رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
پقهر وحقد يفتك بها متذكرة انه لم يفعلها ابدا معها
روح يا فايز الهي تتشل ولا تلاجي اللي يشيلك كيف ما انت جاهرني كدة وكاسر بخاطري
تانقت كالعادة وبالغت في تزين وجهها بالإضافة لهذه الاكسسورات التي تظهر حجم البذخ الذي تتنعم به كالساعة الفاخرة والأساور الثقيلة والسلسال الذي يغطي الصدر الأمامي من العباءة الباهظة الثمن هي الأخرى
رايحة فين يا فتنة النهادرة كمان اوعي تجولي هتشتري لبس ولا دهب عشان الحجة دي باظت ومسخت
تبسمت لها معقبة ببساطة
خلاص ياما بلاها منها الحجة دي انا طالعة اشم هوا او اجضي وجت حلو في المول التجاري
أثارت ڠضب رئيسة والتي عبرت باستياء توبخها
ردت تذهلها
بلاها عنك خالص ياما وديهم عند ابوهم خلي المحروسة مرت ابوهم تجوم بواجبها معاهم ولا هي صدجت نفسها وافتكرت انها حلت محلي وهاتبحى هانم بجد
تمالكت بصعوبة عن الڠضب فعقبت تنهيها بنصح عله يأتي بفائدة معها او حتى تأخذ حذرها ف السباب والحماقة في الرد
عيب عليكي يا فتنة الكلام بيوصل راعي انها بت عمك حتى
عما الدبب خليها تسمع هي وجوزها ولا هيهمني ع الأجل كل واحد يعرف مجامه اخرها خدامة لعيالي
مش هتأخر ان شاء الله مشواري خفيف
قالتها وتحركت للذهاب لتتمتم رئيسة وهي تتابع اثرها
على كيفك يا بت بطني مش ابوكي فارطلك الحبل ع الغارب اعملي اللي يلد عليكي
تجاهلت فتنة التهكم المقصود من والدتها وتابعت طريقها نحو المغادرة حتى تفاجأت بمن يدفع الباب بملامحه العابسة يسحب حقائب سفره من خلفه فسبقتها رئيسة بالتهليل في استقباله
القت بنفسها عليه تقبله وتضمه باشتياق لتعقب فتنة بتهكم
خفي شوية عليه ياما ولدك شكله راجع مفرهد وتعبان الله يكون في عونك يا واد ابوي شكل الوفد
السياحي اللي طلعت معاه الرحلة باينهم كانوا جامدين وتعبينك جوي
قالتها بمغزى فهمه ناجي ليحدجها بنظرة ڼارية معقبا بحنق شديد
تقطع الغرفة ذهابا وايابا پقهر يفتك بها من وقت ما اخبرتها والدتها بما وصل اليها من اخبار كباقي اهل البلدة عن اصاپة سليمة ومحاولة قټلها ثم علمها بالسيارة المجهزة التي اخذتها لتتلقي العلاج داخل المحافظة بتدبير من زوجها الذي خرج وفعل كل ذلك وهي نائمة غافلة عن كل شيء ثم عجزها الان عن اللحاق بهم بعد تحذير والدتها وټهديد شقيقها بضرورة عدم الخروج دون علم زوجها مقيدة بإرث العادات لابد لها من الطاعة لابد لها من الالتزام حتى وهي ممزقة الان بلوعة الخۏف على من كانت هى الام الأقرب اليها لعدد ليس هين من السنوات
انتبهت فجأة لصوت القدمين التي تقترب من الغرفة لتعلم بعودته
ليه مجولتليش ان امي سليمة نجلوها ع المستشفى
صړخت بها فور ان ولج داخل الغرفة لتجفله بحدتها تلك وهيئتها المذرية باحمرار وجهها من فرط البكاء والڠضب الذي جعلها تندفع نحوه متابعة بهياج
بتسبيني على عمايا يا غازي وامي سليمة بين الحيا والمۏت هان عليك تطلع بيها وتوديها على مستشفى المحافظة وانا نايمة على سريري بعدها ياجيني الخبر زي اي حد غريب ليه بتعمل معايا كدة يا غازي ليه عايز تبعدني عنها وعن اي شيء يخص اللي رحل
بس
هتف بها يقاطعها بحزم ليوقف هذيانها قبل ان يصدر ما يتسبب في جرحه منها وقد كانت في حالة اقرب للجنون ليردف بصرامة
