رواية نسائم الروح الفصل الأخير
رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
الاخر ليزفر بارتياح وكأنه ازاح ثقلا من فوق صدره هذا الرجل يعيد ذكريات سوداء يحمد الله انه قد تخلص منها بعدما ساوى اموره مع زوجته الاولي ورد اليها الكثير من اموال لم تكن من حقه ليكتفي بما يستره الان بل ويزيد عن حاجته في معظم الأوقات وقد من الله عليه نتيجة ذلك وكافئه.....
عند خاطره الاخير ارتفعت رأسه وانتبه لوجه القمر وهو يقترب منه على ذراعي والدته والتي ما كادت ان تقترب حتى وجدته كالعادة يخرج اليها ويتلقف صغيره منها
ظل يمطره بالقبلات حتى ادخلت زوجته الأكياس التي كانت تحملها بداخل السيارة ثم تنتظره بها ليعود هو لجلسته خلف عجلة القيادة ويشعل المحرك مخاطبا لها بمزاح
ما بدري يا هدير كنتي استني شوية تاني على ما تتمي النص دجيجة .
ضحكت تجيبه بمرح
لا ما انا محبتش اخرك عارفاك مستعجل ع المزرعة
مالت رأسه نحوها بسخرية
فهقهت تردد بدفاعية
طب والله المرة دي ما مني التأخير ولدك عملها جبل اطلع ما بيه في اخر لحظة على ما غيرتلوا واتشطف ولبس الحفاضة احسب انت بجى كام دجبحة.
اممم.
زام يقبل وجنة الطفل الذي مازال يحمله فوق قدميه ليردف بتسامح
معلش نعديها المرة دي عشان الباشا يحيى هنسامح امك عشان خاطرك يا باشا.
همهم الصغير بكلمات غير مفهومة استجابة مع والده الذي فسر مقصده بمشاكسة
شهقت هي تدعي الإجفال في مداعبة طفلها
يا مراري كدة برضو يا يحيى وانا اللي جولت هتوجف جمبي بتفتري على امك يا يحيى.
قالتها لتتبادل المزاح والمناكفة مع زوجها بمودة اصبحت تلتمسها منه منذ أن انعم الله عليه بالطفل الذي وطد العلاقة بينهما برباط المحبة والصدق وقد ساهم القرب من ربه في ان يلطف على قلبه ويساعده في مجاهدة نفسه التي كانت تتوق للعشق القديم.
كدة احنا خلصنا حسابات الأرض الشرقية مش باجي غير الأرض اللي مأجرها للمزارعين .
هم ان يرد عليها ولكن اوقفه ولوج زوجته لداخل الغرفة تحمل على يدها كوبين من العصير
تناول منها سعيد يرتشفه على الفور مرددا
جاي في وجته يا رئيسة انا كنت عطشان جوي.
تناولت فتنة هي الأخرى تشكرها
تسلمي ياما شكلي انا كمان كنت عطشانة ومكنتش واخدة بالي .
مطرح ما يسري يروي
تمتمت بها رئيسة بحب لتأخذ جلستها على الكرسي المقابل لهما امام المكتب وتردف سائلة بفضول
جاءها الرد من زوجها
خلصناهم والبركة في بتك والله ساعدتني في الحسبة .
نظرت لها بتفاخر قائلة
يجطع من هنا ويوصل من هنا يا سعيد ربنا عوضك بيها بعد المحروس ما هج مع مرته على روسيا جال عشان ياخد الچنسية.
علقت فتنة بشراسة مازالت بها رغم التغير البسيط في شخصيتها
طبعا ياما امال اسيب الغريب يطمع فينا الحاجات دي عايزة حد ثقة ومينفعش ابدا حد غيرنا يطلع عليها.
ردد لها والدها بإعجاب
جدعة يا بت وانا مش عايز اكتر من كدة كل ما تساعديني يا فتنة انا هزودك بكل اللي تتمنيه وهكبرك
طب وافرض جالها عدلها.
قالتها رئيسة تذكرهم بها فجاء الرد من فتنة التي اعجبها اطراء والدها واثقل من ثقتها بنفسها بعدما فقدتها في زيجتها الثانية وقد كانت دائما ما تعول على جمالها الان فقط اكتشفت ان هناك ما هو اهم
انا عدلي جربته مرتين المرة التالتة دي بجى في علم الغيب لكن دلوك خليني في المهم وهو مساعدة ابويا سوى رجع ناجي ولا جعد انا لا يمكن اسيب مال سعيد الدهشان يطلع عليه حد برا البيت ده ابدا.
