رواية ساكن الضريح الفصل التاسع والثلاثون
رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون
عن اسفه. انا اسف يا قلبي والله ما كنت اقصد ازعلك انا بس كنت مضغوط جدا من شغلي و الخبر جالي نجدة عشان يفرحني و ينتشلني من تعبي بس خاني التعبير ليكي يا حبيبتي. حاولت زجه و الابتعاد عنه والتملص من بين يده الا انه ابي و تمسك بها اكثر وبدئت تصرخ وسط شهقاتها. ابعد عني مالكش دعوه بيا مش عايزك تفرح و لا حتى تزعل. بدء يسيطر عليها بتقبيل وجنتها و امتصاص دموعها بشفاه. اشششش مكن تهدي عشان ماتتعبيش كل اللي انت عايزة تقوليه قوليه و انت في حضڼي ماتحوليش تبعدي عني عشان انت وحشاني اووووى. بالله كيف تقول لها والدتها ان تتعامل معه و كأن جزء من عقله يكمن بداخله تفكير طفل و هي عقلها بالكامل عقل طفله ذات الخمسة اعوام. اوعي بقى سيبني مش عايزة اوحشك و لا عايزاك تيجي جانبي و لا حتى تلمسني. يا سلام يا ختي ابعد عنك ايه حرام عليكي يا شيخة دانا كنت بعد الثواني من ساعة ما ركبت الطيارة لحد ما دخلت هنا بس عشان اشوف وشك الجميل ده و المس شافايفك الحمره دي. بدأت تلين و تلقى رأسها على صدره ټغرق قميصه بدموعها. لاءه اوعي سيبني انت ماحولتش تفرحني و انا اللي كنت مستعجله اقولك عشان اسمع كلامك الحلو ليا ماكنتش متوقعة ابدا منك انك تصدني بالكلام كده. ضمھا اكثر اليه بحنان و بدء يربت على ظهرها بكل رقه. و حياتك انت عندي دا احلى خبر سمعته في حياتي انت متخيله لما تقوليلي اني هبقي اب دي سهله عندي انا ساعتها ماكنتش مستوعب الخبر للحظة فكرت شذى بتقولي انها حامل معنى كده اني هبقي اب بس انت مادتنيش الفرصه اني اشرحلك شعوري يا شذي. دفنت وجهها بالكامل في طيات عنقه تحاول كتم شهقاتها و تلومه بدموعها. انا خلاص مابقتش مستحمله اي حاجه تزعلني من فضلك بقى كفايه حزن و ۏجع فيا. حقك عليا يا روحي والله ماكنت اقصد ازعلك بالعكس دانا نفسي اجبلك حته من السما اخبيكي فيها لحد ما تقومي ليا بالسلامة انت و البيبي. رائحة عطره التي تعشقها هي نفسها الان التي تشعرها بالدوار و تجعلها مشمئزه منه الي درجة الغثيان. بحركة انفعالية زجته وانتفضت مبتعدة من علي قدمه اذا بها تضع يدها على ثغرها لتجري الي الخارج قاصدة المرحاض بأقصى سرعة. غابت به بعض الدقائق و ترجلت منه لتجده يقف أمام الباب يظهر على وجه علامات القلق و التوتر و من خلفه والدته و والدتها. كاد ان يقترب منها و هو يهمس لها. سلامتك يا روحي بقيتي كويسة دلوقتي. لتدفعه بعيدا عنها مختبئه بين يدي خالتها و هي تصيح بأنزعاج. ابعد عني إياك تيجي نحيتي انا مش طايقة اشم ريحتك و لا ريحة البريفيوم بتاعك. صعق من هزاينها هذا تلك التي كانت تعشق عطره النفاذ الان لا تتحمل ان ټشتم رائحته. اراح ظهره على الجدار من خلفه ضاربا يده بالآخري منتظرا ان ينتهو الاخيرات من وصلة ضحكهم تلك لتردف والدته بضحك. ههههههههه احسن تصدق فرحانه فيك يا رب يا بت يا شذى تطلعي شهور الوحم كلها عليه. ضم حاجبيه منزعجا من كلام والدته واذا به يصرح. معنى كلامك بقى اني افضل بعيد عنها طول مدة التلات شهور الأولى مش كده طب ايه يا شذى تحبي اسافر تاني عشان ترتاحي مني. التفتت له بجديه و تكلمت بصيغة الامر. و هو انت لازم تسافر يعني ما ممكن تبطل تحط برفيوم او الأحسن انك تروح شغلك و تيجي تبات في بيتك. دانت مش طيقاني بجد بقى حاضر يا اميرة شذى انت تأمري بس ما انا ممكن ابطل احط برفيوم خالص و اخد شاور كمان اصلي بصراحة مش هاقدر ابعد عنك تاني و عايز اخدك لدكتورة عشان اتابعك واطمن عليكي. خبئت ابتسامتها في صدر خالتها لا تنكر ان كلامه اسعدها و اراحها لتضغط والدتها على راحة يدها. خلاص بقى يا شذى اهو هايعملك اللي انت عايزاه اهو انا بقول تسامحيه بقى