جبل ما تخربطي وتهلفطي بكلام مالوش عازة انا لما طلعت ع الاتصال اللي بلغني باللي حصل مكنتش اعرف بحالة الست سليمة ولما وصلت للمستشفى وعرفت انها محتاجة تتنجل للمحافظة كان لازم استعجل ومتأخرش مكنش ينفع اتصل جبل ما اطمن عليها فضلت ان اجي اخدك بنفسي بعد ما افهمك وانا وشي في وشك مش بتلفون
ردت بنظرة راجية حطمت الجزء المتبقي من ڠضب نحوها
جلبي كان هيوجف من الخۏف عليها يا غازي كنت حاسة نفسي مربوطة بسلاسل وشيطان بيهيألي في كل دجيجة انها ممكن تروح زي اللي راح وانا جاعدة مكاني
بعد الشړ عليكي وعليها سليمة شديدة وجادرة تهزم اي شيء حتى المۏت دلوك تشوفيها وتطمني بنفسك
لم تجيب برد من فمها بل كان ردها
وكأنها وجدت حصن امانها وكأنها كانت في انتظاره انتظار هذا الصدر الرحب بدفء قادر على بث الطمأنينة اليها دون جهد
أما عنه فقد اغمض عيناه پألم يكتمه ماذا يفعل ماذا يفعل مع امرأة تهزمه دائما بأقل فعل منها بنظرة واحدة تجعل الجبل الشامخ يخر راكعا امامها تبا له من عشق هذا الذي يجعله مجردا من كل اسلحلته ولا يملك درع دفاع واقي ضد الھجمات المباغتة منها
في ركن متخفي داخل المجمع التجاري الكبير توقف خلف الزجاج يراقبها بتمعن ينفث دخان السېجار بتفكير متعمق يراها صيد ثمين وسهل بهذه الشخصية الواضحة اليه كوضوح الشمس بالنسبة اليه كرجل خبير طاف وجال وخاض مغامرات بعدد شعر رأسه لم يخسر في واحدة على الإطلاق
لسة
بتدورلها على مدخل صح
انتفض ملتفا لصاحب الصوت والذي كان يقف خلفه تماما يرمقه بنظرة كاشفة بابتسامة ساخرة تثير الدهشة فخرج رده على الفور بإنكار
ايه يا عم عمر! جاي رايق انت تحلل وترسم قصة عشان يس شوفتني ببص عليها دي نظرة عابرة يا عم الحج يعني اعجاب خطافي كدة ما انت عارف بقى صاحبك ميقدرش يحود عينه عن واحدة حلوة
زاد اتساع الابتسامة على وجه عمر ليتحرك من أمامه خطوتين حتى سحب كرسي وقربه ليجلس مقابله قائلا
عيبك يا صلاح ان عجلك الذكي ده لساتوا بيخونك
وبينسيك مين عمر تربيتك وتلميذك اللي اتفوج عليك
اه
تمتم بها صلاخ ليسحب هو الاخر كرسيه يجلس أمامه بأرستقراطية واضعا قدما فوق الأخرى يتابع تدخين باقي سيجارته وهو يرد
ماشي يا سيدي مقبولة منك انت برضوا حبيبي وياما كلنا مع بعض عيش وملح
ارتفعت كفي عمر يضيف على قوله
وأيام حلوة وفرصة العمر اللي تمت على يدك اينعم انا دفعت التمن جبالها بس لا ينكر الفضل الا ندل وانا مش ندل عشان انسى جميلك
ضاقت عيني صلاح بارتياب يسأله
مش فاهم وضح اكتر يا عمر
رد الأخير بحماس عارضا
انا عايز ارد لك جميلك واساعدك توصل للي شاغلة بالك وحاطط عينك عليها
قال الأخيرة بإشارة نحو ما خلف اللوح الزجاجي ليرد الاخر باستغراب وعدم تصديق
يا سلام ما انت قولت ان مينفعش وانها سكتها صعبة واهلها اصعب دا غير شخصيتها
ورجعت ف كلامي يا سيدي
قالها بمقاطعة جعلت الاخر ينتبه له حتى ومض عقله الخبيث ليعقب بفراسة
واضح انك قالب ع الست او عيلتها بدليل انك اختارت وقتك بعناية في مقابلتي وعرض خدماتك انا طبعا مش هسألك عشان عارفك مش هتجاوب وبصراحة مش مهتم مدام هيصب في مصلحتي لكن المهم بقى امان المغامرة
تبسم بثقة متحدثا
بمساعدتي ليك هتبجى امان الأمان
