رواية سيلا الليل الجزء الثاني بقلم/ميادة مأمون

الرقيقة التي ما راق لها إلا التدلل عليه
بأن تكون ما بين يوم وليلة على دراية كاملة بتربية اربع أطفال بعمر الر والعامين
يريدها ام لأطفال حسنا لكن عليه أن يعودها على ذلك لا يبعدها كل البعد كما فعل منذ ولادتها الاولي
ويكون معها خطوه بخطوه بالحب وليس بالاجبار
إذا سيكون مرابطا لها ولصغارها حتى تعود اليه وتنعم بعشقه الدائم لها
صعد الي الأعلى وفتح باب غرفتها
ظنت هي انه قادم إليها حتى يلقى عليها
اللوم مره اخرى فافتعلت النعاس واغمضت عينيها بقوه
ليبتسم هو اثر حركاتها الطفولية وجلب ذلك الكريم المضاد وأتجه للجلوس على الفراش ورفع ساقها علي قدمه وبدء يدلكها لها
شعرت هي بلمسة يده بكل رقه على ساقها لتدمع عيناها وتسترسل العبرات على وجنتها دون أن تفتحهم
ولكنها شهقت بړعب حين وجدته يحملها في صمت
فتحت عيناها الباكية لتقابل عينه الجامدة
سيلا من فضلك نزلني سيبني لوحدي لوسمحت
ليل بجمود لاء مش هاسيبك لوحدك تاني و هانزلك في اوضة ولادنا يا سيلا انا وانتي هنام مع الولاد
مش عايزة تكلميني براحتك خليكي زعلانه بس بردو لازم اليومين الجايين نكون كلنا مع بعض عشان اقدر اخد بالي منك ومنهم
سيلا لاء كتر خيرك خليك انت معاهم ورجعني اوضتي انا مش عايزة افضل معاك
ليل بحنان مش هاتفضلي غير معايا ڠصب عنك او برضاكي بردو مافيش غيري قدامك يانا وهما يا مافيش يا سيلا
وضعها بجانب صغيرها على فراشه الصغير ثم اتجه للفراش المقابل لهما وتمدد بجانب صغيره الاخر وظل ينظر لها في صمت وهي معطياه ظهرها
الي ان استسلم الاثنان للنوم
ولكن كيف سينعما للنوم بهدوء ومعاهم اربع صغار بغرفه واحدة
صرخات الصغيرة تالا بدأت تتعالى وبكائها يزداد بقوه
استيقظ ابيها سريعا وال من مرقده وتهيأ ليحملها لكنه تفاجئ بزوجته تقف أمام فراش الصغيرة تشعر پألم قدمها لكنها تتحمل الألم لكي تحمل صغيرتها وتحاول اسكاتها
لكم احبها هكذا وتمني رؤيتها وهي ت الامومه
عاد الي مرقده وتصنع النوم ليري هل ستنجح في تصرفها ولكنه ال فجاءه واضطر للحديث معها
وهي خارجه من الغرفه
ليلرايحه فين بالبنت دلوقتي يا سيلا
استدارت له پغضب وقالت
سيلا ماتخافش اكيد مش هاها انا هاروح اعملها رضعه عشان تاكل
اومئ برأسه متفهما ڠضبها منه واتجه نحوهم واذا به يحتضنها هي وصغيرتها
ليل طب تعالي اقعدي وافردي رجلك على السرير وانا هنزل اخلي حد يعمل ليها الاكل
ازاحت يده من عليها وفعلت مثلما أراد واستدارت متجهه للفراش
جلست عليه وحاولت رفع ساقها ليسبقها هو ورفعها لها 
ابتسم لها ابتسامه خفيفه وال متجه للخارج
ظلت تتغضا البصر عنه الي ان رحل وغاب طيفه عن الغرفه بأكملها
حاولت تهدئة الصغيرة تالا بين ذراعيها وهي تسرح بعقلها و قلبها في من يسطو ويمتلكهم بالكامل
نعم هو حبيبها لا تفكر ولا تتمنى ولا يملئ عينها رجل بالكون كله غيره هو ليلها...
