رواية بني سليمان بقلم زينب سمير
ل دادة وجيدة وخليها تعملي فنجان قهوة
قالت بضيق وهي تنظر له بأستنكار
_يعني انت مش قادر تناديها وتطلب منها
قال بنفاذ صبر مصطنع
_سلمي انا عندي شغل وعايز دماغي تبقي رايقة ومش ناقص صداع لو سمحتي
نهضت وهي تتأفف من زوجها وافعاله التي تضايقها احيانا
قال لها قبل ان تختفي من امام عينيه تماما
_خليها هي تعملها بإيديها الخدامة التانية دي لا بتعرف تعمل ولا تنيل
قالت وجيدة لسلمي بعدما طلبت منها عمل القهوة وهي تنظر ل ساعة حائط موجودة في المطبخ
_حاضر بس هروح اعطي سوزان هانم الدوا واعملها فورا
سلمي بأقتراح
_انتي اعمليها لانه قرب يخرج يادادة وعايز يشربها قبل ما يمشي وانا هطلع اعطي ل تيتا الدوا
_بس ياهانم
لم تكمل حديثها وعادت تهتف
_ماشي ياسلمي هانم بس والنبي علطول تدهولها دلوقتي
اؤمأت بنعم وهي تغادر المطبخ بخطوات متوجهة الي حيث الطابق العلوي قاصدة غرفة السيدة سوزان
ما ان خطت بقدميها لبداية الممر المشرف علي غرف الدور حتي ظهر زوجها واجد من جديد احاط خصرها بذراعيه وهو يقول بنبرة دافئة
اؤمات بنعم وهي تجيبه بينما تحاول ان تنزع يده عن خصرها
_اها وزمانها دلوقتي بتعملها سيبني بقي اروح اعطي لتيتا الدوا
بدأ يمسد بيده علي طول ظهرها ويلاعبها بحركات يديه ويلاطفها
داعبا اياها كذلك بحديثه الرومانسي حتي انها تناست من هي بين ذراعيه كان يفعل ذلك وعينيه علي الساعة الكبيرة الموجودة أمامه
_همشي اروح الشغل بقي ل أحسن حد يشوفنا كدا روحي اعطي ل تيتا الدوا
اؤمات بحسنا وهي تبتسم بخجل علي الرغم من تعجبها من تقلبه من حالة الشوق الي البرود فجأة !!
لحظات فقط لحظات وكان اختفي من المنزل بأكمله حيث استوطن سيارته ووقف بها بعيدا عن القصر قليلا لكنه لم يغادر كليا فقد ظل القصر تحت مري انظاره لكنه لم يظل تحت مرمي القصر
تقبلته هي أيضا بالاحضان وبعد عشر دقائق أخري أخيرا تركته مع إحدي الخادمات وتوجهت نحو الغرفة ناوية إلا يأخرها أحدا تلك المرة
دخلت الي الغرفة ف وجدت ان سوزان تجلس علي فراشها متشنجة بينما تضع يدها علي قلبها أقتربت منها بفزع من حالتها وهي تقول بهلع
أشارت لها ناحية طاولة بأحدي نواحي الغرفة عليها اقراص الدواء تفهمت علي ما تشير عليه فاتت سريعا لها بالدواء ومنحته اياها
هدأ تشنجها بعد عدة دقائق تنفست بعمق أخيرا وهي تقول
_معاد الدوا فات ووجيدة شكلها نسيت وانا كمان مأخدتش بالي من الساعة
لاعبت سلمي خصلات شعرها بكسوف وحرج منها فهي من تناست فعل ذلك الامر بسبب ما حدث منذ قليل بينها وبين زوجها
ظنت سوزان ك حال سلمي انها طالما تناولت الدواء ف لا شئ سيحدث لها لكن بعد مرور نصف ساعة أخري بدأ جسدها
بالأنتفاض بطريقة هيسترية وعادت تتشنج من جديد بطريقة قوية
أرتعبت سلمي من حالتها فأسرعت تخرج من الغرفة وهي تنادي بصوت مڤزوع
_دادة يادادة ياطنط حد يطلب الاسعاف بسرعة تيتا تعبانة اوي
اجتمع الجميع علي اصوات صړاخها دخلت وجيدة لغرفة سوزان فوجدتها علي حالتها تلك سقط قلبها في قدميها وهي تري حالة سيدتها واعز ما تملك علي قلبها بتلك الحالة
خرجت من الغرفة ومن المبني بأكمله وتوجهت نحو أمن القصر
وجيدة وظهرت علي وجهها علامات الخۏف والقلق
_أطلب الأسعاف بسرعة يازاهر ل الست سوزان
