رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
حاجة
حاجة ايه بس
ردد بها من خلفها وابتسامة مشاغبة توسعت بفمه يخفي ارتباكه وانبهاره لرؤية شعر رأسها ولأول مرة من وقت ما عرفها
ليردف بمشاكسة دون ان تخطو قدميه للداخل
مفيش داعي للخضة دي يا ورد اللي واقف قدامك مش حد غريب انا راجع تاني اهو على ما تفتكري صفتي ايه عندك بس ياريت متتأخريش بقى عشان عايزك لحاجة ضروري ماشي يا قمر
وانا نسيت يعني من اساسه جوزي ع الورق ايه جيمتها يعني عشان تخش كدة من غير استئذان شكلك مش معدل يا يوسف.
ختمت بها تعود لمراتها ثم ما لبثت ان تشهق بأعين توسعت بزعر بعد انتباهها لهيئتها
يا مري دا شاف شعري.
بعد قليل خرجت اليه وقد احكمت الحجاب عليها جيدا بصورة أثارت الحنق بداخلها ولكنه كالعادة تمكن من إخفاءه لهذا الشعور ليهتف مرحبا بخروجها اليه اخيرا بجلسته في وسط الصاله بعد مدة من انتظاره لها
جوزك وحبيبتي.
غمغمت داخلها بالكلمات الغريبة على اسماعها لتقطب امامه باندهاش ثم تتمكن سريعا من خمد استغرابها كي ترد بلهجة طبيعية
ما انا بجهز نفسي بالمرة مش دا ميعاد المستشفى برضوا
اه يا ستي ميعاد المستشفى بس انا بقى عايزك تتفرجي ع الحاجة اللي جيبتها الاول قبل ما تختاري منها اللي هتخرجي بيها
عايزك بقى تقيسي وتنقي براحتك اللي يعجبك انا اختارهم اون لاين ووصلوا حالا عن طريق الشحن.
تابع يخرج لها القطع وقد تسمرت محلها بدهشة غلفت ملامحها بعد ان فاجئها بسرعة التنفيذ في ما وعد به الأمس
ابتعلت بحرج لتقترب منه قائلة
دول شكلهم كلفوك شيء وشويات انا شايفة انك ترجعهم احسن عشان انا مش هجدر.......
ورد
قاطع استرسالها ليحسم بقوله
انا قولت مفيش نقاش اتفضلي خديهم من غير رغي.
اخلصي يا بنتي عشان تلحقي تلبسي منهم ونحصل مشوار المستشفى ياللا بقى انا
ورايا شغل متعطل.
اضطرت بصيحته الاخيرة لتذعن وتتناولهم منه على مضض حتى سارت تحملهم پعنف وملامح عابسة ثم ما لبثت ان تلتف عنه حتى اوقفها
ورد تعالي خدي الكيس الاخير ده
التقطته منه سريعا دون ان تنظر لمحتواه فلم تنتبه سوى في وسط الطريق وقبل ان تصل للغرفة لتشهق ملتفة برأسها له بأعين متوسعة حينما بصرت القطع الداخلية
الحاجات دي بقى جيبتها ع الوايم كدة يارب تطلع مقاسك.
حينما ظلت على زهولها تابع بهتافه
انتي لسة هتندهشي يا ورد عايزين نلحق مشوار المستشفى ياللا بقى
بخطوات متسارعة يرافقها القلق خرجت من باب المنزل الداخلي تبحث بعينيها عنه علها تجده بالحديقة ولكنها لم تجد سوى جدتها فاطمة جالسة في مكانها المعتاد مع الأطفال حولها اسفل المظلة وصلت لتلقي التحية على عجالة قبل ان تسألها وعينيها مازالت تجوب في الأنحاء
صباح الخير يا جدة ما شوفتيش غازي
تبسمت المرأة بخبث تجيبها
صباح الفل يا عين ستك طب ادي الصباح حجه وبعدها اسألي ع اللي انتي عايزاه ولا هو الشوق غالبك جوي كدة.
وه
خرجت منها بخجل شديد لتصعد السخونة وجنتيها على الفور متمتمة في ردها بتلجلج
ايه اللي بتجوليه ده بس يا جدة.... انا بسأل عشان ما شايفوهوش من الصبح ودي مش بعادته يعني يصحي جبلي ويطلع كمان من غير ما احس بيه ليكون حد طلبه في موضوع مهم يخص البلد ولا العيلة
لا يا ختي محدش طالبه ف موضوع مهم ولا دياولوا هو اصلا مباتش في البيت اساسا يا خم النوم .
قالتها فاطمة بمزيد من التسلية تراقب رد فعل الأخرى والتي توسعت عينيها باستدراك تتذكر برودة الفراش حينما استبقظت وفتحت اجفانها للنور وهي التي ظنت بعد سهرها لمدة طويلة بالأمس في انتظاره انه ربما يكون قد أتى في وقت متأخر من الليل وخرج صباحا قبلها ايضا.
امتقعت ملامحها بحرج