بعصبيته وحنانه
بعناده ودلاله
بغيرته وتملكه
يحبها تعلم هذا جيدا لكنه في الاونه الاخيرة شعرت بأن حبه لها واهتمامه بها بدء ينقص ويذهب لمن هم اهم منها الان بالنسبة له
ويحك سيلا افيقي بحق السماء اتغارين من صغارك اتحقدين عليهم لمجرد انهم شاركوكي في حب ابيهم
هم صغارك فلذة كبدك كل واحد منهم اخد حصته من جسدك كل واحد منهم تكون بجوار قلبك وسكن في احشائك لمدة تسعة اشهر
وبعد أن خرجو للحياة إليك انت من فضلت الإبتعاد عنهم
أحببت الدلال عن صغارك انظري لصغيرتك البريئة بالله كيف لا تلاحظين ابتسامتها الجميلة
ماهذا يا تالا الديك طبع الحسن وبارز جدا في ذقنك الصغير مثل ابيكي يا جميلتي لقد اخذتي مني أيضا تلك الغمازتين ولون العينين
كيف لم الاحظ هذا من قبل
ضحكت لها بصوت مرتفع ونطقت دون وعي مني
انتي شبهي اوي يا تالا ازاي ملاحظتش ده قبل
كده
عشان عمرك ما حاولتي تشيليها وتاخديها في
حضنك قبل كده
هذا ليل كان يقف منذ مده يراقب تعبيرات وجهها ولمسة يدها لوجه صغيرتها
ولما استمعت الي صوته تجهم وجهها مره اخرى واحنته لابنتها ومدت يدها فقط منتظرة ان يضع فيها زجاجة الرضاعة
لكنه فاجئها بحمل الصغيرة من علي يدها ويتجه بها
الي المقعد ثم جلس وشرع في إعطائها وجبتها التي بدئت في التهامها
انفعلت سيلا من فعلته هذه وثارت ثورتها ثم هبت واقفه
ازاي تعمل كده هات بنتي انا هأكلها
كالوح ثلج لم ينصهر أبدا ارسل لها ابتسامته الباردة
اقعدي عشان رجلك انتي مش هتعرفي ترضعيها يا سيلا
مين قالك كده لو سمحت هاتها ومش ليك دعوه بينا
روح نام في اوضتك وسبني مع اولادي
سيبتك مره وكنتي هاتتسبي في كارثه ليكي ولأبنك
قصدك ايه قصدك تقول اني مش أنفع اكون ام مش كده
اهدي يابرنسيس ماتعليش صوتك احسن الولاد يصحو كلهم تاني
انا كل قصدي انك ماحولتيش تأكليها قبل كده فاممكن ماتعرفيش والبنت تشرئ منك
وما كان منها الا ان
استشاطت غيظا وصړخت
طب كده بقى خليك انت معاهم وسيبني انا اروح اوضتي
ليل دا بدل ماتيجي تقعدي جامبي وتشوفيها وهي بتاكل عشان تتعلمي تأكليها
وقفت منحنية الرأس ثم استدارت جالسه بجانبه
سيلا طب اديهالي وعلمني
انه اليوم الثالث لنا سويا مع أولادنا في تلك الغرفة بدئت سيلا تتأقلم معهم وتتعلم كيف تكون ام حنونه لهم
بالطبع حنونه الا يليق الحنان والدلال بغيرك انتي يا معذبتي وحبيبة قلبي يا صغيرتي ونور عيني
افقت من شرودي هذا على صوت هاتفي وانا اجلس
اراقبها من خلف حاسوبي وهي تلهو مع ابنائي محمد وطارق
أمسكت الهاتف وبدئت المحادثه مع مدير مكتبي وانشغلت بالعمل الذي اهملته لمدة ثلاثة ايام
لكن سيلا لم يعجبها هذا وجلست على الفراش مبتعدة عن الأطفال تنظر لي پغضب لكم أحببت وحفظت كل تعبيرات وجهك يا معشوقتي الصغيرة
