رواية ساكن الضريح الفصل الثامن والثلاثون
رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون
لو عرفت انك عملتي اي مشاكل و انا مش هنا لهتشوفي عقابك بجد لما ارجع من السفر.
هاتعمل ايه يعني انت اصلا مش قولت انك هتسافر لوحدك خلاص بقى مالكش دعوه بيا
يا سلام اومال ليا دعوه بمين انا اولا لازم تحترمي غيابي زي وجودي بالظبط وحسك عينك اعرف انك عملتي مشكلة مع والدتي او والدتك.
رفعت وشاح وجهها پعنف و جلست على الاريكة مكوره يديها أسفل وجنتها و اردفت بهدوء حزين.
مد خطاه و جلس بجانبها مريحا رأسه على حافة الاريكة من خلفه.
و مين قالك اصلا اني هاسيبك تقعدي هنا لوحدك انت هاتحضري نفسك و الصبح قبل ما امشي هاوديكي البيت التاني و هاتقعدي هناك لحد ما ارجع.
لأ معلش بقى انا اسفه مش هانفذ و لا كلمة من اللي انت قولتها دي انا مش هاسيب بيتي و اروح اقعد عندهم و ترجع تقولي اتخانقتي و عملتي مشاكل ليه.
رمقته بنظرة طويله صامته و هبت واقفه و بخطوات سريعة اتجهت لتصعد الي الأعلى و هي تصيح.
اديك هاترتاح مني اسبوع بحاله افرح بقى و ريح دماغك بعيد عني.
التوي ثغره و هم بالوقوف هو الاخر لكن ليرحل عن البيت بأكمله.
وكأن خطاه تأخذه الي مكانه المعهود حضر الي الضريح ليودع صديقه و رفيق دربه مثلما عهد على ذلك
صلى فرده و جلس بجانبه يقرء في كتاب الله العزيز و ينتظر والده الي ان يفرغ من صلاته و يتحدث مع صاحبه هامسا.
مابقتش قادر من كتر المشاكل معاها يا حسين تعبت من جنانها ده هي عارفه و واثقه اني بحبها بس شقاوتها و صوتها العالي دول هما سبب المشاكل بينا ربنا يهديها ليا.
حرما يا ابويا.
جمعا يا حبيبي ان شاء الله بتكلم نفسك و لا بتسلم على صاحبك كالعادة يا دكتور.
ان جيت للحق الاتنين يا حج قولت اجي اقعد هنا و اصلي ركعتين لله و اسلم عليك لاني هاسافر بكره بدري.
تروح و ترجع لينا بالسلامه يا حبيبي بس انت ماعملتش اللي قولت عليه يعني.
تقصد ايه يا حج
قصدي انك جيتني و انت حزين و قعدت تقولي انك هطلقها وتخليها تحت عينك بعد كده عشان تبقى مطمن عليها بحكم انها بنت خالتك وان مالهمش سند و قولت ماشي
بس اللي انا شايفه انك ماعملتش حاجة من دي.
احنى رأسه صامت أمام ابيه ليندهش و يهتف بضجر.
جحظت عينه
و سريعا ما رد علي ابيه.
لاء يا ابويا انا مافيش حاجه كسراني و شذي زي الفل انا بس كل الحكاية.....
بتقول كلام مش مفهوم وعمال تتلجلج ليه يا دكتور.
عشان بحبها يا ابويا ايوا حبيتها حبيت فيها برائتها و طفولتها حتى جنانها بقيت بخاف عليها زي ما تكون بنتي مش بس مراتي يا ابويا.
فاجئه برده القاطع لينفض يده برجفه عن كتفه وينظر اليه لبرهة ليست بقصيرة.
عم السكون بينهم و كل منهم مندهش على حاله ليعيد والده الحديث محاولا جذبه من متاهته التي ادخل نفسه بها.
بص يا مالك انا مش هاقولك انك غلطان في اختيارك بس هاقولك ان الحب عمره ما كان ضعف
يا بني الحب طول عمره بيقوي صاحبه اهم حاجة انه يكون للي يستهاله.
وهنا رفع رأسه ليجيب ابيه سريعا في الرد.
