رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
بيه
تلقى الأخير دعوته بترحاب شديد
احب اوي بس ياريت يبقى جبنة قديمة مع فطير مشلتت يعني لو في اما بقى لو قرص يبقى احلى كمان مع الشاي هات اي حاجة وانا هاكل معاك يا حبيبي انا عمري ما اقول للأكل لأ.
ضحك بسيوني لتواضعه معاه ليشير بسبابته نحو اسفل عينيه مرددا به
من عيوني الجوز احلى فطار بلدي والسمن الفلاحي
قالها وتحرك نحو المنزل على الفور هم ان يساله الاخر عنها او عن زينهم ولكن استدرك قبل ان يخطئ بعفويته ف انتظر يتأمل الأجواء من حوله يتلفت يمينا ويسارا مع كل همسة تهيء له خروج الاثنان من الحظيرة المكشوفة في الجانب القريب حتى فوجئ بخروج إحدى الفتيات من المنزل بملابس عصرية تحمل دفاتر علميه وحقيبة يدها لم يعرفها في البداية حتى فوجئ بها تبتسم له وتخاطبه بجرأة عن فتيات البلدة
تطلع لها مزبهلا للحظات حتى تدراك ليلفظ بإسمها
ايه ده معقول وردة انا معرفتكيش.
زاد اتساع ابتسامتها حتى ظهر صفي الؤلؤ لتقارعه بمرح
عشان نضيفة ولا بسة كويس صح ع العموم دي حاجة عادية في بنات بلدنا في البيت بنبجى حاجة وبرا البيت حاجة تانية خالص ثم انا رايحة الجامعة كنت هروح بالجلبية يعني ولا بالعباية السودة
حيلك حيلك بس اديني فرصة اتكلم يا ست المحامية.
قال الأخيرة بالإشارة نحو كتاب القانون الذي تمسكه بيداه ليكمل بابتسامة عبثية هو الاخر
يا بنتي انا بتكلم عشان متفاجئ اديني فرصة استوعب بين هيئتك دلوقتي وهيئة ورد والحارس زينهم.
ضحكت بذكره للاخير لتعلق بمشاكسة
شكله وحشك والله بس الصراحة يتحب رغم انه شرس والنطح عنده غية ع العموم انا فخورة بنفسي في الحالتين سوا كنت محامية او مراعية لبهايمنا وخدامة في بيتنا اسيبك بجى عشان احصل محاضراتي.
قالها بعفوية اضحكتها لتوميء مناكفة له
لا كتر خيرك والله دا طريجنا وانا حافظاه اكتر من بيتنا نفسه اجعد انت استنى الفطار ابو زبدة فلاحي وان حبيت تشوف زينهم هو في الحوش دلوك مع اصحابه ارميله شوية برسيم بالمرة عشان يحبك ومينطحكش تاني.
والله.
تمتم بها لتوميء له بابتسامة شقية قبل ان تغادر من أمامه ليظل عدة لحظات يراقب اثرها بتأمل ومشاعر لذيذة أصبحت تدغدغه من الداخل انها
في حديقة الفاكهة التي كان يتفقدها مع بسيوني مندمجا في شرح المهندس المسؤل عن صحة الفاكهة والأصناف المخطط لها التصدير في الوقت القريب تفاجأ بالصغيرات التي جئن يهرولن نحوه يهتفن باسمه بمرح
عموو يوسف.
ما براحة يا شروق انتي واية هتوسخوا هدوم عمكم.
رفع رأسه نحوها مع ترحيب المهندس المسؤل
ردت بصوت لاهث وكأنها كانت تركض مع الأطفال
يا اهلا يا ابنوب عامل ايه انت وايه اخبار الاسرة الكريمة معلش يا جماعة انا بنهت عشان مسرعة ورا البنتة اللي طاروا من الفرحة وجت ما شافوا عمهم زي ما بيجولوا لا مؤاخذة يا فندم اصل متعرفهاش.
توجهت بالاخيرة نحوه لبتكفل ابنوب بالتعريف بينهم
ما هو الاستاذ يوسف مش غريب برضوا يا هانم دا شريك والدهم وتلاقي عشان كدة واخدين عليه دي فتنة هانم والدة البنات يا يوسف بيه
يا اهلا وسهلا يا هانم تشرفنا.
تمتم بها باقتضاب يخفض عينيه نحو الصغيرات فور ان علم بهوينها ليستفزها في الرد
تشرفنا يا يوسف بيه أكيد انت جاي عشان كتب كتاب صاحبك ربنا يهنيه بعروسته.
