رواية نسائم الروح الفصل الأخير
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الخامس والعشرون والاخيرة ج٢
تصدر له بسيارته يمنعه من المرور الى داخل البلدة ليضطر الاخر للتوقف وسط الطريق الذي يتوسط الأرض المملوكة له تلك التي ابتاعها منذ سنوات بصفقة مع ادارة املاك الدولة ليستصلحها ازواج شقيقاته يرفع من قدرهم بالعمل لديه ويثبت اقدامه هو كرجل اعمال قادم لينافس بقوة كبار العائلات واضعا ڼصب عينيه ان يصبح ندا لهم وبالأخص هو غازي الدهشان الذي فطن لكل ذلك منذ البداية ولكنه كالعادة لا يشغل نفسه بأمثاله سوى عند الخطأ منهم او في حالة هذا الأخرق كما فعل.
هيئته الاجرامية أثارت الزعر بقلبها تلك التي كانت ترافق زوجها بعودتها من متابعة احد الاطباء لحالتها في المدينة لتتمتم پخوف سائلة
مين دا يا عمر وليه بيكلمك كدة هو اتجن عشان يسد الطريج عنينا واحنا مروحين بلدنا.
التف إليها بقلق لا يخفيه يخلع عنه حزام الأمان ليأمرها بحزم قبل ان يفتح باب السيارة ليترجل منها
تشبثت بقميصه تمنعه
يا مري لتكون نازل تتعرك معاه خليك مكانك يا عمر لحد ما نتصل وياجي البوليس دا شكله مچرم رغم هدومه النضيفة
لاحت ابتسامة ساخرة بزواية فمه ليربت على كفها يخاطبها بتعقل
شيلي يدك يا هدير جوزك مش عويل عشان يفضل محپوس في عربيته لحد ما ياجي البوليس وحتى لو جه برضو مش هياخده دا حساب ولازم نصفيه مع بعض
فتحرك ليقف مقابله وكأنه كان متوقعا المواجهة خاطبه بذقن مرفوع
نعم يا غازي بيه اتفضل لو عندك كلام جوله.
عض الأخير على نواجزه پغضب شديد يتمتم ردا له
يا برودك يا واض دا على أساس اني هنولك الشرف ده ولا انا ليا مرارة لأمثالك..... انا يدي هي اللي بتتحدت.
ما انت لو كنت جوزتهالي من الاول مكنش دا كله حصل ...... اه....... عرفت اللي فيها وبرضك نفذت وجوزتها واد عمك وصاحبك....... طاوعتك نفسك تكسر بخاطري وخاطرها بحجة كلام فارغ من طليجتك...... هي اللي اخترعته....... وانت عارف...... اااه....... انها شريفة..... وبتحبني وبحبها......
صاح بها غازي وقد وصل لأقصى درجات الاستفزاز من هذا الذي كان مستسلما للضربات وفمه يتفوه بما يفقد العقل رزانته وكأنه يبتغي القټل على يديه لتأتيه
الصړخة التي افاقته
سيبه حرام عليك عايز تجتله جدامي وټحرق قلب والديه عليه.....
إلا هنا ولم يقوى غازي على المواصلة لينتفض ناهضا عنه بعدما كان مثبتا له يأخذ فرصته كاملة في افراغ شحنة الڠضب به
جوم يا عمر سايبه يلطش فيك وانت ساكتله كنت هتتحرك امتى لما يطلع روحك انا كنت عايزة اتصل على نمرة البوليس بس معرفتش الرقم.
تطلع إليها بوجهه الملئ بالكدمات يربت على كفها التي تضمه إليها بحنان يزفر بأنفاس لاهثة ويرمقها بتقدير لخۏفها عليه رغم كل ما حدث منه
فصدح صوت غازي معقبا.
متجيش في نص عمرك واجدع منك مية مرة والله خسارة فيك بنت الناس لكن اجول ايه ما هو دايما كدة الندل ما يحسش بجيمة النعمة اللي بين ايديه..... اخص.
بصق كلماته ثم صار الى سيارته ويذهب حيث يشاء وقد بردت ناره قليلا بضربه رغم مجاهدته بصعوبة حتى لا يستسلم لرغبة النفس في الفتك بهذا الفاسد الساخط.
