رواية سيلا الليل الجزء الثاني بقلم/ميادة مأمون
عن تاركه لشعرها الذهبي العنان لينسدل خلف ظهرها غير مهتمه به
وذهبت للأسفل باتجاه غرفة الطهي تحضر لنفسها بعض الشطائر تشبع بهم جوعها
اخذ هو حماما دافئا حتي يهدئ من غضبه وهو يفكر بما قالته تلك الغبيه
هل تغير من أطفالها ام هناك من يشغلها ويتلاعب بعقلها ضده هل يعود كما السابق ويرسل من يراقبها ام يتركها ولا يهتم بها
ترجل من المرحاض ووقف أمام المراءه يمشط رأسه ليستشيط من الغيظ
عندما وجدها تدلف ومعها صحن عليه بعض الطعام وتمسك باليد الاخري كوبا من
العصير
وتجلس خلف مكتبها بكل هدوء تفتح جهاز الحاسوب تبعها
اقترب منها وهو يزجر من برودها هذا إنتى مش طبيعيه لا يمكن تكوني سيلا مراتي اللي مربيها على أيدي ابدا
سيلا كل ده عشان جعانه وباكل ساندوتش المفروض اصوم عشان حضرتك زعلان
ليل اخرسي انا مش عايز اسمع صوتك واقولك على حاجة انا نازل لأولادي
وهاسيبلك اوضتك بحالها اشبعي بيها وياريت تخليكي فيها مش محتاجين فك معانا
تراه يذهب نحو أولادهم ويجلس معهم تعلم انه غاضب منها جدا ولكنه ارتسم البسمه على وجهه وبدء اللهو معهم كعادته
بعد الايام لم يكن كفيلا بزيادة الخصومه بينهم فقط
ولكنه أيضا روضها على قسۏة القلب تلك التي كانت تخشي النوم ليلا دون وجوده الان مر عليها ثلاثة أيام تنام منفرده بغرفتها وهو يقتسم الفراش مع صغيراه
يريد أن يذهب إليها ويحتضنها بشدة حتى ېحطم اضلعها داخل ه
ولكن كيف به أن يفعل ذلك كيف أن يزل امامها وينصر كبريئها عليه سيرجعها اليه ويخضعها له لكن بأرادتها هيا
استيقظ في الصباح الباكر كعادته واتجه لغرفته ال ليرتدي ملابسه الرسميه ويستعد للذهاب إلى عمله ولكنه تفاجئ بعدم وجودها في فراشها فظن انها داخل المرحاض
تظاهر عدم الاهتمام بها وهو بداخله ېحترق شوقا الي لمسة منها وبدء هو الاخر في جذب ملابسه
سيلا مافيش صباح الخير
ليل بجمود غير متقن لاء مافيش
سيلا انت هاتخرج بدري كده
ليلعندك مانع
سيلا لاء طبعا بس حبيت اعرفك اني انا كمان هاخرج بدري وهتأخر النهاردة شوية بره ممكن ارجع على الساعه تسعه كده
سيلا انا مش شايفه فيها جنان عادي يعني النهارده عيد ميلاد واحده صاحبتي في الجامعه وبعد المحاضرات هانروح نحتفل بيها
ليل امممم حلو اوي ومن امتى بقى انشاء الله حضرتك بتروحي حفلات لوحدك وبعدين مش ولادك اولا برضو بالاهتمام ده بدل اصحابك يا برنسيس
سيلا اووووه كفايه عليهم اهتمام حضرتك هو انت مدى حد فرصه حتى يقعد معاهم انت مش بقيت شايف غيرهم اصلا حتى اوضتك هجرتها وبقيت مقيم معاهم
كادت ان تتركه وتذهب ممسكه
ليل قسما بالله ياسيلا لو ما اتعدلتي لكون كاسر دماغك مش ايدك بس
ولادك ولادك هما ولادي لوحدي وانتي ايه مش مامتهم
جلست على الفراش منحنية الرأس وبصوت باكي اجابته انت مش بقيت تحبني بقيت تهتم بيهم وتحبهم هما بس
ضم حاجبيه ونظر إليها وتنهد بهدوء يحاول ان يسيطر على اعصابه ثم جلس بجوراها
ليل بس يا غبية انا اذا كنت بحبهم بحبهم عشان هما حته منك ومني دول ولادنا يا سيلا ازي بس بتفكري كده اوعي تكوني سمعتي لحد تاني زي زمان انتي رجعتي تاني تكلمي سجى من ورايا