لكني الان مشغول جدا ومضطر لترك تلك السهره الصبينية المليئة بالمرح والمكوث منفردا في غرفة مكتبي بالأسفل
لم اهتم لنظراتها ولممت أشيائي سريعا واتجهت للخارج وانا اتحدث مع الرجل
لتهتف هي بصوت عابث
رايح فين مش قولت هانفضل كلنا مع بعض ومافيش حد هايخرج مننا
إبعدت الهاتف عن اذني ونظرت لها بصوت هامس اجبتها
مش خارج انا هانزل المكتب عشان اعرف اركز و اخلص شغلي
خرجت واغلقت الباب من خلفي وعدت مره ثانية للمحادثة
ولكن كيف وتلك العنيدة معي هل ستتركني بحالي
فتحت بابها ووقفت بينه وبين الجدار واذا بها تحمل الفتايات وتخرج جروايها الصغار ا
سيلا استنى ليل امسك الولاد احنا هننزل معاك
اغلقت الهاتف في وجه الرجل منهي المحادثة مندهشا مما تفعله الا يكفيني خصامك الي الان لتزيديه بالعناد
اي اللي بتعمليه دا قولتلك عايز اركز في شغلي تقوليلي هانزل انا والولاد معاك
بكل هدوء اجابت
انت قولتلي مافيش جامعه وقولت مافيش شغل وهنفضل كلنا سوي دلوقتي عايز تنزل اوك
بس خدنا معاك تحت وزي ما انت هتقعد تشتغل انا كمان هقعد اذاكر
لم اتمالك نفسي واذا بي اصړخ في وجهها
ادخلي بالولاد جوه يا سيلا واقفلي الباب لحد ماطلع ليكم
اعرف تلك النظرة جيدا واعلم انك ستزيدين من خصامك وعنادك
لكني مضطر لذلك فعلي ما يبدو أنه امر ما سئ يحدث بالعالم كله
ومع غلقها للباب تنفست الصعداء وترجلت للأسفل
وأخيرا ماجلست في غرفة مكتبي
وعودت المحادثه مع السيد توماس مدير مكتبي
مرحبا مستر توماس اني على إغلاق الهاتف
لا عليك سيدي لم يحدث شئ كنت فقط اريد ان اطلعك على الجديد في تلك الازمة التي يمر بها العالم بأكمله
عن أي ازمه تتحدث
سيدي الا تدري بهذا الفيرس اللعېن الذي ينتشر بسرعة البرق في جميع دول العالم يصيب وې الملايين من البشر
اوه يا إلهي بالطبع سمعت عنه قبل أن اخذ تلك العطلة القصيرة لكني لم انتبه لمدى خطورته بهذه الطريقة
انه فيرس كرونا سيد ليل لقد اغلقت بعض الدول على شعبها وحظرت المانيا الطيران الي الداخل والخارج
ومع ذلك ينتشر المړض بين الناس بسرعة چنونية ولا ينجو من يصاب به من المۏت مع الاسف
وقفت من علي مقعدي وقد امتلكني الخۏف على عائلتي الصغيرة أولا ثم تذكرت جدي واعمامي واولادهم
قررت انهي المكالمة معه و انا القى عليه أوامري بحسم شديد
مستر توماس اعطي الجميع عطله مفتوحة مع دفع راتبهم في موعده واغلق المجموعه الي ان يأذن لنا الله بزوال تلك الغمة
حسنا سيدي سأفعل ماتريد لكن بأمكاننا ان ننهي بعض المشاريع التي أوشكت على الانتهاء
افعل كما اأمرك واوقف كل شئ انا ليست لدي المقدرة ان احمل ذنب مۏت احد من موظفيني او عامل من العمال بسببي
أأمر الجميع بأن يلزمو منازلهم وستصرف لهم رواتبهم في معادها
انهي الرجل المحادثة معه بجمله واحده
تحت امرك سيدي سأفعل ما تريد سلمت من كل شړ سيد ليل