عودة الى منزل غازي الذي ازدحم بعدد الأفراد التي كانت تهل من شقيقاته وازواجهم وابنائهم بالإضافة لاهل زوجته مثل جليلة وابنها شقيق نادية وزوجته التي كانت تساعد في تحضير المائدة مع السيدات تحت إشراف روح .
فلم يتبقى سوى صاحب الاحتفال مع غازي والذي كان يسأل عنه كل دقيقة صهره بسيوني لينفعل هو الاخر فيتوجه بالسؤال الى زوجته وهي تساعد مع النساء
مشمش تعالي هنا يا مشمش.
هرولت اليه المذكورة تترك صغيرها مع إحدى العاملات لتأتي على الفور ملبية
ايوة يا بسيوني مالك سرعت الواد بزعيقك.
ضغط يتكلم من تحت أسنانه
وانا اعمل ايه ودمي بيغلي من البارد ده اللي ما شرف لحد دلوك جافل تلفونه وغازي الدهشان كل دجيجة يسألني عليه عشان الكبارات اللي عازمهم في المندرة ممكن افهم هو مختفي فين .
اجابته ببساطة
قصدك على يوسف بس هو مش مختفي انا سيباه مع مراته اصلا قبل ما اجي على هنا كانوا بيفطروا
يعني كل ده مخلصوش وكل هما معاهم ايه تاني
فكرت بحيرة تهرش رأسها
والله يا خويا ما اعرف بس انت عارف جوز اختك مخه طاقق وما بيصدق يتلم على مراته لوحدهم.....
بس يا مشمش بطلي كلامك البارد ده.
تمتم بها مقاطعا لها بحدة لتنكمش پخوف مزعنة لأمره توميء برأسها ليخرج صوته بحنق
ماشي يا مشمش انا هشوف البارد ده واشوف شغلي معاه ولو لجيت ورد معاه هي كمان هعلجها من رجليها.
قالها وتحرك على الفور بغضبه لتمصمص هي بشفتيها مغمغمة بإشفاق
يا عيني عليك يا حبيبي الواد يوسف مربيلك الخفيف.
وفي داخل المساحة التي نشأت بها قصة العشق بينهم وقف بالهاتف يلتقط لهما عدة صور بعدما اغرقها بالمياه وأفسد ما ترتديه لتردد بتذمر
كفاية يا يوسف الله يرضى عنك انا مش فاهمة ايه اللي عاجبك في شكلي وانا مبلولة من ساسي لراسي
تبسم يجيبها بمرح
الله يا وردتي ما انا كمان زيك ومبلول من ساسي لراسي بس الوقت الحلو ده يرضيكي يعدي كدة من غير ما نسجله ونحفظه في الذكريات .
قالها واقترب يضمها اليه من خصرها ليلتقط معا صورة سيلفي فتذمرت بين يديه
تاااني يا يوسف انت مبتشبعش صور ولا تسجيل في الذكريات احتا لقطنا يجي مية واحدة شوية هنا وشوية في وسط الخضرة والزرع وشوية عند زينهم وانت بتبهدلنا بمية الخرطوم .
جلجلت ضحكته متذكرا الاخير
حبيبي يا زينهم خدتي بالي بعد ما حممناه بقى قمر ازاي
التوى فمها بسخرية
ومابيجاش جمر ليه وانت مخلص عليه علبة الشامبو عمرك سمعت عن خرفان تستحمى بالشامبو يا يوسف.
اه في زينهم.
قالها وصدحت ضحكاته مرة أخرى ليقربها اليه ثم يلتقط العديد من الصورة ولا يعطي باللا لتذمرها يريد ان يستغل كل دقيقة معها بعد انتهاء اختباراتها الدراسية.
ليجفلها فجأة الصوت الجهوري من خلفه
انتوا بتعملوا ايه تحت العنبة
انتفض الاثنان ليلتفا اليه بهيئتهما المزرية وينتبه هو فخرجت صيحته
انت عملت ايه في البت يا زفت الطين ايه اللي مبهدلك كدة يا جلب اخوكي.