هبت واقفه من جانبه قصدك ايه قصدك تقول عليا ماعنديش شخصيه مش كده لاء يا بيه انا بقالي كتير جدا مش كلمت حد فيهم واتفضل بقى سيبني لوحدي وروح كمل لبسك بعيد عني في اوضة ولادك
ليل بجمود لاء مش هاسيبك لوحدك ولازم تفهمي حاجه واحده بس
سيلا بشوق ايه هيا ليل
ليل اني بحبك قبل ولادي سيلا وهافضل احبك لحد ما اموت
وهل للحديث مكان بين القلوب العاشقه الان تصمت الألسن وتتحدث النظرات عن مدى اشتياق الحبيب الي المحبوب
لينعمو سويا باستعادة غرامهم وتختلط الأنفس ببعضها بكل شوق وحب
ظلت مستلقية بين ذراعيه مدثرها جيدا بالغطاء الي ان انتبه لهاتفه المضيئ على الكومود بجانبه
ليل يا خبر الوقت سرقنا وآنا عندي اجتماع مهم في المجموعه وبيستعجلوني حاول ازاحتها من علي ه لكنه فشل حين تشبثت به كالاطفال
سيلا لاءه مش عاوزاك تسبني تاني خليك معايا او حتى خدني معاك
ليل بفرحه ههههههه أخيرا
رجعتيلي بس معلش يا روحي النهارده بالذات مش هينفع عندي شغل كتير
سيلا خلاص هاجي معاك واستناك لحد ما تخلص
ليل طب وليه دا كله لو مش عندك حاجه مهمه في الجامعه خليكي قاعده مع الولاد وانا هحاول اخلص شغلي بدري وارجع ليكي بسرعه
سيلا پغضب لاء انا هاروح الجامعه
تركت الفراش وهبت واقفه متجهه نحو ملابسها
ليل اوك يا سيلا زي ماتحبي بس مافيش تأخير وبعد الجامعه ترجعي على البيت
سيلا بعدم اهتمام ok
مر عليه اليوم بصعوبه حقا كان يوما مرهقا
عاد الي منزله في تمام الساعة الة مساء وجد أطفاله مازلو مستيقظين مع المربية الخاصه بهم
جلس على أول مقعد قابله ومد يده يستقبل هؤلاء الصبية المرحين ويم بحب جم
ليل ماريا ليه الولاد لسه مش نامو لحد دلوقتي
ماريا سيدي لقد غفى الأطفال في فترة الظهيرة وقت طويل وهذا ما اجبرني على سهرتهم المرحه هذه
امممم واين سيلا انا لا أراها هل هي في غرفتها
لا سيدي السيدة سيلا لم تعود حتى الان
ماذا تقولين احملي عني الولد واذا به يمسك هاتفه يحاول الاتصال بها دون رد ليعاود الكره مره اخرى وأيضا لا يتلقى اي اجابه
لقد تملك منه القلق لابد أن يكون حدث لها شيئا لماذا استمع إليها ونفذ لها تها في عدم مصاحبة سيارة حرس خاصة بها
كيف به أن يصل إليها الان
الي ان دقت الساعه الثانية عشر استمع الي صرير اطارات سيارتها وتوقفها بالخارج
هاهي تدلف اليه ولكنها تترنح في مشيتها أيعقل ان تكون ثمله
ليل بريبة في امرها حمدلله على السلامه
سيلا بشهقه خفيفه الله يسلمك
بهدوء ما قبل العاصفه كنتي فين وايه اللي اخرك ومالك مش واقفه على بعضك كده ليه
اوف ليل ايه كل الأسئلة دي مانا قولتلك ان النهارده عيد ميلاد صاحبتي
ليل وهو يقترب منها واظن انا قولت مافيش حضور أعياد ميلاد مش كده
يووووه انت علطول مش بتقول غير لاء ومافيش وماتخرجيش ومش عايزني اعمل حاجه في حياتي غير اني اخلف أطفال وكأني ارنبه ماليش اي قيمه غير في السرير وبس انا زهقت
لأول مره بحياته يفعلها ويرفع يده بكل قوته ويلقيها على وجنتها لتسقط أمام قدمه وينحني مجتذب حجابها من علي رأسها ويجبرها على الوقوف مره ثانيه
ليل پغضب وقد تحولت عينه الي جمرتين زهقتي جايه بعد العمر دا كله تقوليلي زهقتي انتي ايه ناويه تتحولي لهيام تانيه
مش لاقيه حد تقلديه المره دي غير امك رجعالي البيت نص الليل وكمان سكرانه
انطقي قولي كنتي فين ومع مين
سيلا وقد اكتسي وجهها بالدموع انت بتني ليل سيبني ابعد عني سيبني سيبني