اغلقت المكالمه وقد تملكني الړعب احمنا يا الله من هذا العدو الخفي الذي يحارب الجميع
الطف بعبادك يا أرحم الراحمين يا الله
جدي
تذكرته وتذكرت انني مقبل على خمسة أيام لم استمع الي صوته فيهم
تمسكت بهاتفي وقررت ان اتصل به لأطمئن عليه وانا اصعد الدرج لسيلا
الو ايوا يا جدي انا ليل يا حبيبي طمني عليك عامل ايه
الجد انا كويس يا حبيبي انت عامل اي طمني عليك انت وسيلا والولاد
احنا الحمدلله يا جدي كويسين بس الواضح أن الوضع مايطمنش
خلي بالك من نفسك خليهم
كلهم يقعدو في البيت يا جدي ماتخليش حد يخرج اويدخل لحد ربنا ما يزيح الغمه دي
اطمن يا حبيبي عمك زياد عمل كده فعلا الخۏف بس على سليم وسامر هما اللي من ساعة الفيرس اللعېن ده مانتشر وهما مقيمين في المستشفي ومش بيجو خالص
ربنا معاهم ويبعد عنهم المړض اللهم امين
حاول انت تجيب سيلا والولاد وتنزل مصر انا هحاول ابعتلك الطيارة قبل مايقفلو الطيران هنا
للأسف مش هينفع لأنهم قفلوه هنا في ألمانيا اطمن انت يا جدي انا كده كده قاعد انا وسيلا في الفيلا ومش بنخرج منها
كل كلامي معه كان على مرئ ومسمع حبيبتي العنيده
التي كانت ترتسم الحزن والخصام على وجهها لكن كل هذا قد تبدل الي رهبه وبدئت تقترب مني الي ان التصقت بي
ضمتها الي ي وجلست بها ارضا وانهيت الحديث مع جدي
مع السلامه يا جدي حاضر يا حبيبي كل يوم هاكلمك
اغلقت الهاتف ونظرت إليها لأجيب عن كل التساؤلات التي ترسلها عيناها
كان عندي حق لما قولت اننا لازم نقعد في البيت
ليه ليل ايه اللي حصل
سمعتي قبل كده عن فيرس اسمه كرونا
ايوا الاسبوع اللي فات في الجامعه الكل كانو بيتكلموا عليه بس مافيش حد أكد معلومه عنه وقالو انه في الصين بس
الفيرس طلع حقيقي يا سيلا وانتشر بسرعه رهيبة في كل دول العالم
يا خبر ازاي ده يلا ليل خلينا نسافر عند
جدو بسرعه قوم يلا انا هاخلي الخدامين يحضرو الشنط
كأنها تذكرني بأننا معنا أناس اخريين يذهبون الي بيوتهم في المساء ويعودون إلينا في الصباح
واذا بي انهض سريعا وأجرى للأسفل وانا احذرها
الخدامين ازاي ناسيهم لازم
امنع اخطلاتهم بينا نهائي علي الاقل دلوقتي
خليكي زي مانتي مع الولاد اوعي تنزلي ورايا
جريت إليهم وجمعتهم أمامي
جميعكم تعلمون الازمه التي تمر بها البلاد
اومئ الجميع برؤوسهم فأكملت
اذا علينا أن نحطاط جميعا ونتوخي الحذر خوفا من الاصابه بالمړض لاقدر الله لنا ولكم
فأجابت رأيستهم نحن جميعا طوع امرك يا سيدي
من منكم مقيم هنا ليظل في إقامته معنا ومن يتوجه الي بيته مساء فاليذهب الي بيته ورواتبكم سارية بأذن الله
رحل الجميع ولم يتبقى سوي الحارس الخاص بالبوابه الرئيسيه والجنايني المرابط في الحديقه
والان عليا ان اتوخي حذري في كل شئ لابد من تعقيم الفيلا بأكملها