صدقني يا ابويا شذى هي اللي تستاهل قلبي و انا واثق انها بتحبني قد ما بحبها ويمكن اكتر كمان و أن كان على تهورها و صوتها العالي فسنها الصغير و اللي شافته من عيلة ابوها يشفعو ليها يا حج.
ابتسم الشيخ حسان ساخرا و همس له و هو يربت على قدمه.
وبقيت تدور ليها على أعذار كمان يا شيخ مالك
على العموم ماتكملش دي حياتك وانت حر فيها
انا المهم عندي و اللي اتمناه في حياتي أن اشوفك مبسوط و متهني في عيشتك يا بني و قبل اي حاجه انك تكون محافظ على تفوقك في مركزك و شغلك يا دكتور.
رد اليه الابتسامه و انحني على يده ليقبلها قائلا...
ربنا يخليك ليا يا حج و مايحرمنيش من دعواتك ليا ابدا
هههههههه طب يا سيدي ربنا يريح بالك و يرضى عنك و يرزقك بالذرية الصالحة اللي تملي عليا انا و امك البيت.
ضحك مالك لوالده و تملكته السعادة أثر تلك الدعوة التي اراحت باله بعض الشئ.
عاد الي بيته و على وجهه ابتسامة الرضا لقد أراح كلام والده ذهنه بعض الشئ على الاقل قلل من غضبه وقلقه الذي كان يخشى ان يتفاقم للأسوأ بينه وبين زوجته و عليه الان ان يريح ذهنها هي تجاه والده.
كان الهدوء يعم البيت على ما يبدو أنها لم تترجل الي الاسفل من وقت خروجه منه صعد الدرجات بروية و هو كله يقين بأن لا يحزنها هذه الليلة علي الاقل حتى لا يذهب و يتركها حزينة.
فتح باب غرفة نومهم المظلمة بالكامل اتجه الي زر المصباح الموضوع بجانب الفراش وانار ضوءه الخاڤت حتى لا يزعجها لكنه تفاجئ بعدم وجودها فيه
اړتعب قلبه عليها و انتفض في مكانه هما بالذهاب للخارج مفتشا عنها بجميع الغرف وهو يناديها.
شذي انت فين ردي عليا روحتي فين يا شذيييييي.
كانت ممدده بحوض الاستحمام تنعم بحمام دافئ يريح اعصابها من كل هذا الارق الذي قد ملئ رأسها
و على ما يبدو أنها من كثرة الراحة الذهنية التي تحصلت عليها قد غفيت و لازمها النوم.
لتنتفض جاحظة العينين أثر سماع صياحته المدوية كاقذائف تنزل فوق رأسها غير مبشرة بأي خير.
وقفت مسهمه وسط المياه لاتقوي على التحرك وكأن قدميها متيبسه في ارض جامدة فقط عينها جاحظة نحو الباب الذي يرتج أثر دقه عليه ومقبضه يهتز صعودا وهبوطا
وهي تسمع صياحه المندفع من الخارج بأسمها.
شذى انت جوه..
افتحي الباب ده قافله على نفسك ليه بقولك ردي عليا لاكسر الباب يا شذيييييى
خرج صوتها أخيرا بنبرة متحشرجه مرتجفه أثر صراخه عليها.
حاضر حاضر
تنفس الصعداء و هو يقف بالخارج عندما سمع صوتها حاول أن يسيطير على قلقه واخفض صوته عندما التمس خۏفها.
انت قافله على نفسك ليه افتحي الباب و اخرجي من عندك.
لفت جسدها داخل هذا الشرشف الكبير وعضت على شفتها السفلى بخجل
ان خرجت هكذا الان سيظن انها تفعل ذلك عمدا لتغويه إليها وقفت خلف الباب الموصود لا تدري ماذا تفعل الان
تلك الطائشة لا تتعلم ابدا من أخطائها ماذا سيظن بها و يقول عليها و هي على حالتها هذه
خرج صوتها مرتجفا خائڤا وتسمرت مكانها تضع اذناها على الباب وهي تهتف كفأر مذعور...
اطلع بره الاوضه الاول.
انت عايزة تجنيني اخرجي بقولك من عندك.
هكذا جائها رده القوي مصطحبا بركله من قدمه لتزيد من رجفتها بالداخل.
بطل زعيق يا مالك انت بتخوفني ليه انا كويسه