شبك خصلتها بين اصابعه ودفعها لتصعد أمامه الي الأعلى ولم يتركها حتى وصل بها الي مرحاض غرفته وفتح الماء بقوه واذا به يحني رأسها وهو ېصرخ فيها
ليل اسيبك لاء ورحمة ابويا وابوكي ما هيحصل تاني دماغك دي هاكسرها ليكي
مش هسمحلك تعملي فيا زي هيام ما عملت في طارق يا سيلا فوقي كده وقوليلي انتي شاربه ايه وكنتي مع مين
ألقاها من بين يديه على فراشهم وجلس على المقعد منحني بجزعه للأمام والڠضب مسيطر بالكامل على وجهه صامتا منتظر رد على اسئلته
علمت انها أخرجت بيدها الشيطان الكامن بداخله لتنكمش وتنطوي على نفسها مرتعبه من هيأته هذه
مش تبصلي كده ليل انا خاېفه منك
ايه اللي خلاكي تكسري كلامي وتروحي الزفت ده من ورايا
سيلا پبكاء زهقت وتعبت انت بقيت طول الوقت يا مهتم بشغلك يا مع الولاد حتى لما قولتلك عايزه اشتغل معاك رفضت طب خدني معاك الشركة زي زمان رفضت انا بقيت احس اني مجرد جاريه ليك وبس
ليل بصړاخ اوعي تعيديها تاني يا غبيه ياعديمة الاحساس بتدوري على راحتك والخروج والفسح وناسية انك بقيتي ام
بس وحياتك عندي لكل ده هيتغير مش انتي حاسه انك مجرد جارية ليا حتى الاحساس ده هحرمك منه من بكره الصبح طقم الحراسه بتاعك هيرجع تاني ومافيش خروج من البيت ده غير بأذني
الناني بتاعت ولادك هتاخد اجازه وانتي اللي هاتهتمي بيهم
ومافيش نزول الجامعه غير لما تتعدلي و السرير اللي حضرتك حاسه بقيمتك فيه هو بس هيبقى ليكي لوحدك
نامي يا سيلا بس قبل ماتنامي اعرفي انك انتي اللي اختارتي البعد المره دي وفتحتي چرح
مش هيتداوي بسهوله
استيقظت في الصباح برأس يكاد ينفجر من شدة الالم
كانت الرؤية مشوشة بالنسبة لها ولكنها بدئت تتضح شئ فشئ حين انفزعت أثر خبطاته في كل ما يقابله
وفجأه وجدته يقف امامها بكامل هياته يبدو أنه يستعد للذهاب إلى عمله
ولكن ما هذا انه يحمل هاتفها وجهاز الحاسوب خاصتها لتحاول سؤاله پخوف
صباح الخير
لم ينظر اليها او حتي يجيبها
حاولت النهوض من فراشها والاقتراب منه
ليفزعها بصوته الجهور
خليكي مكانك اياكي تقربي مني
عادت كما كانت بحزن وخوف منه
سيلا وهي تواري عيناها منه طب ممكن اعرف انت واخد حاجاتي ليه
ليل بجمود عشان خلاص من النهارده مش هيبقى ليكي اتصال بأي حد غير ولادك مافيش قدامك غيرهم تقعدي وتتعاملي معاهم تأكليهم وتغيريليهم وتبقى ام بجد بقي
عشان تبقى ترجعيلي سكرانه كويس اوي يا هانم
سيلا پبكاء بس انا مش هاعرف اعمل كده في مربية ليهم بتعمل الحاجات دي
ليل اه الظاهر انك امبارح ماكنتيش فايقه كويس عشان تستوعبي الكلام اللي قولته
المربية اخدت اجازة و انتي هاتقعدي بالأربع ولاد لوحدك يلا مستنيه ايه قومي شوفي ولادك
جرت للخارج سريعا قبل أن يقترب منها ويفتك بها
وهذا ما كانت تظنه
وقف واضعا يداه في جيوب بنطاله وهو يستحلف لها
استنى عليا والله لربيكي من اول وجديد
فتح خزنته الخاصه بغرفة نومه ووضع الهاتف والحاسب بها ثم اغلقها جيدا واتجه للخارج مستعدا للذهاب
إلى عمله
وقبل ان يترجل على الدرج استمع لها وهيا تتوسل للمربيه بحذر حتى لا تراه
اما بالداخل عندها
سيلا لا تذهبي ماريا لا تتركيني معهم please
انا لا استطيع التعامل معهم وحدي
ماريا my God maam لا تبكي ليس بيدي