رواية نسائم الروح الفصل الأخير
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
ولا انتي مش عارفة جوزك.
بمرفقها لكزته بخصره بخجل اصابها من كلماته حتى يصمت فحول اتجاهه نحو الاخر
طب انت يا عم عارف مبسوط عشان البنت مرحتش
الحضانة بقى ومن فرحتك مش قادر تسببها
بإحساس لا يقدر على وصفه قبل كف الصغيرة الشبيهة طبق الاصل من والدتها يرمق زوجته بامتنان لهذه الهدية الرائعة حتى خرج رده بصعوبة من فرط السعادة التي يشعر بها
طب كدة عرفنا اسم بنتك وانت بقى يا غازي ناوي تسميهم ايه
سمع منه غازي ليلتف على الفور نحو زوجته
ايه رأيك يا جلبي نسميهم ايه
سألها وقلبه توجس من رد لا يعجبه ولكنها كالعادة فهمت عليه لترد بفراسة
المهمة دي بتاعتك انت سميهم باللي تحبه.
يبقى يوسف مش انت بتحبني يا غازي
والله ما كدب انا فعلا هسمي واحد فيهم يوسف والتاتي نبجى ندورلوا وعلى اسم يناسبه مبسوط يا عم
هلل يوسف بفرح
مبسوط اوي عقبالك يا بوس لما تجيب العيال شبهي وتسميهم على اسمي .
انتفض بسيوني بحنقه
ېخرب مطنك اجيبهم شبهك كيف يا جزين يا بوي حد يبعده عني دا هيبجبلي شلل .
قالها وانطلقت الضحكات من الجميع يتبادالن المزاح والدعابات في جو يسوده الالفة والمحبة التي جمعت بينهم
حلقة خاصة
خرجت الصغيرة التي لا ترتدي من الثياب سوى فانلة بحمالتين على الاكتاف وشورت صغير يظهر السيقان الغضة وهي تهرول من غرفتها تكركر بالضحك وخلفها صدح صوت والدتها
انتي يا زفتة استني البسي هدومك امسك البت دي يا عارف لا تطلع ع الشارع انا عارفاها نصيبة وتعملها.
سمع منها المذكور ودون جهد منه التقط الصغيرة فور ان اقتربت من الشرفة وكأنه كان متوقعا وجهتها ليرفعها اليه ويقبلها من وجنتيها قائلا بابتهاج
اتت اليه والدتها تخاطبه لاهثة
كويس انك لحجت تمسكها دا انا خۏفت لتطول باب الشارع وتفتحه زي المرة اللي فاتت والله ما عارفة ازاي بتلحج اؤكرة الباب
ضحك هو باستمتاع يخبرها
الشارع هين يا غلبانة دي كانت عايزة تجف في البلكونة
بت عارف عايزة
ما انت اللي مجلعها يا سيدي لو بتعرف تجرص عليها يمكن تهمد وتبطل شجلبتها دي كانت عايزة خالها هو اللي كان عرف علمها الأدب صح .
تمتم لها بسخرية
اسم الله يا ختي على خالها اذا كان هو نفسه بيضعف
تشدقت زوجته تدعي الضيق رغم انتعاشها من الداخل لقوله وهي تتحرك بها نحو وجهتها
ما انتوا الانتين ابهات فاشلين نجحتوا في كل حاجة الا دي هتطلعوا جيل فاشل من العيلة اللي الكل بيشهد بأدب عيالها
تبعها الى داخل الغرفة مردفا
فشړ يا حبيبتي انا بتي هتطلع حاجة كبيرة لهي واحدة عادية اياك دي بت عارف الدهشان هاتي يا ست انتي انا هلبسها بنفسي حبيبة ابوها دي.
التقطها منها والصغيرة استجابت له لتسكن حركتها فور ان أجلسها على التخت وصار يتناول الملابس ليدخل برأسها الفستان المزركش والمزين والذي ما كادت ان ترتديه الصغيرة حتى وقفت تتمايل بخيلاء جعل والدتها تعلق بحنق
اسم الله عليكي يا ختي وعلى حلاوتك امال انا كنت عدوتك من شوية لما جريتي مني .
قهقه عارف يشاكس زوجته
مش حكاية عداوة يا جلبي بس هي بتعمل شوية تجدير لابوها كتر خيرها.
