رواية في ظلمة بيجاد بقلم /ميادة مأمون
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
الفصل السادس عشر
نفض صديقه يده بضجر من كلماته المحتقنه.
خلاص يابا بكيفك انا بس كنت بقول على شكلك قصاد اهل البلد الناس كلها كانت بتصلي على عمك في الجامع وكلهم عرفو والكل هيسأل ازاي بيجاد الألفي المحامي المعروف مايعملش لعمه اللي هو كان في يوم من الايام كبير البلد دي عزا!
البلد كلها عملو الواجب في الجامع وحضرو الدفنه كمان خلصنا بقى
خلاص يا حسن مبقاش فاضل من العيله دي غيري انا وابني
ابني يا حسن اللي مش عارف انا دلوقتي بقيت اي بالنسبه ليه
مش عايز اكون في نظره مهران الألفي نمره اتنين.
بيجاد!
ها هم يلتفوا برأسهم جهة الدرج
كان من المفترض انها حين تراه على الاقل تتذكر ما فعله بها وتخشي الوقوف امامه
كيف بها بعد كل ما فعله ان تتحرك بتلك الراحه النفسيه وتقف أمامه بهذا الثبات.
كالبدر يتوسط سماء مظلمه
كوردة تيوليب بيضاء تتلفح بزهور الزنبق الأسود يفوح منها عبقها ليجتذبه إليها بشدة.
ايه اللي نزلك من فوق وايه اللي انتي لابساه ده.
أيه في ايه مانا لابسه حجابي عليا زي ما قولتل
ي اهو ولا انت عايزني اقلعه كمان وصاحبك موجود.
دا انا كنت قطعت رقبتك انا مش بتكلم عن الحجاب واخلصي وقولي عايزه ايه
يامن عمال يعيط انت يعني مش واخد بالك
يووووه حاضر.
أعطته طفله وجرت للأعلى وظل هو ثابتا الي ان اختفت عن عينه.
ليلتفت الي صديقه ويلمحه وهو يتطلع إليها وعينه متركزه على أعلى الدرج بشرود.
حسسسسن.
اخفض حسن رأسه سريعا وانتفض الصغير على صدره ليشعر برجفته ويضمه جيدا ويجلس به على الاريكه.
لاء خلاص بقى طلاما مش هتعمل عزا يبقى قعدتي هنا مالهاش لازمه انا هاخد الرجاله ونرجع علي المزرعه.
واذا به يفر هاربا قبل أن يتلفظ الاخر بأي كلمه أخرى
بينما كان هو جالسا ېحترق من داخله يتلفظ هامسا لنفسه.
يا رب الضربه المره دي ماتجيش منك انت يا حسن.
بابي!
ربت على ظهر صغيره بحب وابعده قليلا حتى يتمكن من رؤية وجهه الجميل
بټعيط ليه
عسان كان نفسي اقعد اتكلم معاه ومس لحقت كنت عايزه يعلفني يعرفني وانا اعلفه انت ليه عملت كده بس يا بابي
اكيد عشان بحبك مش يمكن انا عملت كده عشان مش عايزك تعرف حقيقته
حقيقة ايه دا كان تعبان وأنت كنت بقالك كتيل اوي حابسه ومس بتلدي تخلجه خالص.
مش هقدر اقولك غير انك شوفته وهو في اسوء حالاته اللي انت زعلان عشانه ده كان هو السبب في مۏت امك.
انزلق الصغير پخوف مما قاله لم يستوعب تلك الفاجعه فجري للأعلى باكيا.
فتح الباب بيده الصغيرة وجرى عليها يريد أن يختبئ داخل حضنها.
ساله يا ساله خبيني انا خاېف.
فتحت له ذراعيها واستقبلته داخلهما مغلقه عليه
كانت تظن انه سيهدأ داخل احضان ابيه لكن يبدو عليه العكس تماما.
مالك يا قلبي انا بس! بټعيط ومړعوپ كده ليه
بابي قالي ان جدو اللي ماټ ده هو اللي مۏت مامي.
اندهشت مما القاه على مسامعها وضمته بقوة محاولة تهدئته.
طب بس يا حبيبي اهدي اكيد بابي مش يقصد يقول كده
عارف ليه عشان جدو مهران يبقى ابو مامي فرح ومافيش