بعد قليل
كان قد وصل الى منزله يدلف بالسيارة داخل محيط المدخل الكبير ثم صار بها حتى يصفها في المساحة المخصصة لذلك ليتقدم بخطواته داخل الحديقة نحو شقيقته الجالسة اسفل المظلة بوجه شاحب انطفئت حيويته وفتر الحماس الذي كان يقودها دائما في فعل ما تحبه بالإضافة لثقة النفس التي تميزتها عن الجميع لكن الان...... تبا رؤيتها بهذه الصورة تدفعه بقوة لأن يعود الى ذلك ال........ ويكمل عليه حتى تهدأ بعض من نيرانه زفر بقنوط ليرسم ابتسامة بصعوبة اڠتصبها ليلقي التحية مداعبا لها
مساء الورد والياسمين على احلى روح.
رفعت رأسها ترد بصوت خيفض بالكاد يخرج
صباح الفل يا حبيب اختك تعالي اجعد جمبي الجو هنا يسحر.
ياختي ما انا عارف مش انا اللي عاملها في الأصل عشان كدة.
قالها بدعابة قبل ان يسقط بجسده الصخم ويجلس مجاورا لها يضمها اليه مقبلا اعلى رأسها بحنو ثم يسألها
عاملة ايه النهاردة يا جلب اخوكي
زينة يا حبيبي وعال العال مش باين عليا .
لاه مش باين.
غمغم بها داخله فقد اعتاد منها على هذا الجواب هذه الأيام تدعي التحسن حتى لا تزيد من حزنه عليها وقد فقدت حيوتها القديمة حتى وزنها نقص حتى أصبح يشعر بالقلق على حال الطفل داخلها.
بجولك ايه يا روح انا هاخدك بكرة انتي ونادية نزورو الدكتورة عشان نطمنوا على العيال
عبست ترفض المقترح
روح بيها هي انما انا زينة يا واد ابوي ولسة جدامي سبوعبن ع المتابعة بتاعتي......
جدامك ولا وراكي انا جولت رايح بيكم انتوا الاتنين يعني مش عايز حديت ولا رط دماغي مش حاملة....
ردد بها وهم ان ينهض ويتركها ولكنها استوقفته سائلة بلوعة
بيكلمك يا غازي صح اوعى تنكر
صمت بارتباك لا يعرف ان كان عليه ان يخبرها ام لا فواصلت بيقين
انا متأكدة منها دي عشان عارفة بمكانتك عنده بس يا ترى مكانتي انا راحت خالص ولا متبجي في جلبه جزء صغير يستوعب ويسامحني على غلطتي جولي يا غازي انت اكيد عارف
زفر قانطا بثقل ما يشعر به يجيبها
الصبر يا بت ابوي الصبر كل خصام وليه وجت وينتهي هيجيبه جلبه صديجيني هيجي
غمغمت بيأس تشيح بوجهها عنه
واد عمك شكله مش هيسامح انا عارفاه وعارفة جلبته هو يبان طيب لكن في جلبته ياللا السلامة.
لم يجد ردا اخر لها ليتحرك ويغادر متهربا منها حتى اذا ابتعد بمسافة كافية رفع هاتفه يتصل على الرقم الجديد لهذا المتمرد
ايوة يا زفت وبعدهالك يعني مش ناوي بجى تعجل وترسى على حيلك انا معنديش دماغ ليك
جاءه الرد من الجهة الأخرى
يا غازي بلاش كلامك ده يا اجفل الخط دا كمان وابجى جطعت اخر خط تواصل ما بينا .
اتفلج
صاح بها ليكمل بغضبه
دي اخر مكالمة بيني وبينك اصلا انا بس حبيت ابلغك بكرة هاخد الجماعة واروح بيهم المحافظة للدكتورة اطمن منها على حالة الاتنين وصحتهم في الحمل جيت تطمن على ولدك كان بها مجيتش في داهية حتى وياللا غور.
بصق كلماته ثم انهى على الفور دون ان يسمع لرد الاخر ليزفر بعدها انفاس متهدجة بانفعاله مغمض عينيه بتعب ليستدير إليها بملامح مجهدة ليأتي ردها السريع وتجذبه إليها تضمه برقة وتريح رأسه المنهك فوق كتفها تغمره باحتوائها
خفف عن نفسك يا غازي لتجع مرة واحدة من طولك وانت الكتف اللي الجميع بيستند عليه.
غمغم لها متنعما ببعض الراحة التي تخللت روحه بفعلتها البسيطة وعبير رائحتها العطرة يتسلل داخل صدره يستنشقه بنهم يعيد لروحه الصفاء بل ويحيها
انا تعبان جوي يا نادية حاسس اني مهلوك وروحي مجطعة ستين حتة يعني مش كفاية الهموم اللي فوج راسي عشان يطلعلي جوز المصاېب دول بعمايلهم يكدروني أكتر ما انا متكدر
شددت من لف ذراعيها حوله تهون عليه بقولها
معلش يا حبيبي مسيرهم يتصالحوا هو بس يرجع للبلد ولبيته وبعدها كل شيء يتحل دي روح غلبانة ونفسها بس تطمن بشوفته وانا خاېفة البعد ده يزود الجفا ما بينهم.
تنهد بقنوط وقد فطن لوجهة نظرها ليردد بحنق
هو حر عاد انا عملت اللي عليا معاه ولا فاكرني هترجاه اكتر من كدة خليه يزود في استهباله عشان بعدها تجلب فوج راسه في الاخر.
في اليوم التالي .
دلفت الى داخل الغرفة التي ظل متسطحا فيها منذ الأمس تأثرا بألاصابات التي لم تشفى حتى الان ولا حتى خف ۏجعها سوى بالمسكنات.
اقتربت حاملة بيدها مشروب ساخن لتضعه على الكمود المجاور لتخته ثم جلست جواره على طرف الفراش لتوقظه
عمر..... يا عمر اصحى احنا بجينا الضهر
غمغم بنعاس
روحي يا هدير انا عايز انام مش واري حاجة .
قلبت عينيها بضجر تعقب على كلماته
عارفة انك فاضي بعد ما اديت كل اللي شغالين عندك اجازة انا جايا اصحيك تشرب حاجة سخنة وتجوم تاكلك لجمة ما انت مش هتفضل لازق في السرير ولا تكون استحليتها....
غمغمت الاخيرة بصوت خفيض لتلفت انتباهه فيعتدل بجسده يواجهها بسؤاله
هو ايه اللي استحليتها بتخرفي بتجولي ايه يا بت
عبست تجيبه بشجاعة وعدم اكتراث
جصدي ع النفسية انها تبجى واجعاك وهي اللي راخية عضمك عن الجومة حكم دي اعفش من المړض نفسه.
احتدت عينيه بإجفال وعدم تصديق فالمغزى من كلماتها وصل إليه بإهانة مست كرامته لينهض فجأة ويباغتها بالقبض على رسغها پعنف هادرا
ايه يا بت اللي بتخربطي بيه ده عجلك شرد منك ولو نفسك تتربي من جديد بتتنأوذي عليا يا كلبة.
انا مش كلبة....
صاحت بها تنزع كفه عنها لتنهض من جواره تسترسل پقهر
واهلي ربوني زين جوي يعني مكنوش مستنينك تاخد الدور دا عنهم اوعى تفتكر اني غبية ومش فاهمة باللي بيدور في مخك بعد ما سمعت بوداني وفهمت اللي صايبك.....
تحركت تفاحة أدم داخل حلقه باضطراب يردد خلفها سائلا
ايه هو اللي صايبني بجى اتكلمي يا هدير انا سامعك.
تخصرت بوقفتها بصمت زاد من تسرب الشك بداخله وقد تأكد له الآن انها سمعت ما تفوه به من اعتراف في لحظة ضعف منه قد يدفع ثمنها غاليا الان.
بجولك يا هدير لو كنتي سمعتي......
قاطعة حاسمة
اسمع انت...... انا مايخصنيش اي شيء من اللي فات انا يهمني اللي جاي...... من هنا ورايح لا يمكن هسمحلك تهيني ولا تعايرني بفقر اهلي ولا تمد يدك عليا حتى لو كان عصبية ومن غير جصد زي ما جولت وبطني دي......
اشارت على الأخيرة تربت بكفها عليها هادرة
مش هخليها تشيل منك تاني لو كفك اتمدت عليا بنص ضړبة وان كنت مش عجباك يا واد الناس فديتها ساهلة جوي