ازاد عبوسها لتشيح بوجهها عنه للناحية الأخرى وكما توقعت بعد لحظات قليلة شعرت بذراعيه تلتف حولها وتضمها بعشق يتمتم في تجويف عنقها
الحلوة ليها غاية للخصام وشكلها كدة عايزة تتصالح وانا راجل احب اراعي جوي الحتة دي واصالح بضميييير..
ضحكت في استجابة لفعله ولكن يجبرها الحياء على الرفض مع شعورها لجرأة اللمسات
اتعدل يا عارف ونيم ضميرك دلوك البت بتبص علينا
مش عايزينها تلجط الله يخليك.
استدرك لمقصدها ف ارتفعت رأسه عنها مجبرا لينقل بعيناه نحو ابنته التي كانت تطالعهم بعدم فهم ليلتقطها ويباشر هجومه عليها يدغدغها مرة أخرى
بتبصي على ايه بتبصي على ايه يا بلوة انتي عيلة سنتين ونعملها حساب دا برضوا كلام دا ياناس.
وبرد فعل طبيعي صارت ضحكات الصغيرة تصدح بصغب في ارجاء في الغرفة ووالدتها من خلفها تضحك أيضا لتعلق بيأس وهي تنهض من جوارهما
انا هجوم اللبس لو جعدت جمبيكم مش هنطلع من البيت اصلا.
تمتم هو من بين مدعاباته للطفلة
البسي وخلصينا يا روح احنا اساسا مش بيعطلنا غيرك .
وكان الرد بشهقة عالية منها بذهول
شوف الراجل تتمسخر انت وبتك وفي الاخر اطلع انا اللي معطلة الدنيا.
وبداخل المنزل الكبير
حيث يتم التجهيز لمأدبة كبيرة تجمع الأفراد الاقرب من العائلة والاصدقاء بمناسبة انشاء الفرع الثاني لشركتهم.
كانت هي منشغلة في هذا الوقت في تجهيز التوأم الصغير بعد انتهائها من الكبار وقد ارتدوا اجمل الثياب وصار الان موعد تصفيف الشعر الناعم وكعادتها كانت تغني مستمتعة بفعل ذلك معهم وسعادتها بهم تزداد يوما بعد يوم كلما كبروا امامها ورأت عوض الله بهم .
انتهت لتنزلهم من فوق قدميها ثم تحركت بهم الى داخل الغرفة الثانية حيث العاب الاطفال الاربعة صغيرها وفتيات غازي الثلاثة وقد اتين اليوم لحضور هذا اليوم المميز بعدما عادت حضانتهما الى والدتهم والتي للأسف تم انفصالها للمرة الثانية بعد زواجها لشهور قليلة ولم تعلم حتى الآن بالسبب وقد اثر زوجها الا يخبرها وهي احترمت ذلك.
ينفع تلاعبوهم معاكم ولا مينفعش
هتفت بها تلفت ابصارهم فتهلل وجه الكبيرة اية لتردد بترحيب
ينفع جوي يا خالة نادية هاتيهم وانا هراعيهم بنفسي
بالفعل تحركت اليها تتلقفهم بحفاوة لتقبلها زوجة ابيها على وجنتها بحب
يسلملي الغالي اللي كل يوم بتجلب على عمتها ايه يا بت الحلاوة دي انتي كدة ناوية تغلبي روح في جمالها.
ضحكت الفتاة بخجل لتجذب الاطفال معها للداخل وانتقلت ابصار نادية نحو ابنها الأكبر معتز والذي تأفف ينفخ بضجر فور ان اقترب اشقاءه
بعديهم عني يا اية عشان لو حد فيهم مسك العابي ولا كسرها مش هيحصل طيب.
شهقت والدته تردد باستنكار
كدة برضو يا معتز خواتك حبابيك يا ولدي لو كسروا لعبة نبجى نجيبلك غيرها هو احنا بطلنا على كدة .
زام يغمغم خلفها بتذمر
يوووه كل ما اكلمها تجولي نجيب غيرها فاضي انا اغير كل يوم في حاجتي .
اخفت بصعوبة ابتسامتها فهذا العنيد اصبح متطلبا للغاية رغم صغر سنه ولا احد يعرف سره سوى زوجها العزيز تجمعها مساحة من التفاهم يصعب عليها نفسها اختراقها كما تجمعه صداقة قوية مع اصغر فتيات غازي دنيا بقرب يتعدى الاخوة ولكن لا بأس هي أيضا سعيدة بذلك.
