رواية ساكن الضريح الفصل الثالث
رواية ساكن الضريح بقلم /ميادة مأمون
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
بدلو ملابسهم وارتدت عباءه سمراء ولفت حجابها الاسمر على رأسها مما أظهر بياض وجهها وجماله وجلست تتوسطهم بالأسفل بعد أن انتزعت تلك الكالونه من يدها
وحضر هو بوجه متهجم وكأنهم اخرجوه من الجنه
ولكن ما أدهشها هيئته هذه هل هذا هو الذي كان طيلة اليوم يرتدي حلى رسميه وعليها مئزرا شتوي طويل
الأن يرتدي جلباب اسمر و على اكتافه يضع عباءه بنيه اللون صوفيه من خامة الجوخ
تقدمت والدته منه عندما رأت عيناه الغائمه وعلمت تذمره
خير يا أمي مسيباني حلقة الذكر وجايباني تاني ليه
معلش يا حبيبي انا رجعتك عشان بنت خالتك بس نفسها تشوف المولد وتزور الحسين
وانا مالي هو انا هشتغل ليها دكتور ومرشد سياحي كمان وبعدين دي واحده مريضه ولازمها راحه والدنيا هناك زحمه جدا
كان هذا صوت شذى التي اقتربت منهم بهدوء ولأول مره يتطلع على وجهها ويري ابتسامتها
ويا محلي تلك الابتسامه مع هذا الوجه البرئ
غض بصره سريعا قبل أن يسرح في ملامحها الجميله
وهو يستمع اليها
كنت عايزه اقولك اني اسفه يا ابيه على الطريقه اللي كلمتك بيها و متشكره يعني عشان تعبتك معايا طول اليوم وكمان لما جينا هنا.
ابتسم دون ارادته واجاب بهدوء
انا ماعملتش حاجه انتي اختي الصغيره ومافيش واحد بيشوف اخته واقعه في مشكله ومش بيساعدها مش كده برضو
رفعت رأسها له بفرحه جميله واجابته سريعا وهي تجذب يد والدتها وخالتها
كده كده طب يلا بينا بقى بسرعه عشان مش نتأخر يلا يا ماما يلا ياخالتو واقف ليه يا ابيه
وعلى كل يبدو ان هذا المنزل سيملئه المرح في الأيام القادمه وسيحدث ما لا يحمد عقباه على يد تلك الصغيره
سلم أمره الي الله ضاربا كفيه بجانبيه واتجه للخارج ليلحق بهم
عادو جميعا الي البيت الا هو لم يأتي معهم وظل هناك وفي طريق عودتهم رأته يذكر وسط الرجال وينشد مع الشيخ ياسين التهامي في حفل مهيب له
ولكن الشيخ حسان قرر ان يخرجها من شرودها هذا ويشركها معهم في الحديث
مالك يا شذى ساكته كده ومش بتشتركي معانا في الحديث
ها أبدا يا عمو انا قاعده معاكم اهو اومال هو ابيه مالك مارجعش معانا ليه
لاااا دا الدكتور مالك لسه قدامه لبعد الفجر علي ما يجي قومو انتو ناموا عشان الصبح تصحو بدري وياخدكم معاه المستشفي
أومئو جميعا له وصعدو الي غرفهم ودلفت هي ووالدتها تلك الغرفه التي خصصتها خالتها لهم وبدؤو في تبديل ملابسهم
تعرفي ياماما اني حاسه براحه كبيره اوي هنا
طبعا ياحبيبتي بيت خالتك بيت مبروك كفايه أن صوت القرأن مش بينقطع منه والشيخ حسان كان زمان بيعمل موائد ويعزم المشايخ كلهم هنا ويعقد حلقات الذكر كمان ماعرفش بقى لسه مستمر على كده ولا لاء
ياريت يا ماما مانسيبش البيت ده انا حاسه فيه بالأمان عكس بيتنا خالص
مافيش مقارنه بينهم اصلا يا شذى نامي يا بنتي
نامي ربنا يعمي عيون اهل ابوكي ويبعدهم عننا.
في لحظه تذكرت هؤولاء الوحوش وتهجم وجهها وهمست پخوف.
وتفتكري اشرف هيسبني في حالي يا ماما
شهقت واعتدلت من نومتها بسرعه
ده مش بعيد