ارتفعت رأسه اليها ليقابلها بخاصتيه بنظرة خاطفة تحمل داخلها استهجان لطريقتها المكشوفة ولكنه اخفى سريعا حنقه ليخرج قوله بزوق
ان شاء الله بس الحقيقة لشغل هنا في الجنينة يخص الشراكة اللي ما بينا
نوقف موجها حديثه للصغيرات
تحبوا ندخل جوا نتفرج مع ابانوب على باقي الجنينة يا بنات
تلقف الصغيرات الدعوة يهللن بمرح ومن دون انتظار تقدمت الكبرى والوسطى ليسحبنها من كفه امامها ليتمنم لها باعتذار
معلش يا هانم عن اذنك البنات وشقاوتهم بقى براحة يا بت انتي وهي احترموني شوية .
غبي والله انتي اللي غبي
الټفت نحو احد الرجال لتأمره بنزق واقدمها تتحرك نحو الذهاب
اسمع يا واد تبجى تسحب البنات وتروحهم ع البيت بعد ما يخلصوا لفتهم في الجنينة وابجى ابلغ امي اني نازلة البندر مع السواج ما تنساش
بداخل السيارة التي ابتاعها حديثها وقد كان يقودها للخروج من البلدة بغرض إيصال المدعو صلاح بعد قضاءه الليلة الفائتة في منزله وكان الحديث الدائر بينهم
هتيجي تعيدها تاني الزيارة دي مش محسوبة يا ابو الصلح .
ضحك الأخير مرددا
مش محسوبة ازاي يا عم يوم بحاله بليلته اللي نمتها في بيتكم وتقولي مش محسوبة كدة متبقاش زيارة كدة تبقى إقامة دايمة.
يا سيدي وما تبجى اقامة هو احنا نكره دا انت تتشال ع الراس يا باشا
قالها عمر بترحاب اثار الغبطة بقلب الاخر ليردف ضاحكا
لا في الحالة دي يبقى تجوزني من عندكم بقى عشان يبقالي عين حتى لما ادخل عندكم .
اطلق عمر ضحكة مدوية قبل ان يعلق على قوله
لا في دي اعذرني يا عم انا خواتي كلهم متجوزين ادورلك بجى على بنات اخواتي بس دول كمان صغيرين اكبرهم واحد وعشرين ومخلصتش كليه يعني هتبحى اكبر منيها بعدد كبير من السنوات
هم صلاح ان يذكره بزوجته الاتي لم تكمل عامها الثامن عشر وهو تقريبا يماثله في العمر ولكنه كالعادة لا يفضل الاصطدام ابدا مع احد قد تأتي من وراءه مصلحة فقال مجاريا
خلاص يبقى تدورلي بقى ع اللي يناسبني يمكن ربنا يهديني واعملها بجد المرة دي ما انت عارف انا راجل هوائي ومش اي حد يعمر معايا
من عيوني يا ابو الصلح نبحث في الأمر رغم عدم اطمئنانا لكلامك وانت بدأها
بهوائي دي.
علق بها عمر ضاحكا ليكمل بالمزاح مع الاخر والذي غفل عنه فجأة حينما هدأت سرعة السيارة اثناء المرور من مخرج القرية مع مرور واحدة بالجوار فارهة وداخلها سيدة في الخلف شقراء بحجاب يظهر نصف شعرها من الأمام ترتدي عباءة سوداء باهظة الثمن ذكرته بنساء البلدة التي كان يعمل بها ليعلق هامسا بأشارة نحوها
ايه يا عم عمر هو انتوا عندكم نسوان خلايجة هنا ولا ايه
نطلع الأخير نحو ما يشير اليه ف التقت عينيه بها وقد انتبهت هي ايضا لهما لترمقه بنظرة متعالية تحمل تهكما واستخفاف شعر به على الفور وكأنها تستنكر قيادته لسيارة فارهة كالتي تستقلها .
مغرورة
تمتم بها داخله قبل ان يعود إلى الاخر
لا يا سيدي مش خليجية ولا تعرفهم حتى دي المشجلبة بت سعيد الدهشان يعني من أعيان النجع هنا بس زي ما انت شايف كدة مضړوبة ډم على عينها مش شايفة ولا مالي عينها حد مع انها مطلجة ولو واحدة غيرها ما تطلع من البيت اساسا.
كانت السيارة قد مرت حينما أنهى كلماته ليرد صلاح ضاحكا
يعني كمان مطلقة وشايفة نفسها لا دي باينها متعجرفة بجد من هيئتها بس الشهادة لله جامدة وصاروخ انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال عندكم هنا واصل لكدة.