رفعت عيناها نحو شروق تلك الصغيرة التي ما زالت تخجل حتى الان من مواجهتها من وقت تسببها ف سقوطها على الدرج وولادتها مبكرا هي لم تفشي بهذا السر امام احد وتخبرهم ان سبب انزلاقها هو قشرة الموز التي تعمدت الصغيرة القاءها في طريقها ورغم ذلك هي سامحتها بل وأخبرتها ان لن تخبر احد مما اجبر الطفلة العنيدة على الخجل منها وتعمدها الاختباء بعيدا عنها في منزل عائلة والدتها حتى انها لا تأتي إلا هنا سوى مرات قليلة تتعمد دائما ان تكون مؤدبة وعدم تكرار الاذية لها او حتى لأطفالها.
انتي فين يا نااادية
وصلها الصوت المحبب لتخرج كي تلبي ندائه ولكن وما هي سوى خطوتين لخارج الغرفة حتى تفاجأت بنفسها تصطدم به بالجسد الصلب فيستغل هو على الفور ويباغتها برفعها اليه من خصرها لتشهق بخجل معترضة
يا مراري نزلني لحد من العيال يطلع يشوفنا.
ليه هما جاعدين في الاوضة
سألها مستفسرا وذراعيه ما زالت تكبلها فجاء ردها وهي تحاول نزعها
ايوة يا غازي في اؤضة الالعاب الخمسة وممكن حد فيهم يطلع دلوك ع الصوت.
يا ستي بلاها حد فيهم يسمع ولا يشوف دا حتى عيب
توقعت ان يتركها بعدما سمعتها منه ولكنه اجفلها للمرة الثانية يقطع بها الخطوات المتبقية نحو غرفتهما في اقل من لحظات قليلة ثم يصفق الباب عليهما مرددا بمرح
اظن هنا محدش يجدر يشوفنا.
ردت بابتسامة مستترة تدعي عدم الفهم
ايوة يعني عايز ايه ولا ناوي تفضل شايلني كدة لحد امتى عشان افهم
لاحت على جانبي ثغره ابتسامة ماكرة يقرب انفاسه منها بإغواء وذراعيه تشتد عليها أكثر مرددا
دا برضو سؤال يتسئل في وضع زي ده يا ناادية
يا لهوي على نااادية.
تمتمت بها ضاحكة فما زالت حتى الان كلما سمعت اسمها منه بهذه الصيغة الغريبة لا تنفك عن الدهشة والابتهاج أيضا لتواصل بمشاكساتها
يا غازي يا كبير ناسك نزلي يا حبيبي خليني اشوف اللي ورايا مينفعش الطلطيحة دي ورجلي مش لاحجة الارض هو احنا عيال صغيرين
تهكم على قولها ضاحكا
لا انا عاجبني فرق الطول اللي بيني وما بينك وانتي عاملة كدة زي اللعبة في يدي ما تبطلي بقى تلاعبيني يا بت هريدي.
قهقهت بصوت عالي يملؤه المرح قبل ان يغلق فمها ويبتلع الباقي بجوفه بعدما نفذت طاقته من العابها لتسجيب له سريعا وتنغمس معه في لحظة عشق يسرقاها يوميا بعيدا عن اعين الاطفال او العاملين في المنزل بشغف لم يقل ولم يفتر طوال سنوات زواجهم معا.
ضغط يتعجلها بالضغط على بوق السيارة وقد مل من انتظارها بالداخل وكما توقع خرجت اليه من الشرفة تلوح له بيداها كي ينتظر نصف دقيقة فقط كمان تشير لينفخ بضجر فهو اعلم بالنصف دقيقة هذه في قاموسها وقاموس جميع السيدات .
اومأ لها على مضض حتى تنتهي ويستغل هو هذه اللحظات في الاستغفار ظل على وضعه لحظات حتى أتى اتصال من رقم لا يعلمه وكعادته رد ليعلم من المتصل
الوو مين معايا.........
الوو يا حبيبي ازيك يا غالي انتي فين مبتسألتش
غمغم بداخله يعاود الاستغفار قبل ان يعود إليه سريعا بحسم
صلاح انا مش منبه عليك متتصلش تاني
دا كلام برضو يا خاېن طب انا قولت لحظة ڠضب وبعدها هترجع الميا لمجاربها......
مفيش مية اتعكرت بترجع لمجاريها يا صالح وانتي ميتك فاسدة من الاول انا جطعت معاك وجفلت على سنين التوهة بالضبة والمفتاح ولو مفكر اني هرجعلها يبجى واهم اجفل بجى الله يهديك انا ما صدقت لجيت نفسي .
قالها ولم ينتظر رد