اؤما لها عدة مرات بالإيجاب وهو يخرج هاتفه ويطلب الأسعاف اغلق مع الأسعاف ثم طلب رقم أخر جاءه صوت سليمان الذي كان موجودا في مطار القاهرة بذلك الوقت
_ايوة يازاهر خير
نطق زاهر بنبرة متوترة
_سوزان هانم تعبت ياباشا وطلبنا ليها الأسعاف
لم يستمع سليمان لحديث أخر حيث بعد تلك العبارة ترك كل شئ حتي الصف الذي كان يقف فيه حتي ينهي أجراءاته وبعدها يتوجه الي الطائرة
وعاد أدراجه الي موطنه من جديد خوفا علي جدته التي لا يملك أحن من قلبها في تلك الحياة عليه أغلق زاهر الهاتف وقد تنهد بأرتياح ف أهم أوامر سليمان له ان يقول له أي جديد يجد في القصر خاصة لو كان يخص السيدة سوزان
جاءت سيارة الاسعاف ونقلت أخيرا السيدة سوزان المړيضة تحت نظرات واجد الذي ظهرت في عينيه بعد من تأنيب الضمير الذي سرعان ما اختفي ما ان أوهم قلبه بأنها ستكون بخير
والأهم ان خطته نجحت وعاد سليمان وبذلك انتهت صفقة آلالآت فأي عقل سيكون فيه ل يجعله ان يعتذر لهم الان! والامر سيكون خاص ب سوزان جدته الحنونة والتي يعشقها پجنون
وشركة ك تلك التي يتعاقد معها سليمان لن تسمح ب أمر ك ذلك الذي سيكون من وجه نظرهم تقليل منهم ومن شأنهم ان يمر مرور الكرام علي الاقل سيحتاج الي شهرين حتي يتواصل معهم من جديد ويوافقون علي تكملة الصفقة
او شهر أخر ليعقد مع شركة أخري وخلالها اذا وفقه الله سيكون قد قارب علي ټدمير سليمان نهائيا وامبراطورية آل سليمان معه
خرج الطبيب من غرفة السيدة سوزان بالمشفي فأتجهت جميع الاقدام نحوه والانظار بادر سليمان بالسؤال عن حالها
_طمني يادكتور سوزان هانم اخبارها اية
نطق الطبيب المتابع لحالة السيدة سوزان منذ البداية ومر معها بكامل مضاعفاتها بنبرة متضايقة قليلا ومحذرة
_احنا مش قايلين ياجماعة ان الدوا لازم يتاخد في وقته وإن أي تاخير فيه تعب علي قلبها وهو مش ناقص أي إجهاد
سليمان باشا قلب جدتك عايش بالمسكن دا دا بمثابة مكمل لعمل القلب بيساعده علي تكمله وظايفه واي تأخير في إتمام اي وظيفة مش هيأذي غير سوزان هانم وبس
هتف سليمان وهو يرجع خصلات شعره التي تساقطت علي وجهه ل الخلف بأرهاق
_مش هتتكرر بأذن الله وأهتمامنا بالمواعيد هيزيد بس طمني دلوقتي هي كويسة
الطبيب وهو ينزع عن عيناه عويناته
_كويسة طبعا بس هنسيبها تحت الملاحظة شوية علشان نتأكد ان مفيش مضاعفات
اؤما بتفهم وقد زفر أخيرا الصعداء لحظات ونظر لوجيدة يسألها بعيون تضيق أثر غضبه
_اية اللي حصل يادادة ونساكي معاد الدوا
اجابت بنبرة شبة باكية
_انا منسيتش والله دا اللي حصل
وراحت تسرد له ما حدث جميعه ومع ذكر سيرة واجد في الموضوع تبين له كل شئ
قال بصوت محذر لها
_هي مش غلطتك يادادة بس متكررهاش معاد الدوا ميعطلكيش عنه اي حاجة مهما كانت لو شوفتي واجد بېموت قدامك مش طالب قهوة تسيبه وتروحي تعطيها الدوا فاهمة
اؤمات
بالايجاب ولم ترد فخۏفها وهلعها الذي سيطر عليها بالساعات الفائتة كان اخذ منها القدرة علي الحديث والمقاومة
سلمي التي تفهمت الان ما حدث ما أن وصلت ل القصر مرة أخري حتي توجهت الي حيث غرفتها هي وزوجها حيث كما قالت الخادمة انه هناك
فتحت الباب ودخلت ك عاصفة هوجاء وهي تقول بنبرة صائحة
_وصلت بيك القذارة انك تعرض حياة جدتك ل الخطړ ياواجد وتستغفلني وتخليني اشارك معاك كمان
بس انا اللي هبلة ما هو فجأة عايز قهوة وفجأة وحشتيني وفجأة لازم امشي بتأخر في معاد دوا جدتك ياواجد!