على ما يبدو أن الايام القادمه ستكون مهلكه وبطيئة
هون على عبادك يا الله
يبدو أن الموضوع ليس بهين والا لما ليل يمتلكه القلق بهذه الطريقة
وقفت مندهشة في فراندة غرفة صغاري وهم يلهون من حولي أرى جميع الخدم يرحلون من منزلنا
ولكن هل سيغلق الفيلا علينا خوفا من هذا الفيرس
ام انه يريد أن يزيد في عقابه لي ويجبرني على تحمل المسئولية كاملة
هاه تبا لك وتفكيرك الشيطاني يا معذبي انا لم أقوى علي ذلك
اه يا أبي برب السماء أين دعائك لي أين كلماتك التي اوصته بها على
الا يشفع حبي وحبك عنده حتى يرق قلبه
الهمني الصبر والقدرة يا ربي
الأخير
عندما تشعر بالرهبة يقف العقل بطريقة لا إرادية عن التفكير
ستحدد اقامتنا بأيدينا ولن اسمح لها بالخروج
تقريبا سنسجن انا وزوجتي وصغاري داخل هذا المنزل والله وحده يعلم متي ستذاح تلك الغمه
جلست على الدرج احاول ان الملم من شتاتي قبل أن اصعد اليها
من أين ابدء وما يتوجب على فعله في هذه المحڼة
عليا أولا ان اوفر طعام فتاياتي بكميات كبيرة
ثم احصل على مواد النظافة بكثرة والطعام لنا أيضا لكن بهذا سيتوجب على الخروج والاختلاط مع بعض البشر في السوق التجاري
ثم أعود ثانية واختلط بزوجتي وصغاري وماذا لو التقط العدوة من شخص ما
لا لن اخرج من منزلي سأطلب كل شئ عبر الهاتف
وماذا لو كان من سيأتي بالطلبات مريض بالطبع سينقل العدوه الي حارس البوابه والحارس سينقلها لي
يا ربي ما هذا البلاء سيتملكني الوسواس بهذه الطريقة ماذا أفعل
جلبت دفترا وقلما وصعدت إليهم
جلست على الأريكة وفتحت صفحة بيضاء ونديتها
لتلج هي والطفلان من الفرانده
وقفت خلف الباب الزجاجي بعد أن اغلقته تنظر لي دون ان تتحدث فبدئت انا الحديث معها
تعالي اقعدي وفكري كده براحه شوفي ايه الطلبات اللي ممكن تحتاجيها من بره
وقفت مندهشه من حديثه هل يريد مني أن افكر في طلباتي الشخصية الان
ام انه يريدني ان القى عليه ما يتطلبه البيت وانا لا افقه شيئا في ذلك
بحق السماء لماذا تفعل بي هذا
ارتعدت فزعا حين صړخ في وجهي
واقفه ساكته كده ليه ما تنطقي قوليلي ايه اللي ممكن نحتاجه ولفتره طويله
لأننا مش هنخرج من الفيلا نهائي لحد ماف هنعمل ايه
يعني هانتحبس في الفيلا انا وانت والولاد طب ليه مشيت الخدامين مين هيشوف احتياجتنا دلوقتي
انا وانتي يا برنسيس
ايوه انا وانتي اللي هانعمل كل حاجه ماهو مش معقول اسمح بدخول وخروج الناس علينا كده عادي
ليه ماهما طول عمرهم معانا وبيروحو ويرجعو علينا عادي
اللي انتي ماتعرفيهوش بقى ان المړض بينتشر بالاختلاط وكثرة التلامس وممكن اوي يكون بيتنقل عن طريق النفس واحنا مانعرفش
جلست على المقعد المقابل له وانا اتوجس خيفة مما تلفظ به
عرفتي ليه انا مشيت الخدم
دلوقتي بقي لازم تهدي كده عشان نفكر ايه اللي ممكن نحتاجه عشان نقدر نأقلم نفسنا على حياتنا
