رواية نسائم الروح للكاتبة أمل نصر
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل التاسع ج٢
بخطواته السريعة كان يخترق الرواق الطويل ثم يصعد الدرجات الرخامية للسلم اللولبي على اقدامه فلم يأتيه صبر لانتظار المصعد الكهربائي
واصل ركضه حتى وصل الى القسم المقصود وقعت ابصاره عليها قبل الجميع منزوية بأحد الاركان وكأنها طفلة ضائعة تنتظر والدها ان يعثر عليها رغم امتلاء الردهة بعدد الأفراد من البلدة ومؤازرة شقيقة غازي لها وهي واقفة الان جوارها إلا انها كانت وحيدة.
تحمحم يجلي حلقه ليملك زمام امره متوجها نحو غاازي اولا وقد كان هو الاقرب اليه حيث كان جالسا على احد مقاعد الانتظار وبجواره عدد من الاشخاص لا يعلمهم من أهل البلدة.
كان هذا هو السؤال الاول منه فور ان صافحه على عجالة يتخذ مقعده بجواره فجاء رد الاخر بقنوط زافرا دفعة كبيرة من الهواء من انفه
لا جديد الدكتور بيقول كله بأمر ربنا وشكلها كدة مطولة والله اعلم بجى ان كان فيها نجاة ولا.....
ولا ايه لا طبعا فيها نجاة.
قالها بلهفة يتابع بأمل
المستشفى دي من احسن المستشفيات في الجمهورية والمنطقة كلها انا بحثت عنها رغم ان سامع من زمان عن سمعتها كل التقارير عنها بتأكد كلامي وانت ربنا يجازيك خير مستنتش عليه وجيبته فورا ع القاهرة في طيارة خاصة ومجهزة
قالها بما يشبه السخرية بمرارة ضاربا بكف يده على عصاه يسند رأسه المتعب عليه وقد بلغ منه الاجهاد مبلغه بعد قضاءه ثلاث ليال في المشفى في انتظار ولو بشرى صغيرة تريح قلبه عن رجله الاول والاخير بسيوني .
عقب يوسف على قوله بانفعال
يا غازي بلاش يأس وانا شايف اننا لحد دلوقتي ماشين صح انت متأخرتش عنه وكله بإيد ربنا لا تقنطوا من رحمة الله.
تمتم بها غازي ممسكا بطرفي اصبعه أعلى انفه في تعبيرا لا ارادي عن الأرهاق الشديد الذي كان يعصف به في هذه اللحظة
ربت يوسف بكف يده على ركبة الاخر يحادثه
قوم يا غازي ريح نفسك شوية واحلق دقنك مش كدة يا حبيبي كفاية علينا واحد مش ناقصنا انت كمان توقع..
اومأ له بكف يده بحركة يفعلها كي يوقف اي حديث معه في هذا الشأن رأسه اليابس لا يقبل النصح ولا الأرشاد في شيء يراه لابد من فعله.
عاملة ايه النهاردة يا وردة يا رب تكوني احسن من امبارح.
اومأت بهز رأسها يخرج صوتها بصعوبة
الحمد لله الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس هو أكيد هيجوم ومش هيسبني هو عمره ما سابني أصلا انا متأكدة منها دي.
انتبه لتصلبها المفاجئ وراسها الذي ارتفع بنظرة متجهمة مسلطة على أحد ما من خلفه حتى جعلته ينظر هو الاخر في نفس الإتجاه نحو احد الرجال يبدوا انه من أهل البلدة من ملابسه والعمامة التي تعلوا رأسه ظن انه ربما يكون قريب لها قبل ان يصدم بما وصل الى اسماعه بعد ذلك .
ودا ايه اللي جابه ده تو