قال مبررا وهو يشير لها بأن تخفض صوتها
_انا مكنش قصدي كدا انا كنت عارف انها هتبقي كويسة انا بس كنت عايز امنع سليمان من السفر
قالت سلمي وهي تنظر له بعيون غير مصدقة لما فعله بعد
_طريقك اللي ماشي فيها اخرته عمرها ما هتكون خير اللي يخليك تفكر في قتل حد من دمك هيعرف يخليك تعمل اللي اپشع من كدا بكتير سيطر علي شيطانك قبل ما يغرقك ونغرق كلنا معاك ياواجد
قالت عبارتها ثم خرجت تاركة أياه ينظر ل مكان مغادرتها بنظرات لا مشاعر بها وملامح لا تعابير فيها
لكنه لم يتأثر بحديثها قط ولو ل لحظة ما كان يجول في خاطره انه يسير في الطريق كما خطط له تماما
دخل عابد الي غرفة جدته التي أنتقلت لها بعدما أستقرت حالتها في صباح اليوم التالي وجدها مستيقظة وتستند بظهرها علي الفراش بيدها القرأن الحكيم تقرأ منه وردها اليومي بنبرة خاڤتة
توجه نحوها وقبل جبينها پخوف مازال يتملك من قلبه فمنذ الامس وهو خائڤ بعدما علم بما حدث لها ف فكرة ان تغادر هي ايضا لا يتحملها
هو يحبها لها في قلبه مكانة غالية اذا اختفت عن عالمه فجأة ستترك في قلبه فراغ لا يعلم كيف سيعرف أن يسيطر عليه
أغلقت المصحف بعدما تمتمت ب صدق الله العظيم ونظرت له ببسمة واهنة و
_تعرف ياعابد اللي بيحسسني ان الخير لسة فيكم وان عمر الشړ ما هيتغلب علي طبيعتكم الخيرة هي المواقف دي مبتعرفوش تظهروا شخصيتكم الحقيقة ل الاسف يابني غير لما بتحسوا ان الفراق قرب
نظر لها نظرات تعني عبارة لا داعي لحديثك هذا اصمتي افضل لي ولك لكنها لم تصمت بل تابعت حديثها
_فوق لنفسك وفوق اخوك انت وسليمان وواجد اخوات لازم تكونوا ايد واحدة وتحاربوا اللي يقف في وشكم مش تحاربوا بعض وتخلوا الناس تشمت فيكم سليمان ملهوش غيركم وانتوا ملكوش غيره
عابد بملامح جامدة
_سليمان عمره ما كان اخويا سليمان لو اخويا مكنش خاني و
دخل سليمان عند عبارته تلك فقال بسخرية بينما يقترب من جدته ويفعل كما فعل عابد منذ قليل ويقبل جبينها
_الكلام معاهم مبقاش ليه فايدة ياتيتا مادام العين اتعمت عن شوف الحقيقة يبقي مهما سمع مش هيتأثر
نظر له عابد ب ضيق وكره ثم بدون حديث غادر هاربا منهم ف أن ترك لهم مجالا ل الحديث سيسطرون في عقله اشياء هو لا يريدها
هو لا يريد ان ينزاح كرهه لسليمان من قلبه يريد ان يظل يراه عدوا له وخائڼ له كي يستطيع ان يكمل تنفيذ خطة واجد علي خير و يري دمار سليمان وكسرته اخيرا لاول مرة
لاعب سليمان خصلات شعر جدته وهو يقول بنبرة حنونة
_جميلة جميلات العالم عاملة أية
ضحكت ل تغزله بها وهي تردف بغرور مصطنع
_تمام اوي
قال بتمني صادق
_دايما يارب
ابتعد عنها عندما دخلت الممرضة وبيدها الطعام واقترب من الممرضة واخذه منها أصرفها
قائلا
_أمشي انتي هأكلها أنا
اؤمات له بحسنا وغادرت سريعا تاركه سوزان معه التي قالت
_انت مش هتروح الشغل ياسليمان
اقترب منها ووضع الطعام علي طاولة بالقرب من الفراش ثم أجابها
_لا طبعا اروح فين وأسيبك كدا انا قاعد علي قلبك كدا لحد ما ترجعي حصان تاني
نظرت له باستنكار من حديثه الغريب عن