الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 40 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجة
حاجة ايه بس
ردد بها من خلفها وابتسامة مشاغبة توسعت بفمه يخفي ارتباكه وانبهاره لرؤية شعر رأسها ولأول مرة من وقت ما عرفها
ليردف بمشاكسة دون ان تخطو قدميه للداخل
مفيش داعي للخضة دي يا ورد اللي واقف قدامك مش حد غريب انا راجع تاني اهو على ما تفتكري صفتي ايه عندك بس ياريت متتأخريش بقى عشان عايزك لحاجة ضروري ماشي يا قمر
قالها والتف ذاهبا لتغمغم من خلفه بغيظ
وانا نسيت يعني من اساسه جوزي ع الورق ايه جيمتها يعني عشان تخش كدة من غير استئذان شكلك مش معدل يا يوسف.
ختمت بها تعود لمراتها ثم ما لبثت ان تشهق بأعين توسعت بزعر بعد انتباهها لهيئتها
يا مري دا شاف شعري.
بعد قليل خرجت اليه وقد احكمت الحجاب عليها جيدا بصورة أثارت الحنق بداخلها ولكنه كالعادة تمكن من إخفاءه لهذا الشعور ليهتف مرحبا بخروجها اليه اخيرا بجلسته في وسط الصاله بعد مدة من انتظاره لها
يا أهلا بالقمر كل ده بتظبطي حجابك يا ورد هو انتي خارجة لمقابلة عمل دا انت خارجة لجوزك يا حبيبتي مش حد غريب يعني
جوزك وحبيبتي.
غمغمت داخلها بالكلمات الغريبة على اسماعها لتقطب امامه باندهاش ثم تتمكن سريعا من خمد استغرابها كي ترد بلهجة طبيعية 
ما انا بجهز نفسي بالمرة مش دا ميعاد المستشفى برضوا
اه يا ستي ميعاد المستشفى بس انا بقى عايزك تتفرجي ع الحاجة اللي جيبتها الاول قبل ما تختاري منها اللي هتخرجي بيها
قال الأخيرة ليلفت انتباهها نحو مجموعة من الأكياس كانت جواره على الاريكة الأخرى تناولهم مرة واحدة ليضعهم على الطاولة الصغيرة امامه يردف
عايزك بقى تقيسي وتنقي براحتك اللي يعجبك انا اختارهم اون لاين ووصلوا حالا عن طريق الشحن.
تابع يخرج لها القطع وقد تسمرت محلها بدهشة غلفت ملامحها بعد ان فاجئها بسرعة التنفيذ في ما وعد به الأمس
شوفي يا ستي انا حاولت بقدر الإمكان اجيبهم حسب الاستايل اللي انتي بتلبسيه وانتي رايحة جامعتك يارب اكون اتوفقت تعالي شوفي واقفة مكانك ليه
ابتعلت بحرج لتقترب منه قائلة
دول شكلهم كلفوك شيء وشويات انا شايفة انك ترجعهم احسن عشان انا مش هجدر.......
ورد
قاطع استرسالها ليحسم بقوله
انا قولت مفيش نقاش اتفضلي خديهم من غير رغي.
همت تجادل ليعود اليها حازما
اخلصي يا بنتي عشان تلحقي تلبسي منهم ونحصل مشوار المستشفى ياللا بقى انا

ورايا شغل متعطل.
اضطرت بصيحته الاخيرة لتذعن وتتناولهم منه على مضض حتى سارت تحملهم پعنف وملامح عابسة ثم ما لبثت ان تلتف عنه حتى اوقفها
ورد تعالي خدي الكيس الاخير ده
التقطته منه سريعا دون ان تنظر لمحتواه فلم تنتبه سوى في وسط الطريق وقبل ان تصل للغرفة لتشهق ملتفة برأسها له بأعين متوسعة حينما بصرت القطع الداخلية
تطالعه بحدة قابلها هو ببساطة قائلا
الحاجات دي بقى جيبتها ع الوايم كدة يارب تطلع مقاسك. 
حينما ظلت على زهولها تابع بهتافه
انتي لسة هتندهشي يا ورد عايزين نلحق مشوار المستشفى ياللا بقى
بخطوات متسارعة يرافقها القلق خرجت من باب المنزل الداخلي تبحث بعينيها عنه علها تجده بالحديقة ولكنها لم تجد سوى جدتها فاطمة جالسة في مكانها المعتاد مع الأطفال حولها اسفل المظلة وصلت لتلقي التحية على عجالة قبل ان تسألها وعينيها مازالت تجوب في الأنحاء
صباح الخير يا جدة ما شوفتيش غازي
تبسمت المرأة بخبث تجيبها
صباح الفل يا عين ستك طب ادي الصباح حجه وبعدها اسألي ع اللي انتي عايزاه ولا هو الشوق غالبك جوي كدة.
وه
خرجت منها بخجل شديد لتصعد السخونة وجنتيها على الفور متمتمة في ردها بتلجلج
ايه اللي بتجوليه ده بس يا جدة.... انا بسأل عشان ما شايفوهوش من الصبح ودي مش بعادته يعني يصحي جبلي ويطلع كمان من غير ما احس بيه ليكون حد طلبه في موضوع مهم يخص البلد ولا العيلة
لا يا ختي محدش طالبه ف موضوع مهم ولا دياولوا هو اصلا مباتش في البيت اساسا يا خم النوم .
قالتها فاطمة بمزيد من التسلية تراقب رد فعل الأخرى والتي توسعت عينيها باستدراك تتذكر برودة الفراش حينما استبقظت وفتحت اجفانها للنور وهي التي ظنت بعد سهرها لمدة طويلة بالأمس في انتظاره انه ربما يكون قد أتى في وقت متأخر من الليل وخرج صباحا قبلها ايضا.
امتقعت ملامحها بحرج
39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 89 صفحات