رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون
بالكامل دون علم الجميع
أخيرا جيت يا متر انت مش كنت قايل انك هتيجي تاني يوم علطول.
معلش بقى يا حضرة الظابط اصلي عريس جديد وبصراحه قولت اسيبه يدوق شويه من اللي انا دوقته.
حظك كويس والله يا متر ان اليومين دول كانو خميس وجمعه والا ماكنتش هاقدر اسيبه في الحجز الفتره دي كلها من غير ما أسلم المحضر واعرضه على النيابه.
تمام هاجيبو ليك وتقعدو بقي تتفاهمو مع بعض براحتكم.
انه اليوم الثالث له داخل تلك الغرفه الممتلئه باللصوص والمجرمين تحول إلى وحش كبير يجلس غاضبا يكاد يخرج النيران من أنفه
ولا يجرؤ أحدا من هؤلاء ان يقترب منه نعم يعرفوه جيدا ويهابوه جميعا برغم اجرامهم.
اتفضل معايا يا حج مهران.
اتفضل معاك على فين يا بني انت.
حضرة الظابط عايزك عنده.
وقف بكل هيبته وتحرك من أمام الجميع ليتنفسو جميعهم الصعداء بعد خروجه.
وداخل غرفة ضابط القسم دخل الحج مهران اليه
خير يا حضرة الظابط حضرتك جايبني هنا ليه
طب اتفضل اقعد الاول يا حج مهران انا جايبك عشان نوصل لحل مع المتر ونحلها ودي يأما لو مش عايز تتصالح
مال بطرف عينه لجهة اليسار وجده جالس بكل اريحيه يضع قدم فوق الأخرى ويرتسم على وجهه ابتسامة ساخرة بلا مبالاه ليقولها صارمة صريحة لهم
مافيش لا صلح ولا زفت تمم المحضر ووديه مكان ما انت عايز مش الحج مهران اللي يطاطي راسه قصاد عايل جاحد زي ده.
وقف الاخر من مجلسه والقي على مسامعهم التحيه.
بتهددني يا ابن ال.... فاكرني هخاف لاء ورحمة ابوك حتى لو اتسجنت بردو هاخرج وأقتلك.
وقف الضابط ليحول بينهم ويحاول تهدئة الموقف بأكمله.
يا جماعه استهدو بالله احنا عايزين نحلها ودي اتفضل اقعد يا حج وانت يا متر اقعد انت كمان خلينا نوصل لحل.
خلاصة القول عايزني اتنازل عن المحضر يمضي على العقود دي يا حضرة الظابط.
قڈف من يده ملف صغير به بعض الأوراق و فتحه الحج مهران ليري فيه عقود بيع الارض والمصنع والمزرعه والمشغل حتي دار الايتام لن ينساها.
بكل قوته القاهم في وجهه وهو يجهر بصوته
دانت بتحلم عايز تسرقني وټحرق ارضى وتلوث شرفي وكمان تاخد املاكي عيني عينك كده!
قول زي مانت عايز امك باعت وانا اشتريت وايه رأيك بقى انا مش عايز اخرج من هنا عايز اتحبس يا اخي.
تمام اوي يا عمي عايز تتحبس! انا بقى هاحبسك بس حتى وانت في الحبس بردو املاكي هاترجعلي وانا اللي هديرها بنفسي. معلش اصلك ناسي انك ماخلفتش رجاله.
وإذا به يتركه ويذهب من المكتب تحت نظراته الكارهه.
مازل محتجزا الله داخل القضبان بعد أن تحولت أوراق القضية الي النيابة العامه و التي قررت أن ينقل من القسم الي السجون
وجد نفسه بين ليلة وضحاها قد تحول من كبير بلد بأكملها الي زليل يحتجز مع المجرمين بل ويتعامل بطريقة غريبة عليه
لم يتعامل بها من قبل فعلم ان ابن أخيه ليس بهين ولابد ان يهابه ويعمل له ألف حساب.
أخرجه من شروده هذا صوت العسكري وهو يناديه.
تعالي يا مهران.
خير يا شاويش اجي فين
يعني هاخدك على السينما يا خويا قوم يا راجل انت ليك زياره في مكتب المأمور.
مين دا اللي جاي يزورني! لو بيجاد ابن اخويا انا مش عايز اقابله.
بقولك قوم الباشا المأمور طالبك انا ماعرفش مين اللي عنده.
طيب يا شاويش يلا بينا اما نشوف ده مين اللي جاي يزورني ده كمان.
وداخل مكتب الأمور وجده يجلس بأنتظار.
مين هو انت يا حج عدلي.
حج مهران ازيك يا صاحبي عامل ايه.
وقف أمامه يرد له السلام محتضن اياه بحميميه ليتحدث المأمور
تعالي اقعد يا مهران انا هاخرج بره شويه واسيبكم تقعدو براحتكم