رواية ساكن الضريح الفصل التاسع والثلاثون
رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون
تلاقيه قيادي بيحب يمشي رأيه و بيعند في كل حاجه و كمان تلاقيه دايما كتوم و مش بيحب يبان ضعيف قصاد حد. تصدقي يا ماما عندك حق مالك فعلا كده دايما بيحب يكون مسيطر و قوي و ساعات لما كنت بحاول افتح معاه كلام عن أي حاجه تخصه زمان كان بيقفل معايا و يصدني في الكلام. و عشان كده يا حبيبتي لازم تاخديه بالسياسة زي ما كنت بتعامل مع ابوكي كده. لاء يا ماما دا بابا كان صعب اوي و انت كنتي بصراحة شخصيتك ضعيفة اوي معاه. انت كنتي شايفة ان شخصيتي ضعيفة طب بزمتك كان بينفذ كلام مين في الاخر. ههههههه صح يا ماما كنتي بطريقتك بتعرفي تخليه يعمل اللي انت عايزاه. شوفتي بطريقتيييي و بالمسياسة اهو جوزك بقى عايز الطريقة دي تتبعي معاه اسلوب السياسة يا عبيطة كلمة حاضر بتريح. يا ماما و دا ايه علاقته بخبر حملي واحده اول مره تحمل و بتقول الخبر لجوزها لاول مره يقوم يرد عليها بالرد البارد ده و حضرتك بتقوللي اخده بالسياسة ازاي بس يا ماما زي الناس يا شذى يا بنتي الوحده بتعرف جوزها زعلان و لا فرحان من نبرة صوته يعني جوزك لو صوته جد و بيرد عليكي الكلمه بالعافية يبقى تصبري لما تعرفي ماله واذا كان عايز يشكيلك او يكلمك بهدوء و العكس برضو يا شذى. انا مش بقولك كده عشان افهمك انه صح في رده لاء هو غلط و ازعلي منه براحتك لكن برضو خدي بالك منه و اتعاملي معاه بهدوء يا حبيبتي. فهمتك يا ماما انا هاعرف اتصرف معاه بطريقتي و اعوده على طبعي انا. طيلة الثلاثة ايام يحاول الاتصال بها لكنها فضلت عقابه بهذه الطريقة! الإبتعاد هو الحل الوحيد حتى تعرف مدى حبه لها و تقبله لهذا الخبر الذي سيربطهم ببعض للأبد. و اليوم قد عاد الطبيب إليهم بعد اسبوع عمل متواصل و قد حقق نجاح في هذا المؤتمر كما كان يتمنى. أوقف السيارة في ساحة البيت و ترجل منها متلهفا لرؤيتها و الاعتذار منها قبل أي أحد منهم. فتح الباب و ولج عليهم و هم جالسون بالداخل. و كانت والدته اول من رأته لتنتفض فارحة تهتف بأسمه. مالك ابني حمدلله على السلامه يا حبيبي... كانت عينيه تتلفت يمين و يسار عليها و اذا به يسأل عنها متلهفا. الله يسلمك يا ماما فين شذى لتصيح والدتها بضجر. بتسأل عليها ليه بعد ما زعلتها يا مالك. استدارت شقيقتها بريبة لتفهم معنى كلماتها. زعلها ازاي هو انت زعلتها يا مالك وانت مسافر. حاول كبت احتقانه و زمجرته ملقيا عليها السلام. الله يا سلمك يا ماجدة مش هي دي برضو حمد الله على السلامة اللي بتقوليها ليا. طب و عايزاني اقولهالك ازاي و انت مزعل بنتي. لتهتف والدتها صاخبة. ما تفهموني يا ولاد في ايه زعلتها امتى يا واد و ازاي تزعلها و هي في اول حملها كده. ليصيح هو فيهم. ممكن تقولولي مراتي فين و تبقو تقعدو تحكو مع بعض براحتكم. اردفت مجيدة و هي تجلس بجانب شقيقتها. اهي عندك فوق نايمة في اوضتكم اطلع يا اخويا شوف بقى هاتصالحها ازاي. تركهم يجلسون يتسامرون او كما يقال يقطعو في فروتهم و صعد سريعا للأعلي. فتح باب الغرفة المظلمة عنوة و دلف بداخلها. ترك حقيبته من يده شلح جاكته و حل كارفاته من حول عنقه و جلس بجانب تلك الذاهبه في ملكوت اخر لا تشعر بأي شئ فقط مستسلمة لهذا النعاس الذي بدي يلازمها من اول حملها. وسط نومها الهادئ شعرت بشئ يأرقها حيث ظلت تمسح على وجنتها هذا الشئ الذي يمشي عليها بنعومه خفيفه. فتحت عيناها سريعا منتفضة بقلق عندما ظل ذلك الشئ يقلقها لتتضح امامها الرؤيا كاملة أثر هذا الضوء الخاڤت القادم من المصباح الجانبي. و سريعا ما التفتت للجهه الاخري وهي تجهش بالبكاء حين رائته. ليجذبها هو رغما عنها على قدمه محتضنها بيد و باليد الاخري يقدم لها تلك الوردة التي كان يداعبها بها ليعبر