وكأن كل ما حولي تحول إلى طاقة سلبية تيبس جسدي وتشل حركتي
لكن انا مش هاعرف ليل
جلس أمام مقعدي متكئ على إحدى ركبتيه وضم يدي بين كفيه
اشششش اهدي مافيش حاجه اسمها مش هاعرف
احنا الاتنين هنساعد بعض في كل حاجه وهانعرف نعمل كل حاجه سوي تمام
ازاي بس هاقدر اخد بالي من الولاد ولا اعمل اكلهم ولا النضافه ولااحنا واكلنا واحتياجتنا
ليل انا مش بعرف البيضة بتتسلق ازاي يبقى هاعمل كل ده
كدت أجزم ان أسنانه قد تكسرت نظرا لاستقاقهم ببعض وهو يقف مبتعدا عني
خلاصصصص
هنتعلم يا سيلا قولتلك مافيش في أيدي اي حل تاني غير ده
هننزل
انا وانتي تحت وهندخل المطبخ ف ايه اللي موجود فيه وايه اللي ناقص وبعد كده لا لا لاء
بصي استنى احنا نبدء بلبن البنات وواجبات محمد وطارق ولا اقولك ايوه
احنا نبدء بمواد النضافه يعني المساحيق و الشاور جل والحاجات دي
اوف سيلا انا كمان مش عارف ابدء منين
وفجاءة القى بنفسه جالسا على الفراش وكأنه يأس من الأمر برمته
حل علينا الظلام ومازلنا جالسين كما نحن في صمت رهيب
فقط كل منا يحمل فتاة ويجلس بالجوار صغير
أخيرا ما تخلي عن هدوئه وقرر فعل شئ
امسك ريموت التلفاز وضغط على زر التشغيل وبدء يعبث في القنوات
التي ما كانت تبث سوي الاخبار السيئة وتنشر فيديوهات المۏتى والمصابين في كل مكان
الي ان ثبت على قناة يبث عليها برنامج يرشد الناس
كيفية الوقاية من المړض
فجذب مره اخرى الدفتر والقلم وبدء يدون كل ما تلتقطه اذناه
وبعدها هتف
كده احنا لازم نجيب ماسكات وجونتيات وكلور وكحول وكل حاجه خاصه بالنضافه
بدئت انا الاخري افكر بصوت عالي
لازم نعقم الفيلا كلها
برافو عليكي دي فكره حلوه ونبدء بهنا أوضة الولاد
بس دي هتبقى فكره متعبه جدا
معلش حبيبتي لازم نتعب شوية
استسلمت لكلامه ليس لدي اختيار اخر
اوك انا معاك
وما كان ينقصني سوي بكاء هؤلاء الجراوي الاربع طالبين الطعام الان
اووووه نفسي افهم انتو ليه كلكم بټعيطو في وقت واحد
وفي وسط بكائهم نهض وهو يضحك بشده ورفع الصغيرة حلا على كتفه وامسك بيده اخيها طارق
واتجه نحو الخارج وهو يحثني ان افعل مثله
اكيد البهوات والهوانم جاعو تعالي يلا ننزل نعشيهم ونتعشى احنا كمان وبالمرة ف احنا ناقصنا ايه
وبعد أن ابتاع لنا كل احتياجتنا وبدئنا نتأقلم ونتعاون انا وهي في عمل كل شئ
كان الش الاول يبعث للهدوء والة داخل المنزل
لكن عندما تنظر من النافذة وما تجد سوي الفراغ وحده هرير الرياح يصم الاذن
لاتجد بالخارج احد سوى جمود السيارات في أماكنها
ليل
إلتفت الي صوتها العذب لقد توحشت نبرتها الهادئة هذه
نعم يا سيلا عايزة حاجه
لاء انا كنت جاية اقولك ان الولاد أخيرا نامو
كويس اوي بصراحه بعد المجهود اللي عملناه النهارده ده مش ممكن كنا هنقدر نلاعبهم ونسهر بيهم اكتر من كده
