رواية نسائم الروح الفصل السابع عشر
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
ذنب لو خرجتي كدة من غير حجاب ولا جوزك الغلبان شاف شعرك.
جوزك
غمغمت بالكلمة داخلها وكأنها لم تستوعب بعد لتعتلي معالمها الحيرة رغم الحرج الذي اكتسحها من تقريعه المباشر ليخرج صوتها بتلعثم
مما انا متعدوتش اطلع بشعري جدام اي حد......
توقفت على نظرته الحادة لها لتبرر على الفور
يا يوسف ما انا متلغبطة ومش فاهمها اساسا الجملة دي اللي بتجول عليه جواز دا تم في ظروف غريبة ودلوك اخويا صحي وبصراحة مش عارفة ان كان هيجبل ولا.....
قاطعها بها ليردد بتصميم
انتي مراتي فاهمه يعني ايه مراتي يعني دا امر مفروغ منه اما بقى عن موقف اخوكي ف انا مقدر وصابر لحد ما يرضى ويبارك بس دا مش معناه انه يفرقك عني انا متزوجك على سنة الله ورسوله يعني مش لعب عيال......
قال الأخيرة بانفعال جعلها تطالعه مشدوهة ليستأنف ويفاجئها
إلا إذا كنتي انتي نفسك رفضاني ورافضة استكمال جوزانا..... ممكن دا يحصل يا ورد
انك تكوني رفضاني...... انتي فعلا رفضاني يا ورد
حينما ظلت صامتة عاد مشددا بالسؤال
رفضاني يا ورد
بصيحته الاخيرة تحركت رأسها بالنفي دون تفكير وكلمة واحدة مقتضبة منها اعادت لقلبه الحياة
لأ
تبسم بوسع فمه يتأمل خجلها بعدما اجبرها على الرد الذي أثلج صدره ليزفر بارتياح متمتما
وانا مش عايز اكتر من كدة منك دلوقتي تكفيني الكلمة الصغننة دي وعلى رأي عمنا عارف نصبر
مش مصدجة صح
استدعى انتباهها لتناظره بتساؤل
ايه هو ده
رد بابتسامة جانبية خاليه من اي مرح
عن اللي واخد عجلك يا نادية ومخليكي سرحانة وعنيكي فيها الف سؤال وشك اتكلمي متخليش حاجة في نفسك.
بصراحة ايوة يا غازي انا عمري ما اصدق على حجازي حاجة زي دي ازاي يعني كيف حجازي لا يمكن يعمل كدة دا جوزي اللي انا عرفاه وحفظاه ...
انا اللي جوزك دلوك مش هو.....
هتف بها غاضبا واشتعلت عينيه بنيران اتقدت ټحرق فؤاده ليتابع امام ذهولها
الله يرحمه مكانش ملاك كان بشړ ومن الوارد جدا ان نفسه تضعف جدام حاجة كبيرة وضخمة زي دي ثم ان الكلام ده مش كلامي دي شهادة من حضر وشاف وسمع بنفسه ولا تكوني مش مصدجة بسيوني
انا مجصديش طبعا اشكك فيك ولا في بسيوني انا بس مش جاردة استوعبها حجازي كان....
خلاص....
هتف بها مقاطعا بعدم احتمال ذكرها لإسم الراحل وما تحمله داخلها من رصيد يجعلها تضعه في مكانة خاصة منزهة عن الجميع تزيد من احتراقه وكأنها تضغط بقوة على جرحه الغائر حتى تجعله يتلوى من الألم لينهض فجأة قائلا
قالها وتحرك ليرتدي سترته الجلدية التي خلعها منذ قليل لتستفيق من غفوتها تسأله
هتروح فين يا غازي احنا لسانا راجعين من برا.
غاير في داهية.
غمغم بها بصوت خفيض متجنبا الرد عليها حتى غادر الغرفة دون ان يريحها بكلمة ليتركها في تخبطها وهذه الحروب الشنعاء التي تدور برأسها.
وفي داخل الغرفة الخاصة بهم تمددت بقدميها على الفراش تأن من ألام جسدها
اه يا عارف حاسة جسمي مكسر جعدة المستشفى النهاردة هدت حيلي.
عقب عارف وقد كان متكئا بجذعه على الفراش