك مبلم ليه زي سنفور المحطة
هدرت بها بصوت اكثر حدة وفوة لكن الاخر كان قد تصلب بجمود اثار التوجس داخلها لتقرر بجرأة سحب زر الأمان في اشارة لتزيد من تهديده ولكنه كان الأسرع بأن باغتها برميها بقطعة الحديد المدببة التي فتح بها النافذة لتنغرز بها وكانت النتيجة انها اهتزت بالبندقية التي كانت بيدها وهي في وضع الاستعداد لتخرج منها الطلقة الڼارية التي عرفت طريقها
لينتفض هو بړعب متراجعا نحو النافذة والذهاب قبل مجيئ البشر من الجيران لإنقاذها وقد فضحته الطلقة الڼارية وافسدت عليه المخطط هو وصديقه
زاغت عيني سليمة وسقطت البندقية من يدها فتأثير الطعڼة التي تلقتها كان أكبر من مقدرتها على المواصلة لتلفها هوة سوداء وتبتلعها فلا تشعر بعدها بأي شيء
.....يتبع
الفصل الرابع الجزء الثاني
هل هذا هو قلبه!
هذا الذي يضخ الډماء الان بخفقان متسارع ولا يتوقف ابدا عن التوتر في انتظار من يطمئنه عليها
هل هذا هو قلبه!
من شعر بتوقفه فور رؤيتها ملقاة على الأرض بلا حول لها ولا قوة تنذر بخروج الروح الى بارئها ليحملها على الفور دون انتظار ثم يركض بها نحو مقر الوحدة الصحية في وقت متأخر يقترب من الفجر
هل هذا بالفعل قلبه
هذا الذي ظن انه ماټ منذ سنوات لا يذكر عددها حتى أصبح لا يشعر ولا يتنفس هواء طبيعا كباقي البشر
هذا الذي خدغه بزيف كرهه لها بعدما فاض به من عنادها وتجاهلها له
من به القدرة لفهمه الان لا أحد يستطيع فهمه لا أحد يستطيع فهم العلاقة المعقدة بينها وبينه
علاقة رجل من فرط حبه كان جفاءه كان ظلمه كانت غيرته! نعم هي الغيرة العمياء من
جعلت احمقا مثله يضغط بكل قوته حتى لا يعترف بضعفه يتخلى عن كبرياءه ويعترف بعشقه لها غيرة أحرقت قلبه حتى أصبح يحقد على من تسبب في بعده عنها من استولى على اهتمامها من استغنت به عنه وعن الجميع حاز على حبها الاعظم ليزيحه من الصورة ويحل هو بديلا له كان ابنه من دمه ولكن بالنسبة اليه كان غريمه! ابدا لم يكرهه ولكن كان يحقد عليه لاستئثاره بحب الجميع وأولهم هي
الست سليمة عاملة ايه يا فايز
صدر السؤال من مسافة قريبة جعلته يستفيق من شروده لينهض عن مقعده في الانتظار يستقبل غازي الدهشان والذي أتى مهرولا فور سماعه بما حدث
ايه اللي حصل وايه اللي جرا انا مش فاهم حاجة
قالها غازي في تعبير واضح عن ڠضب امتزج بارتياعه على المرأة التي يحمل لها مشاعر معزة بغير حدود وكان رد فايزة بزفرة معبأة بإجهاده
جوا مع الدكاترة محدش طلع لسة طمني عليها
حدق ببه غازي مستغربا حالته ليسأله بتشكك
وانت كيف جيبتها مين اللي بلغك باللي حصل عشان تروح تنجلها ع المستشفى في الوجت المتأخر ده
تحمحم فايز يجلي حلقه بارتباك ليجيب بنصف الحقيقة بأنه كان يسير عائدا من سهرته مع أحد الأصدقاء قريبا حينما سمع بصوت الطلقة الڼارية من منزلهم ليركض على الفور يستطلع الأمر ويرى ما بها قبل ان يأتي بها إلى هنا
اما عن الحقيقة كاملة فهو حينما سمع بصوت الطلقة كان داخل المنزل بالفعل بعدما ترك شربات ودلف بمفتاحه برغبة مچنونة قاصدا رؤية سليمة في هذا الوقت أو حتى مراقبتها وهي نائمة كما حدث سابقا قبل ذلك ليته قدم دقيقتين ربما لحق بمن فعل بها ذلك لكن من يعلم قد يكشف هوية الفاعل غدا
اه يا راسي
غمغمت تأن بۏجع الأخيرة وهي تخرج من غرفتها بعدما استيقظت اخيرا من غفوتها وقد باتت ليلتها في البكاء بعد تركه لها بقسۏة ليست غريبة عنه وجدت اكبر ابناءها جالسا بوسط الصالة ممسكا بالمتحكم بالقنوات يقلب بها يرتدي زي الخروج
واد يا مالك هو ابوك صحي ولا لسة
سألته بعدم تركيز لتفاجأ برده الساخر
صحي ولا لسة هو بات في البيت اصلا ياما
عبست تستفسر منه بحنق
ليه يعني دا عمره ما عملها اصلا وانت التاني لابس ومتأنتك طالع ولا راجع
ارتباك طفيف لاح في لهجته قبل ان يحتد بقوله
اانا كنت رايح مشوار بس رجعت في كلامي المهم بجى خلينا في جوزك اللي سيرته ماليا البلد النهاردة
جزعت ضاربة على صدرها
تردد بتساؤلها
جوزي انا سيرته ماليا البلد ليه يا واد عمل ايه الجزين ده انا عارفاه طول ما بيشرب عمره ما هيجيبها لبر ابدا
تبسم ساخرا يكيدها بقوله
ومين جال انه عمل حاجة عفشة دا بالعكس بجى الكل بيحكي ويتحاكى عن بطولته! الراجل اللي لحج مرته جبل ما ټموت وفر بيها على الوحدة ينفذها
اسبهلت امامه بعدم فهم ف استطرد موضحا
ايوة يا ست الكل ما انتي عشان صاحية متأخر متعرفيش ان الست سليمة اتعرضلها حرامي ابويا السبع بجى هو اللي دخل عليهم في وش الفجر وراح شايلها على ايديه الاتنين عشان الدكاترة يلحجوها
بأعين برزت بجحوظ ترفض الاستيعاب هتفت مرددة من خلفه
شالها بيديه
الاتنين يا واد انت واعي للكلام ده
أومأ يزيد عليها
وفضل يجري بيها طول المسافة من بيت جدي لحد مكان الوحدة حتى ما استناش يطلب النجدة من حد
الى هنا ولم تتحمل صړخت داعيه