تمتم الاخيرة ليخلع الشال الصوفي عن رقبته فيسحبها من ذراع زوجها ويدثرها به فصدر اعتراض الاخر
ايه يا عمنا ما انا كمان مبلول زيها ولا هي هتبرد وانا لا
رد بسيوني وهو يزيد من ضم شفيقته بهلع
وانت يديك راحوا فين ما تنشف نفسك ثم كمان انا عايز اعرف جات منين المية اللي مبهدلاكم كدة
بخجل شديد خبئت ورد وجهها في حضڼ شقيقها تتهرب من مواجهته وزوجها يرد ببساطة
المية جاية من خرطوم الزريبة يا باشا اصلنا حمينا زينهم وولاده فالميه غرقتنا معاهم
وكما توقعت افتر فاه شقيقها پصدمة وتشنج غاضبا يهدر
الله ېخرب مطنك يا يوسف جاعد تتمسخر والدنيا مجلوبة عليك عند غازي الدهشان وفي الاخر كمان تطلع بتسبح الخروف انت عايز تشلني يا جدع انت
ردد خلفه بهدوء لم يحيد عنه
اشلك ليه بس يا بسيو ان كان على عزومة غازي الدنيا مطارتش يا حبيبي وع العموم اديني رايح اهو تعالي يا قلبي .
قال الاخيرة وكفه امتدت ليجذب اليه زوجته ولكن الاخر ابى ان يتركها
سيب البت وروح كانك رايح تلبس.
استغفر الله العظيم يارب
غمغم بها زافرا وقد. خرج اخيرا عن طور هدوئه ليخاطب الاخر بضيق
اللهم اطولك يا روح يا بسيوني يا حببي اعقل الله يرضى عنك انا عايز مراتي تيجي معايا تلبسني وتغير هي هدومها هتسيبها كدة مبلولة.
لاه يا سيدي مش هسيبها مبلولة وهجيب خلجاتها من عندك عشان تغير هدومها بس هي في اؤضة وانت في اؤضة عشان تخلصوا انتوا الاتنين وتهموا معايا انا مش فاضي للكاعتك يا يوسف.
عرضه كان به شيء من المنطق فهو بالفعل حينما يكون معها ينسى الوقت وينسى أي شيء لذلك لم يجد بدا من ان ينصاع لأمره
ماشي يا بسيو هطاوعك المرة دي عشان مستعجلين بس.
اكمل متبسما بسماجة
ويعني هي هتروح مني فين دا حتى الاجازة لينا هنا لسة طويلة وانا ناوي اخدها انا وهي بالطول والعرض....
ختم بضحكة زادت من استفزاز الاخر قبل ان يلتف ذاهبا ليغمغم في اثره
ابو برودك يا اخي انا مش عارف متحملاه ازي
اردف بالاخيرو نحو شقيقته والتي تبسمت له ببرائة طفلة لم تتعدى الست سنوات رق قلبه لها وهي تخاطبه بحنان
يا خوي انت عارفه هو كدة دايما بيحب يناغشك عشان بيحبك
ردد خلفها بسخربة
بجى هو بيعمل كدة عشان بيحبني انا اه يا بت الفرطوس
بعد عدة ساعات
وبعد أن انتهو من تناول الطعام في المأدبة التي اعدها غازي لاحتفاله الصغير كانت الجلسة التي تجمع الجميع في الجهة الخلفية للمنزل حيث اسطبل الخيل وركوب الاطفال على الأحصنة ولعبهم في جو يسوده المودة والألفة والمناكفات المستمرة من غازي وابن عمه عارف ليوسف.
وجالك جلب تسبح الخروف بالشامبو الغالي يا يوسف .
قالها عارف بدهشة تميل نحو السخرية ليرد الاخر بهدوئه
اه يا خويا حميته بالشامبو والفرشة كمان امال كنت عايزني احميه بالليفة والصابونة
لااا يا سيدي طبعا دا برضو كلام
عقب بها غازي ليردف بغيظ
انت كنت عملتله مساج ولا بادكير ومناكير زي اللي بيعملوه الحريم بالمرة كمان انت تشل بلد بحالها يا يوسف يا جزين هو انت متسلط على بسيوني الراجل قرب يكلم نفسه منك
ضحك الثلاثة وجاء رده ببساطة
يا عم وانا اجننه ليه بس هو اللي دايما متعصب ومش قادر ينسهالي ابدا اتي غفلته واتجوزت اخته من غير ما يعرف طب اهي متجوزها بقالي سنتين شفتوها في مرة شكت ولا زعلت مني
نفى الاثنان برأسهما