تبسم عمر هازءا على قوله
يا سيدي تغور الحلاوة اللي تيجي من خلجة عكرة زي خلجتها مع ان برضوا في حكاية الجمال دي انت مكدبتش العيلة دي بالذات وكأن ربنا اختصهم بكل حاجة حلوة مع كل الفلوس والاملاك اللي عندهم برضك فيهم.... احلى ما جابت البلد من بنات ورجالة......
تقطعت كلماته الأخيرة بشروده فيمن اسرت قلبه وغدرت به فور ان وصل اليها بعد خوض رحلة عڈاب وغربة اجترع المرار من أجلها بها
قطع عليه صلاح وقد راقه الوصف
اختصهم بالجمال والمال طب والله حلوة الحكاية دي واضح كدة ان بلدكم دي فيها اثارة بجد.
تحولت ملامح عمر للجدية يحذره
صلاح هنا غير اي حتة بلاش دماغك تروح لحتة توديك في داهية خليك في حالك يا حبيبي وافتكر ان هنا غيرر
لا وعلى أيه يا عم هو العمر بعزقة اصلا حبيبي يا عمر
أتت اليها في البقعة المشمسة بمدخل المنزل لتجلس على الأرض بجوارها وتضغ صنية الشاي المختلط بالحليب لتعطيها واحدة بين كفيها برفق دائما ما تلتمسه منها
اشربي يا مرة عمي خليه يدفيكي.
تبسمت لها سکينة بامتنان قائلة
تسلمي ويسلم مجايبك يا نور عيني خليكي جمبي بجى نتحدت شوية ونتونس.
انا جاعدة يا مرة عمي مش هجوم امال جايبة كوبايتين ليه
قالتها سليمة وهي تتناول كوبها وترتشف منه مما شجع الأخرى لسؤالها
اتصلتي واطمنتي عليهم! دا انا سمعاكي بتضحكي مع غازي الدهشان نفسه كمان معقولة جدرتي عليها دي يا سليمة!
سمعت منها لتطفو ابتسامة متفهمة على ملامحها قبل ان تجيبها
ويعني هي كانت هتجعد العمر كله من غير جواز الواحد لازم يبجى حجاني يا اما والبت صغيرة جوي على انها تتكسر على ولدها وتجعد عمرها كله عليه.
زمت سکينة فمها بحرج وقد اصابتها الكلمات في مقټل تستدرك ان هذا بالفعل ما حدث معها رغم وجود الزوج حي يرزق فقالت معبرة عما تشعر به
ياريتك عمليتها انتي كمان يا سليمة ع الأجل مكناش عيشنا بذنبك يا بتي والله لو كنتي طلبيتها ما كان حد فينا هيجدر يعترض.
محدش بياخد اكتر من نصيبه وانا نصيبي كان كدة حمد لله راضية بيه المهم بس يبارك
في الحي وانا طول ما انا مطمنة ع الواد وامه دي عندي بالدنيا كلها.
اهدتها سکينة ابتسامة حانية تهم ان تؤازرها بالكلمات ولكن الحضور المفاجئ من احداهن جعل كل شيء يقف بحلقها
مساء الخير يا عمة مساء الخير يا سليمة.
تطلع الاثنان للوجه المتجهم وهذه الأعين التي تطلق بشرر يكاد ان ېحرق من هو امامه فخرج الرد من الأولى
اهلا يا شربات يا ترى ايه سبب الجية
تبسمت المذكورة لها بشړ تطالع غريمتها بتمعن من أعلى لأسفل لتجيبها
جيت اطل واعاين بنفسي ع المرة اللي جرت ريق الراجل عليها بعد العمر ما عدى وولى بس اللي انا شايفاه دلوك مفيهوش اي تغير ولا يكون الزوااق والتعديل بيبجى بس في وجوده
اظلم وجه سليمة ليثير الڠضب بقلب المرأة الكبيرة فتهدر بها متوعدة
اخص عليكي وعلى جلة حياكي لمي نفسك يا بت التنح وغوري ارجعي على بيتك بدل ما اشتكي لجوزك وهو يشوف شغله معاكي .
اعترضت شربات باتفعال تشتكي
وهو فين بيتي ولا فين جوزي الباشا بيصرف علينا بالجطارة وداير ورا ست الهانم في اي حتة تروحها واكنها سحرتله مبجاش طايق حد فينا سليمة جننت الراجل يا عمة طب لما هي نفسها فيه استنت ليه العمر دا كله ما كانت جالت وانا كنت راضيتها فيه.
لمي لسانك يا بت بدل ما اجطعهولك
صدرت قوية من سليمة وقد فاض الكيل من
وقاحتها لتزيد عليها ياعتزاز
مش غريبة الكلام الناجص يطلع من واحدة