اشطة
تمتم ره لينهض عن مقعده عائدا لمكانه الاول في مراقبتها وهي تتحدث مع النادل بتعالي وتعجرف لينفث دخان سېجاره
حلو اوي حبيبي يا عمر والله وجتلي في الوقت المناسب
فتحت عينيها للنور اخيرا بعدما تم نقلها لغرفة عادية وقد اطمأن الأطباء لاستقرار حالتها تطلعت قليلا للسقف الأبيض ثم دارت مقلتيها قي الأجواء حولها حتى اصطدمت بعينيه جالسا بالقرب منها ويبادرها حديثه
حمد الله على سلامتك يا سليمة عاملة ايه دلوك
رمقته بصمت ثم ما لبثت ان تحيد بنظرها عنه ليتابع هو بأسئلته لها
مين اللي عملها وأذاكي يا سليمة لو شوفتيه وعرفتيه جولي وخبريني عنه جولي الاسم بس يا سليمة وانا كفيل به
ظلت على صمتها لا تعيره أدنى اهتمام وهو يطالعها بقلب ېتمزق برجاء يخاطبها
معاكي حج في كل اللي تعمليه معايا بس احنا دلوك دخلنا في الأذية يا سليمة انتي كنتي ھتموتي وانا جلبي اتخلع من محله وجت ما شوفتك سايحة في دمك كفايانا عند يا سليمة
عند الأخيرة رمقته بنظرة اربكته وكأنها ترسل باقتضاب رسالة يعلمها جيدا تخبره عن حقارته في تركها عن ذنبها المعلق في رقبته دائما ما تنجح في إيصال ما تريده دون حتى ان تنطق بحرف من شفافها حتى جعلته يطرق باستسلام مرددا بخزي
عندك حج وانا عارف ان معاكي كل الحج انك تبصيلي النظرة ده وأكتر كمان
دفع باب الغرفة فتهللت ملامحها
ليشرق وجهها على الفور بابتسامة ضخت الډماء به لتزبح عنه شحوب المړض مع دلوف حبة قلبها الغالي ابن الغالي محمول على ذراع والدته زوجة ابنها الراحل والتي ركضت نحوها فور رؤيتها مرددة بجزع
امي سليمة
كان غازي يسير في طرقة المشفي بعقل شارد في الحديث الذي دار بينه وبين بعد لطبيب المختص بحالة سليمة والذي فضل الانفراد به بغرفته نظرا لخطۏرة الامر
قبل قليل
انت بتجول ايه يا دكتور متأكد من كلامك ده
هتف بها غازي بعدم استيعاب لكلمات الطبيب المفاجأة له والذي أكد بلهجة لا تقبل الشك
يا غازي بيه احنا عدنا التحاليل كذا مرة وكل مرة تطلع النتيجة واحدة السيدة سليمة بيجري في ډمها مادة غريبة المادة دي ممكن تم تكون تناولها عن طريق الأكل او الشرب المهم من الاخر كدة تصنيفها سم بالبطيء بتشتغل ع الجسم حسب قوة تحمله بس اخرها شهور والانسان روحه تصعد للي خلقه
بعقل مشتت سأله
لا حول ولا قوة الا بالله يارب طب انا عايزة افهم يعني هي ممكن تكون بتاخد دوا غلط ولا حاجة مش فاهمها اصل يعني هتحصل كيف دي والست بتعمل حاجتها لوحدها ومفيش حد معاها في البيت يطبخلها حتى حماتها ام جوزها دي ولية عجوزة وتعبانة بالعافية بتمشي خطوتها
عقب الطبيب بلهجة عملية
حضرتك انا ليا دعوة بالنتايج وبس يعني مش هقدر افكر ولا اخمن باللي حصل حصل ازاي انا بشتغل دلوقتي على مريضتي بنحاول علاجها بمواد مضادة لنسبة السم اللي في جسمها في التهاية دلوقتي بقى عايز أسألك ابلغ البوليس بكل المعلومات دي لما يجي يحقق ولا اعمل ايه بالظبط
ضړب غازي بالعصا على ارض المكتب تصدر
صوتا بتفكير حاسما لبردف مجيبها له
انا هوجلك تتصرف ازاي
عاد من شروده وهو يدلف لغرفة سليمة ليفاجأ بحضور هولاء القوم يحيطون بالمرأة زوج الثيران عيسى وسند ووالدتيهما وتلك المرأة العجوز التي كانت جالسة بحزن تضم معتز اليها تتخذ