السبت 23 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح الفصل السابع عشر

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

لسه بيستوعب حاول تراعيها دي يا جدع .
امممم
زام بها بفمه يظهر امتعاضا ليثير استفزاز الاثنين فتدخلت هي برقتها
طب انا خاېفة ليكون شايل مني يا عم غازي عايزاه يسامحني ويرضى عني انا مش متعودة ع الوش ده منه.
بقولها أثارت الشفقة نحوها منهم جميعا ليتراجع غازي من أجلها بحنو 
اخوكي عمره ما يشيل منك يا بتي خصوصا بعد ما سمع منينيا عن ملابسات الجوازة.... وعم العموم برضوا عشان خاطرك هحاول معاه تاني تعالي معايا ندخله سوا.
قالها يشير لها ان تتقدم معه فعلق يوسف بمناكفة كعادته
تدخل معاك لوحدها! وانا روحت فين ان شاء الله انا جاي معاكم.
حدجه غازي بغيظ ليوافق على مضض بمرافقته لهما.
بعد دقيقتين من دخولهم اليه
حيث كان يوزع ابصاره عليهم دون النطق بكلمة رغم تقديره لحديث غازي الدهشان. 
ها يا بسيوني انا عارفك عاجل وبتوزن الامور صح اكيد جدرت وفهمت دلوك ياللا بجى ريح جلبنا بردك .
تنهد بملامح مبهمة يخفي من خلالها القبضة التي تعصر قلبه مع كل نظرة نحوها وهي ترتجف امامه بأعين مترجية كي يسامحه في خطأ كان المتسبب الاساسي فيه والداهما بعدما تخلى عنهما كالعادة .
ود ان يفتح لها ذراعيه لترتمي على صدره كالعادة ويضمها اليه مهونا ولكن مع رؤيته لتشبثها بذراع الاخر وكأنه تحتمي به..... وكأنها وجدت سندا غيره وتبيت في منزل واحد معه........
غلت الډماء برأسه وشعور بغيض يتسرب اليه لتنقبض ملامحه بعدم احتمال قائلا
معلش يا غازي بيه معلش ممكن نأجل اي كلام في الموضوع ده اتا تعبان وعايز أريح دلوك.
دلف عائدا الى المنزل بخطوات ثقيلة بالكاد تتحرك اقدامه متهدل الأكتاف محڼي القامة وكأنه رجل فاق عمره الثمانون وقد رسم الحزن لوحة بائسة على صفحة وجهه لا يدري كيف استطاع الوصول الى هنا رغم استطاعته الذهاب بمساعدة سليمة الى والدته ليرتمي في حضنها والبكاء كطفل صغير يفضي لها بالهم الذي قسم ظهره...... ربما الخزي هو الذي منعه وقد تعرى اليوم امام نفسه ليكتشف حقيقته حقيقة للرجل الأحمق الذي عاش لملزاته وغروره برغبة عمياء لكسر المرأة الوحيدة التي أحبها حتى لا تكون لها الأفضلية الدائمة عليه فخسر في سبيل غروره والحقد ابناءه الاثنان وهو يستحق.
وقعت عينيه على زوجته الثانية تحتل مقعدها بوسط الصالة بشرود اعتاد عليه مؤخرا منها بوزن نقص نصفه حتى هي رغم جبروتها يحمل ذنبها الان
ازيك يا شربات. 
القى تحتيه وبجسده يسقط بجوارها جالسا الټفت اليه برأسها تجيبه بفتور
انت جيت اهلا .
انا بسألك ازيك يا شربات عشان اطمن عليكي ايه عاملة دلوك
بزغت نصف ابتسامة ساخرة على زاوية فمها ترمقه بنظرات لم يكن يفهمها قبل ذلك الا اليوم انها نظرات لوم لقد قرأها وبكل وضوح رغم علمه بأنها مسؤلة معه في الذنب إلا أنه ايضا لا ينكر انه يتحمل معظمه.
شربات البنتة عايزينك فوجي عشانهم ان ماكنش عشانك.
حركت رأسها بمزيج من الحنق والاستهزاء لتنهض من جواره تاركته يتطلع في أثرها بحسرة أصبحت ملازمة له بعدما استفاق اخيرا لخييته.
بعصبية وغيظ شديد كانت تهتز قدميها اسفل الطاولة بعدما طال انتظارها له كانت تنوي المغادرة منذ قليل ولكن باتصاله ورجائه لها بألا تذهب اذعنت لطلبه
فالتأخير قد زاد عن حده حتى استشعرت بإهانة لكرامتها لتنتفض تلملم اشيائها تنوي الرحيل وقطع سبل التواصل معه مرة أخرى حتى يتأدب قبل ان يجرأ ويكررها وقبل ان تتحرك قدميها تفاجأت به امامها
ايه انتي كنتي ماشية ولا ايه

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات