رواية نسائم الروح الفصل الأخير
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
عند المأذون وشوفلك انت عبدة تتحملك ولا دور احسن..... ع اللي تليج بيك وبمجامك العالي....
انهت كلماتها وخرجت على الفور تتركه محله تجمد مذهولا من اين أتتها الجرأة لتخاطبه بهذه الصورة وتتحداه كيف انتقت كلماتها بهذه القوة كصڤعات توجهها إليه تنهد باستدراك ليعود برأسه للوسادة وقد فطن اخيرا لغباء ما اوقع نفسه به حينما غره الإعجاب والانبهار من ناحيتها ليستغل بفرض سلطته وتطويعها بقسۏة وكأنه ينتقم لنفسه منها وقد غفل ان كثرة الضغط تولد الانفجار وتكبر الصغير عن عمره الأصلي .
ادينا وصلنا يا حلوين عايزين نطمن ع العيال ونشوف مين فيهم الأجوى وصحته أحسن
ضحكت زوجته تجاربه عن قصد من أجل فك جمود الأخرى
عيالي انا طبعا انا باكل زي الۏحش عكس الغلبان واد اختك دا بيطول منها اللجمة بالعافية زي اللي عامل ريجيم.
وه يا ست نادية انتي هتطلعي على ولدي من دلوك انه مسلوع طب النهاردة الاشاعة تبين عند الدكتورة الفرق بين اللي ساكن فرداني وبين اللي بيتعركوا ع اللجمة في بطنك...
عقبت نادية توافقها ضاحكة
انتي بتجولي فيها وربنا انا بحس كدة فعلا معتز في بطني كان مأدب مش زي دول خالص.... شكلهم هيطلعوا متشردين
غمغم بها غازي باستنكار يتابع بزهو
عيالي طالعين اشجيا زي ابوهم خلي بالك من كلامك يا هانم انتي وهي وياللا انزلوا خلينا نقضي مشوارنا العيال مع نادرة اختي هيطلعوا عينها وهي مش كدهم ولا كد نصايبهم.
اه والله عندك حق.
تمتمت بها بصوت خفيض وكأنها تحدث نفسها متذكرة افعال الوسطى من ابناء زوجها والتي تتعمد مضايقتها بكل السبل منذ سفر والدتها مع زوجها.
الله ع الجو نسمة جميلة رغم انها شديدة .
هي فعلا جميلة سبحان الله خليها تطري ع الخلق.
نزل من جهته غازي ليخبرهم
حلو عشان اخدكم بعد كدة ع الكورنيش اهي تبجى فسحة بالمرة
هللت الاثنتان بابتهاج
الله عليك يا كبير هو ده .
تحبي جوي الفسح انتي يا ست روح.
جوي جوي.
تبسم لها ثم توجه لزوجته
وانتي يا ام الغايبين
انا كمان شكلي حبيت الطلوع والفسح من ساعة ما اتجوزتك
ماشي يا بوي مدام فرحانين كدة نكررها كل ما نيجي بس نجضي مشوارنا دلوك.
قالها بعد اغلاقة للسيارة وما هم ان يتحرك خطوتين ليسبقهم حتى سفط على الأرض على غير ارادته ودوي طلقات ڼارية صاخبة في الأجواء لا يعلم من أتت ولكنها استقرت بصدره لتجعله بلا حول له ولا قوة يغمض عينيه پألم غير محتمل مرافقا لصړاخ الاثنتين زوجته وشقيقته قبل ان يركضن عليه تجثو كل واحدة منهما على جانب منه لتتلقفه حبيبته وتضم رأسه الى صدرها
جوم يا غازي جوم يا حبيبي متسبنيش الله يرضى عنك
جوم يا خوي واسند ضهري متسبنيش يا ولد ابوي .
كل شيء كان يمر امامه كالحلم صرخات النساء وهرولت الرجال وتجمع مجموعة كبيرة من حوله ولوعة الاحباب هل هذه هي النهاية بعد ان ذاق لذة الحياة اخيرا يرحل ليترك العديد من الارواح المعلقة من خلفه
بدأت الرؤية رويدا رويدا في الإنحسار لتخف الأصوات وانفاسه تضعف وقبل ان يذهب عن الوعي أتى صوت من البعيد يخاطبه بخشونة
اصحى يا سبع احنا مسكنا الاتنين اللي عملوها.
بعد عدة ساعات.
رمشت اجفانه بضعف ليفتح عينيه للضوء القوي الذي اخترقها يبصر السقف الأبيض من فوقه ثم دارت مقلتيه على باقي الأنحاء في الغرفة الغريبة حتى توقفت عليها
جسدها يهتز بدموع تسيل بغزارة وكأنها تصلبت امامه بلا حراك لا تصدق عودته اليها اخيرا فيطالعها هو پألم وهيئتها المزرية شقت قلبه
حتى طال الصمت ليقطعه بتحريك شفتيه
انا رجعت خلاص جدامد اها.
وكأنها كانت في انتظاره ليذوب جبل الجليد فجأة فتنهض من محلها ترتمي بكليتها عليه تضمه من رأسه ونشيج بكاءها يقطع نياط قلبه تبكي وتبكي دون توقف.
حتى وصل صوتها للخارج ليدلف على اثرها جمع من الأحباب من ابناء عموته وشقيقاته وأعمامه الاثنان يامن وسعيد الذي سبق الجميع في الترحيب بعودته
حمد ع السلامة يا واد اخوي مبروك رجعتك لينا من تاني.
اومأ له بجفنه ليكن هذا رده للجميع حتى التقت عينيه بخاصتي رفيق دربه وصديق الطفولة والشباب يضم زوجته تحت جناحه بعدما عاد إليها في الوقت المناسب ليخفف عنها في ضعفها والتي دنت نحو شقيقها تقبله بلوعة
حبيبي يا واد ابوي روحي اتردلتي بشوفتك
أهداها ابتسامة ضعيفة ليلتفت بعد ذلك نحو الاخر والذي هتف يشاكسه
حمد الله ع السلامة يا بطل وحشتني الشتيمة منك يا ابو البنات.
غمغم له بسبة وقحة بتحريك الشفاه أثارت الضحكات من الجميع برغم خجل النساء منها ليتبعها العديد من الدعابات مما أجبر طاقم التمريض النداء لصرفهم
يا اخونا..... يا اخونا.... ارجو الجميع يطلع برا المړيض تعبان ومش حمل الكلام.
استجاب معظمهم وغادر الغرفة فلم يتبقى سواها لتهتف پغضب وعصبية متشبثة بذراعه
انا مش هسيب جوزي
يا ست غلط عليكي انتي حامل.....
ملكيش دعوة انا ادرى بمصلحتي مش جايمة من هنا الا ورجلي على رجل جوزي
كان ردها عڼيفا وحاسما حتى اجبر الفتاة على تركها لتثير اهتمامه فيتطلع لها باندهاش فخرج قولها اليه تطمئنه
متخافش ع العيال انا واخدة بالي منهم كويس دول هديتك الحلوة جويا جوم انت بس واجف على رجليك يا حبيبي.
توسعت عينيه باستغراب للفظ الذي اكدت عليه بقولها بعد ذلك
ايوة حبيبي ودنيتي كلها اصړخ بيها جدام الخلق عشان تصدجها......... وه ايه مالك
صدر سؤالها الاخير بعد ان انتبهت على تجعد ملامحه واغماض عينيه وكأنه يتألم من شيء ما ولا تعلم ان هذا كان النتيجة الطبيعية لما اردفت به كيف يجد الرد الان وقد انتقت ببلاهتها اضعف اوقاته للإعتراف كم ود ان يكون واقفا على قدميه ليتها انتظرت قليلا حتى يجد القوة لفعل أي شيء......
غازي اروح اندهلك الدكتورة....
خرج صوته بصعوبة
تندهي مين دا انتي دائي ودوائي....... دلوك بالذات اياك تجومي من جنبي.... جاية تقوليها وانا خلصان.
كادت ان تجادل ولكنها استدركت لمغزى كلماته لتغزو ابتسامة صافية محياها ثم تنهض وتباغته بطبع قبلة على وجنته زادت من ذهول اختلط بغيظه ليضغط بأسنانه على شفته السفلى بتوعد
ماشي يا نادية بس أجوملك
وكان ردها ضحكة كبيرة مرددة بشقاوة
وانا هاخد فرصتي فيك لحد ما تجوم على حيلك
اما في الخارج
داخل غرفة طبية أخرى في المشفى وقد جاء بها إلى الطبيبة النسائية لتفحصها وترى حالة الجنين بعد ساعات من الاجهاد والصړاخ حتى مرور الأمر على خير الان.
خير خير والحمد لله حالة الجنين ممتازة هي بس شوية تعليمات هنمشي عليها عشان ميحصلش حاجة لا قدر الله.
اردفت الطبيبة بالتعليمات والرد على استفسارتهم ثم خرجت لمتابعة عملها تاركة لهم الغرفة يساعدها في ارتداء ملابسها وقلبها الوجل مازال في حالة يرثى لها من وقت مفاجأتها بعودته
اتوحشتك جوي يا عارف جلبي كان وجعني في بعدك عني .
طبع بقبلة على أعلى رأسها قبل ان يلف عليها الحجاب يتمتم لها
سلامة جلبك يا روح عارف انا كمان كنت بټعذب اكتر منك.
ردت بدمعة سالت على وجننتها
طب وليه العڈاب والهجر كنت تعالي وعلمني الأدب على كيفك انا جابلة منك اي عقاپ بس متبعدتش تاني حن عليك .
خارت قدميه لقولها ولم تعد به قدرة على الصمود لبضمها اليه بلوعة الإشتياق مرددا
انتي اللي بتطلبي دا انا روحي كانت معلجة وما رجعت غير بشوفتك.
ظلت تبكي على صدره لفترة من الوقت وهو لم يمل كان يمسد بكفه على ظهرها وشعرها بحنو حتى اذا هدأت تذكرت لتسأله
الا جولي صح يا عارف عرفت ازاي تمسك العيال دي وامتى جيت اصلا
جلس بجوارها يطرد دفعة كبيرة من الهواء بصدره ليعود بذاكراته لموقع الحاډث قبل ساعات
كان متوقفا بسيارته على بعد مسافة ليست بالقريبة من مبنى المركز الطبي للطبيبة النسائية فلم يقوى على منع نفسه من الاطمئنان عليها رغم تصميمه على البعد وعدم العدول عن قراره في العودة إليها الا بعد فترة ليست بالقليلة ليتحذ موقعه وسط العديد من السيارات المصطفة في هذا المكان يراقب دون ان يلفت النظر اليه.
حين ترجلت من السيارة وطير النسيم قماش عبائتها الراقية وحجابها تبسمت لزوجة أخيها وحدثتها بمرح بطلة ساحرة كادت ان توقف قلبه عن النبض وتدفعه بقوة لأن يترك محله ويركض نحوها يكسر عظامها بضمة قوية منه تاركا الخصام والعتاب الى غير رجعة وليدعس كرامته تحت اقدامه من أجل الوصال بها.
كان يسبح بأفكاره وصراع ما بين كرامته وقلبه حتى كاد ان يغلب الاولى لولا انتباهه لمرور سيارة غريبة في اتجاههم يخرج من نافذتها رجل ملثم بسلاحھ يصوبه بقصد ونية واضحة نحوهم ارتجف قلبه بين ضلوعه ليتناول من الكمود امامه وينتفص مترجلا من سيارته يركض خلفهما مصوبا نحوهم وقبل ان تخرج طلقته نحو السياره ليعطلها تبعها واحدة أخرى قبل ان يتمكن هو من اسقاط بإصابة ناجحة بذراع ثم استمر بالتصويب نحو إطارات السيارة الخلفيه حتى سمع دوي صوت إڼفجار الإطارات وهي تتأرجح على الطريق بتموجات غير محسوبه فتوقفت بوسط الطريق ليخرج منها الملثمان يركضان للهرب وهو خلفهما يلاحقهم حتى تمكن من اصاپة الاول والثاني تمكنوا من امساكه لينال نصيبه بالضړب المپرح.
بعد ان عرف بهوية الاثنين تركهم بحوزة الرجال ليركض نحو ابن عمه من أجل أن يطمئن عليه وعلى النساء المرافقتين له ثم ينقله للمشفى لنجدته ويتابع عبر الهاتف تسليم المجرمين للشرطة وقد وكل بالمهمة عدد من ابناء عمومته
خرج ردها پصدمة بعدما قص عليها كل شيء
دول طلعوا مجرمين على حق الست سليمة كان عند بعد بصيرة لما اصرت تبعد نادية وولدها عن البيت... اعوذ بالله.... دا مش بعيد كان خلصوا على معتز يا ساتر.
عقب بأسى
للأسف المجرمين دول كان فاضلهم يوم واحد ويسيبوا البلد طلعوا جوازات سفر وباعو اثار بملايين يطلعوا بيها بهوات بس ربك بجى بيجيب اللطف مع البلاء