طب وانت مش لازم ترتاح شوية
هو هيبقى لازم لو انتي كمان جيتي ارتاحتي معايا
تبدلت ملامح وجهها وضمت يديه الي ها كطفله عنيدة ثائرة على والدها
لاء انا لسه مخصماك اصلا ومش بكلمك
ههههههه بعد كل المعاناه اللي كنا فيها النهاردة اظن ماينفعش الخصام يا برنسيس واحنا في الظروف دي
يا سلام لاء هينفع وهاسيبك لوحدك كمان
جذبتها من ها الي قبل أن تخطو خطوه واحده مبتعدة عني
حتى لو هاتسبينى لوحدي بردو هانفضل مع بعض يا قلبي هاتروحي فين يعني
اممم هاروح اوضتي واقفل
على نفسي الباب ومش هاخليك تيجي تنام فيها
رفعت حاجبي متظاهر بالاندهاش وانا اداعب ا باصابعي
يعني مش هاتخافي وترجعي تقوليلي تعالي نام
جانبي
لاء انا خلاص كبرت
ليه كبرتي سيلا انا مش عايزك تكبري عايزك تفضلي
سيلتي حبيبتي انا دلعوتي الخوافه اللي مش بتعرف تنام غير في حضڼي
بس انت خلاص حضنك دلوقتي مش بقى ليا انا بقى لولادك وبس
ليكي انتي قبل ولادي سيلا وماتنسيش انك بنوتي الكبيرة
ماهو انا عشان بقيت الكبيرة انت بتهتم بالصغيرين ونسيتني
وكأنها تصارحني بما كانت تداريه عني داخل قلبها
اتشعرين بالوحدة وانا بجانبك يا ملاكي
هل قصرت في حقك لهذه الدرجه وانا غير واعي لذلك
كيف تشعرين بالألم وانا بجانبك لم اسامح نفسي اذا لم تسامحيني انتي يا حياتي
ضمتها الي ي حتى أواجه عيناها
ليه ماقولتيش ليا يا سيلا
اقولك ايه ليل عايزني اجي اقولك حاسب ليل انت بقيت بتحب ولادك اكتر مني
إذا كنت اتهمتني اني اهملتهم ومش بحبهم انت تفكيرك وصلك اني عايزة اتخلص من ولادي
اتهمتني اني زي هيام ليل مع أول غلطه ليا في حياتي كلها
الان انحني بغزي واضح أمام كلماتك مرحبا معكي كل الحق فيما تقوليه
بصي سيلا انتي طبعا معاكي حق في اللي بتقوليه
لكن ماتنكريش انك غلطي
ايوه غلط لما بعدت عن ولادي غلط لما عندت معاك وخرجت مع اصحابي غلط لما شربت حاجه حرام عمري ماشوفتك انت او جدو او حتى حد من أعمامي بيشربها
لكن انا مش هيام ليل وعمري ماهكون زيها أبدا
انا سيلا ليل بنتك انت قبل ماكون مراتك
حبيبة عمرك وتربية ايدك
حلت حصار يدي من حول ها وحاولت الإبتعاد بهدوءها المعهود والتي دائما ما تنتصر على صرخات قلبي به
وبالفعل تركتها من يدي ولكني اوقفتها بحديثي لها
طب ايه هانعمل ايه في المشكله دي دلوقتي
انتي عارفه ان ليل الرويني مش ممكن يعتذر
وكأنها تذكرني بكلمات كنت القيها عليها منذ زمن لكن بعناد طفولي
عقدت زراعيها أمام ها مره ثانية ولكن هذه المرة كان المرح يحتل وجهها
ومرات ليل الرويني مش بتعتذر لحد ولا حتى ليه
اههه طب وهانعمل ايه بقى في المشكله دي
اممممممم اقولك تيجي ننزل نشرب عصير انا وانت تحت ونتفرج على فيلم حلو
موافق طبعا بس يارب بقى البهوات يفضلو نايمين